نوير يقترب من رقم قياسي جديد مع منتخب ألمانيا
الجمعة 13/نوفمبر/2020 - 03:27 م
في سن الرابعة والثلاثين، يواصل مانويل نوير، حارس المرمى الأساسي دون منازع في تشكيلتي فريقه بايرن ميونخ ومنتخب بلاده ألمانيا، كتابة التاريخ عندما يخوض غدا المباراة ضد أوكرانيا في لايبزيج في الجولة الخامسة قبل الاخيرة من مسابقة دوري الأمم الأوروبية حيث سيعادل الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية لحامي عرين المانشافت.
قائد البايرن والمنتخب سيحتفل بمباراته الدولية الـ95 بألوان بلاده ضد أوكرانيا خلف أبواب مغلقة، ليعادل الرقم القياسي الموجود بحوزة الأسطورة سيب ماير بطل العالم 1974.
وإذا سارت الأمور على ما يرام، فإن بطل العالم 2014 سيحطم الرقم القياسي الثلاثاء عندما تحل ألمانيا ضيفة على إسبانيا في الجولة السادسة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة ضمن المستوى الأول، في قمة مصيرية ستحدد بطلها والمتأهل إلى دور الأربعة.
لكن الأرقام والسجل (خمس مرات أفضل حارس مرمى في العالم) لا يقولان كل شيء عن المكانة الذي سيحتلها نوير في تاريخ كرة القدم. إنه بالفعل أحد حراس المرمى القلائل الذين طوروا مركزهم بشكل دائم، مثل الروسي ليف ياشين أو الفرنسي فابيان بارتيز.
بحلول الستينيات من القرن الماضي، أظهر ياشين كيفية فرض نفسه في منطقته من خلال خروجه لالتقاط او ابعاد الكرات العرضية امام المهاجمين، في وقت كان فيه حراس المرمى يفضلون البقاء في خط مرماهم.
في نهاية القرن الماضي، أصبح بارتيز أول صانع للهجمات المرتدة لفريقه، من خلال تمريراته الطويلة والرائعة الى مهاجميه.
بالنسبة إلى نوير، فقد تخطى تألقه منطقة الجزاء، حيث وسع نطاقه إلى ما هو أبعد منها، بخروجه الموفق مرات عدة عن عرينه لنحو ثلاثين مترا أو أكثر لابعاد الكرات او قطع الهجمات، في دور بشبه ما يقوم الليبيرو او قطب الدفاع.
وعلق مواطنه بودو إلجنر، المتوج مع ألمانيا بلقب كأس العالم عام 1990، على ما يقوم به نوير قائلا: "عندما يتعلق الأمر بأن يكون اللاعب الحادي عشر في الملعب، فإنه المرجع المطلق" في اشارة الى خروجه الموفق من منطقة الجزاء لقطع الكرات والانفرادات.
وقال أحد أسلافه حارس المرمى أندرياس كوبكه الذي يشغل حاليا منصب مدرب حراس المرمى في المنتخب إنه من الواضح أن تألقه في اللعب بالكرة بالقدمين يتوافق مع صفاته الأخرى: حاسم على خط مرماه، متفوق في الكرات العالية والصراعات الثنائية مع المهاجمين، ودقيق في تمريراته الطويلة إلى المهاجمين.
وأضاف "مانو ينقل إحساسًا هائلاً بالأمان"، موضحا "يمكننا القول إنه طوَّر أسلوب لعب حارس المرمى إلى مستوى أعلى".
على ما يبدو، أن نوير لا يطمئن زملاءه فقط: في بايرن ميونيخ، يقول الأسطورة أن الإسباني جوزيب غوارديولا في عام 2013 وقع عقده لتدريب بايرن ميونيخ فقط بعد أن أكد أن النادي البافاري أنه لن يترك نوير يرحل.
في الوقت الحالي، يبدو أن السنوات لم يكن لها أي تأثير على هذا العملاق الفارع الطول والبالغ 1,92 مترا والذي لا يتزعزع دائما في تشكيلة المنتخب الوطني، ما أثار استياء منافسه حارس مرمى برشلونة الإسباني مارك-أندريه تير-شتيجن.
عندما قرر المدرب يواكيم لوف، في عام 2019، استبعاد مخضرميه المتوجين معه بكأس العالم 2014 في البرازيل، احتفظ بمخضرمين اثنين هما لاعب وسط ريال مدريد الإسباني طوني كروس ونوير.
وبرر لوف قراره بقوله "نوير حارس مرمى استثنائي، فرصة لكرة القدم الألمانية، لقد كان عاملاً رئيسياً في تطورنا ونجاحنا في العقد الماضي".
اختير قائد بايرن ميونخ أخيرا "أفضل حارس مرمى في العام" من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لمساهمته الكبيرة في فوز بايرن ميونخ بلقب دوري أبطال أوروبا، تاركا لقب "أفضل لاعب في العام" لزميله في الفريق البافاري المهاجم الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
تصنيف وجده لوف مشكوكا فيه "ليس لدي أي شيء ضد ليفاندوفسكي، لكن بالنسبة لي، أفضل لاعب في العام هو مانويل نوير"، وأضاف "التصديات التي قام بها في الدورة المجمعة في لشبونة تشفع له بذلك! لقد أبقى حصنه منيعا. جزء كبير من التتويج يعود إليه".
تألق نوير في ربع النهائي ونصف النهائي، وكان حاسمًا بشكل خاص في المباراة النهائية ضد باريس سان جرمان الفرنسي بفضل ردات فعله الرائعة وتصدياته الحاسمة بقدميه الطويلتين، وذراعيه الممدودتين، بأسلوبه المميز على طريقة حراس مرمى الهوكي على الجليد، كلها مميزات أخرجت بايرن ميونخ على بر الأمان وحافظت على نظافة شباكه وتقدمه بهدف الفرنسي كينغسلي كومان وبالتالي رفع "الكأس ذات الأذنين الكبيرتين".
باستثناء الإصابة، سيتجاوز حارس المرمى قريبا 100 مباراة دولية بالقميص المنتخب الذي يحمل الأربع نجوم، ربما الصيف المقبل في كأس أوروبا، حيث ستلعب ألمانيا مع فرنسا بطلة العالم 2018 والبرتغال بطلة أوروبا 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2019 والمجر في دور المجموعات.