الهارب محمد على.. الفاشل الأعظم.. بدأ حياته متخبطًا.. رجل خالي من النخوة.. عاق لوالديه يدعى الزعامة.. ومتهرب من تسديد 135 مليونًا ضرائب
السبت 05/سبتمبر/2020 - 08:36 م
عندما يفشل الأنسان في تحقيق ذاته يبقي أمامه خيارين أما أن ينهض مجددا ويحاول السعى وراء هدفه وأما أن يُحبط ويتخلى عن آماله.. ولكي يهرب من الفشل الذي يلاحقه يتحول إلى ساخط على كل شيء، يختلق الأكاذيب ويصدقها ويهتف في الناس مدعيا الزعامة وأنه كان ضحية أحدهم.. هكذا فعل المقاول الهارب محمد على، الذي باع وطنه بثمن بخس، وظل يروج الأكاذيب لتضليل الرأي العام وهدم الدولة المصرية.
بدأ حياته متخبطا
قصة طويلة من التخبط يمينا ويسارا، خلف هذا الشاب الذي ظهر فجأة عبر مواقع التواصل الاجتماغي من خلال نشر مجموعة من الفيديوهات بهدف التشكيك في القيادة السياسية.. ولد محمد علي في 18 يناير عام 1978، وكان من أسرة متوسطة تسكن حي العجوزة بمحافظة الجيزة، وكان والده يعمل في بيع الذهب، وفقا لما ذكره بنفسه في أحد مقاطع الفيديو التي نشرها على الإنترنت.
لم يعرف الشاب المشتت ماذا يريد، فبعد حصلوله على دبلوم فني صناعي، حاول استكمال دراسته في كلية التجارة بقسم التعليم المفتوح في جامعة القاهرة، لكنه توقف عن الدراسة بعد عامين فقط لا لسبب إلا أنه تائه لا يدري إلى أين يذهب.
من التمثيل إلى الانتاج التلفزيوني.. الفشل سيد الموقف
دخل الشاب الطائش عالم التمثيل وشارك بادوار صغيرة في مجموعة من الأفلام والمسلسلات التي حققت نجاحا، لزملائه، وكان له دور في فيلم "القشاش" وأعمال أخرى مثل"المعدية"، لكنه ظل نكره لا يعرفه أحد، نظرا لافتقاره للموهبة واعتماده على الفهلوة والتسلق اللذان لم يجنيا له إلا بعض الأموال، فقرر العمل في الانتاج السنمائي وقاد تجربة فاشلة لانتاج فيلمه "البر التاني" الذي أعطى فيه لنفسه دور البطولة، ورغم كل ذلك كان الفشل هو المصير المحتوم، لذا ترك المجال برمته وذهب بعيدنا حيث عالم المال والأعمال ليواجه فشلا جديدا يلاحقه.
والمقاولات أيضًا
قرر الشاب الهارب محمد على تأسيس شركة مقاولات جنى منها الكثير من الأموال، لكن شعورا بالفشل ما زال يحاصره، يضيق عليه عالمه، يترك ثقبا لا تستطيع الأموال سده، فما زالت نشوة الشهرة وحب الظهور تسيطر على كيانه ولا يعلم كيف يشبعها، فقرر الدخول إلى عالم الكذب والنفاق، وبعدما استلمت شركته عدة مشروعات من الجيش أخذت عليها أمولا، سرق الأمول وهرب بها إلى إسبانيا، ليبدأ من هناك إدعاءاته الكاذبة على الدولة المصرية، مببرا ذلك بسبب عدم حصوله على "مستحقات مالية"، عن أعمال يقول إن شركته نفذتها لصالح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
الرئيس يكشف كذب المقاول الهارب
وكشف الرئيس السيسي زيف مزاعم المقاول الهارب أثناء إحدى جلسات المؤتمر الوطني للشباب في شرم الشيخ، وأكد أن ما يقال عنه وعن الجيش المصري مجرد كذب، لكن الأموال ليست كل ما يبحث عنه محمد على، فهدفه الذي يسعى له هو الحصول على قدر كبير من الشهرة، يعوض من خلاله الفشل الذي لازمه طوال تجربته الفنية الفاشلة.
