قرية صينية تتذكر زيارة بايدن لها عام 2001: هدايا وقداس وحلوى للأطفال
الأربعاء 11/نوفمبر/2020 - 11:21 م
قبل نحو عقدين استقبل أهالي قرية صينية صغيرة بالقرب من بكين سياسيا أجنبيا توقف لزيارتهم، وهذا الضيف هو جو بايدن الذي سيتولى قريبا رئاسة أقوى دولة في العالم.
في أغسطس عام 2001 كان بايدن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي عندما قام بزيارة رسمية الى الصين، ومرّ حينها بقرية يانزيكو ليتحدث مع سكانها ويشتري الحلوى للأطفال، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء "الفرنسية".
تانج شاوجون التي كانت في ال21 من عمرها تتذكر أن مسؤولين قرعوا الباب بينما كانت في منزلها تعتني بطفلها البالغ شهرين، وهو مشهد نادر في ريف الصين في تلك الفترة.
وقالت لفرانس برس "اعتقد انهم اختاروا زيارتنا لأن منزلنا كان الأفقر والأكثر تهالكا في القرية حينذاك"، وأضاف زوجها لو شانجكاي البالغ 40 عاما، في المنزل الذي بات مجددا وحوله حديقة مليئة بالأزهار، "لم يكن لدينا ثلاجة حينها أو أدوات عصرية، كنا نطهو الطعام في فرن يعمل على الفحم، اذ لم نكن نملك واحدا يعمل على الغاز، والذباب كان يحوم في كل مكان".
حمل بايدن طفلهما الرضيع بين ذراعيه وقبّله قبل أن يترك 200 يوان "30 دولار" تحت سكين مطبخ كبير هدية اكتشفاها لاحقا.
تستعيد تانج ذكرى اللقاء مع بايدن الذي كان يرتدي سترة عليها علامة جوتشي ويقف تحت صورة مزينة للزعيم ماو تسي تونغ "قال انه سيأتي ويقوم بزيارة اخرى في المستقبل، وأشار الى ان لديه حفيدة بنفس عمر طفلي تقريبا".
وعقّب زوجها لو قائلا "لقد كنا بالتأكيد في غاية الحماسة وفكرت بعدها أن الأجانب اشخاص رائعون ولا يميزون ضد الصينيين".
ولم يتنبه الزوجان الى أن الأميركي الذي التقوه هو الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن حتى أبرز مراسل فرانس برس لهما هذا الاسبوع صورا أرشيفية لزيارته عام 2001 كي يروها.
في العقود التي تلت أدى النمو الاقتصادي السريع في الصين الى احداث تغييرات كبيرة في أماكن عدة من البلاد، الى درجة انه لم يعد بالامكان التعرف عليها الآن.
فالأكواخ الحجرية في يانزيكو هدمت لتبنى مكانها منازل جديدة من طابقين وبيوت ضيافة تلبي حاجات السياح الذين يزورون سور الصين العظيم القريب منها.
ومعظم سكان القرية بالكاد يتذكرون هذا الحدث، لكن صور وكالة فرانس برس التي التقطت في ذلك الحين تظهر أشخاصا من كل الأعمار وهم يتحلقون حول بايدن المبتسم.
كما زار بايدن كنيسة القرية حيث أقام له الكاهن قداسا في ذلك الوقت، ويتذكر لي هوا المزارع البالغ 57 عاما الذي يظهر في احدى الصور: "لقد كان ودودا للغاية وحميميا، وألقى التحية على جميع الصينيين واشترى مصاصة أو اثنتين للأطفال".
جاو شان كان في التاسعة من عمره عندما تم تصويره وهو يصافح الرئيس الأميركي المقبل، ويتذكر ان بايدن مازحه بالقول إنه، أي غاو، قد يصبح زعيم الصين يوما ما.
وقال جاو البالغ 29 عاما والذي لا يزال يعيش في القرية "حينذاك تمنى لي التوفيق، والآن سيصبح الرئيس المقبل هذا رائع".
وأضاف "اتمنى له الحظ الجيد"، وأعرب غاو عن شعوره "بالفخر الشديد" لأن بايدن زار قريته، قائلا "إذا لم يتسببوا بمشاكل مع الصين، بامكانهم العودة في أي وقت".