"الموساد" يجري دراسة حول التأثير الإسرائيلي والدولي داخل قارة أفريقيا
أجرت الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" دراسة حول العلاقات الإسرائيلية الأفريقية، تناولت نمط وتوجه الدول الأفريقية ضد ما وصفته "مصالح إسرائيل" في المحافل الدولية فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي، وكذلك تناولت إمكانية تطوير العلاقات الإسرائيلية الأفريقية خلال السنوات القادمة، إلي جانب التلميج الى التواجد الصيني والتركي في القارة السمراء.
وبحسب
ما نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" حول الدراسة، فإنه من بين 1400 صوت في الأمم المتحدة
حول الصراع العربي الإسرائيلي منذ عام 1990، صوت عدد قليل من الدول الإفريقية لصالح إسرائيل ومرات قليلة فقط، وان التصويت دائما من الكتلة الأفريقية يأتي مع الفلسطينيين وضد
إسرائيل دائمًا.
واوضحت أن الدراسة الاسرائيلية التي استخدمت طريقة "البيانات الضخمة"، فحصت إمكانية تطوير العلاقات بين إسرائيل والدول الأفريقية، بناءً على 150 قاعدة بيانات مختلفة. النتائج الرئيسية هي أن إسرائيل يمكن أن تحول في فترة زمنية سريعة نسبيًا ست دول في إفريقيا لتغيير طريقة تصويتهم في الأمم المتحدة لصالحها، لكن هذا مشروط بتعزيز المصالح المشتركة لتلك الدول مع إسرائيل.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، ففي استنتاج مهم بنفس القدر، حذر محققو وزارة الاستخبارات الاسرائيلية من أن تركيا والصين تصعّدان قبضتهما على إفريقيا، وأشارت الدراسة الى أن تركيا في العقد الماضي فقط، ضاعفت عدد تمثيلاتها الدبلوماسية الرسمية في إفريقيا أربع مرات. كما تم التأكيد على أن الصين تقوم بتوسيع استثماراتها بشكل كبير في القارة.
وقترحت الدراسة الاسرائيلية التركيز على ستة بلدان، توغو ورواندا وجنوب السودان والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ومن أجل التقريب بينهما، يجب على إسرائيل مساعدتهم في تمهيد الطريق أمامهم لتحقيق إنجازات مختلفة بالتعاون مع واشنطن على حد قول الصحيفة.
بالإضافة إلى ذلك، وبحسب الباحثين الاسرائيليين، يمكن لإسرائيل التعاون مع هذه الدول في مجالات الأمن والحرب على الإرهاب، وبناء البنية التحتية، واستخدام الموارد الطبيعية والتكنولوجيا، فيما أشارت الدراسة إلى أنه في الممارسة العملية، على الأقل في بعض هذه المجالات، كانت أوجه التعاون موجودة بالفعل وتعززت خلال عدد قليل من السنوات الماضية.
وتزعم الصحيفة الاسرائيلية انه مع ذلك، فإن العائق الرئيسي أمام تعزيز العلاقات مع البلدان الأفريقية هو النظم الحاكمة فى افريقيا وخلص الباحثون إلى أن العامل الأساسي الذي يؤثر على قدرة الدولة على اتخاذ موقف أكثر تأييدًا لإسرائيل هو مؤسسات الرئاسة وتاريخها وشرعيتها على الساحة الدولية وفي عيون الشراكة الأفريقية.
وقال إيلي كوهين الضابط بالاستخبارات الإسرائيلية، "إن إفريقيا قارة كبيرة ومهمة، تشير دولها إلى قرارات تتعلق بإسرائيل وتؤثر عليها في العديد من المحافل الإقليمية والدولية، وبعض هذه الدول لديها مصالح مشتركة مع إسرائيل، مما يفتح العديد من فرص التعاون، في مجالات الأمن والاقتصاد والطاقة والزراعة وغيرها التي يمكن أن تعود بالفائدة على إسرائيل من ناحية، ومساعدة تلك الدول من ناحية أخرى وسنعمل على أساس تعميق النشاط وتقوية روابط دولة إسرائيل في إفريقيا".