زعيم من ورق
أن تستيقظ ثم تفتح هاتفك قبل غسل وجهك وتطل على الناس مختبا خلف شاشة وتهتف مدعيا الزعامة والبطولة.. هي أشياء راقت للفتي المتسلق الذي يريد أن يري نفسه نجما من اللاشيء، دون بذل أي مجهود، وتطور في هجومه وتطاوله على الدولة، ومحاولة تصدير صورة المعارض النزيه المظلوم، لتلتقطها منه سريعا القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية الممولة من كيانات لا تريد لهذا الوطن استقلال، الأمر الذي شجعه على المضي في طريق الشيطان حيث الذهاب بلا عودة متخليا عن أهله وعائلته ووطنه في سيبل، الأوهام التي تحيط به وحلم النجومية الزائف.
العاق لوالده
ليس جديدا على الشاب الذي اعتاد الخيانة والهروب والتناوب على الكباريهات أن يكون عاقا لوالده، ففى تسجيل صوتى للهارب أرسله لإحدى بناته هدد فيه بضرب والده بالجزمة، حيث قال: "أنا أحب واحترم أبويا ولكن لما يقف في وشي ضد الحق يبقي أنا مع محمد علي"، مستكملاً حديثه "عمال بس يقولي بحبك يابني وأنا احط نفسي في النار علشان.. يلا يلا بابا بردو، جدو بيخاف، علشان بقى ميقولش بيحميني ولا غيره.. وعلشان لما أرجع وأديله بالجزمة محدش يتكلم تاني".
الاسيلاء على ميراث اليتامى
مارس الهارب محمد على سخطه على أسرته وأهله فقد نشر شقيقه أحمد مستندات تثبت استيلائه على على ميراث والدته هناء شريف عواد التي اتهمته في سنة 2017 ، وميراث يتامى شقيقه الأكبر إبراهيم، وحررت محضر ضده في قسم العجوزة، ليس فقط لأنه قام بسرقة أموال يتامى شقيقه المتوفي، ولكن أيضا لأنه استغل حالتها النفسية السيئة وجعلها توقع على أوراق جردتها تماما من نصيبها في تركة نجلها المتوفي.
رجل خالي من النخوة
غاب المقاول الهارب محمد على عن أسرته وتركها خلفه وفي تسجيل صوتي، طالبت أم فتياته بأن يتصل بنجلتهما رحيمة وهي الكبرى، ويأمرها بألا تخرج من المنزل حتى موعد الامتحانات، لأنها منذ فترة طويلة وهي تقوم بسلوكيات مريبة قد تؤدي إلى هلاكها وهي في سن صغير.
وطالبت أم الفتيات الأب الهارب بالسيطرة على الفتاة، وإن لم يستطع ذلك فلا عليه سوى أن يخبرها لتتصرف في الأمر، إلا أنه وبكل دياثة سرب هذه التسجيلات لمرتزقة الإعلام، مرفقة بصورتها، لتتولى الإذرع الإعلامية الأجيرة - وعلى رأسها سامي كمال الدين - فيما بعد تهديد الأم، وابتزازها وإرهابها لتسكت عن مطالباتها المستمرة باحتواء الأب لبناته قبل أن يفقدن مستقبلهن.
المجد الزائف
حاول المقاول الهارب، صناعة مجد زائف لكن باءت جميع محاولاته بالفشل، حيث لعب على حاجة البسطاء والكاديحن وظل يروج في فديوهاته الأكاذيب بغرض شحن الرأي العام ضد الدولة ومن ثم اسقاط النظام برمته، وهو ما قوبل برفض شديد من الشعب المصري الذي يعرف حجم بلده ويرفض الانسياق وراء أهواء الآخرين.
لم يخرج أحد
كانت الصدمة موجعة للشاب الهارب محمد على حين دعا في يناير الماضي المصريين إلى النزول إلى الشوارع والاحتجاج، كي يصير زعيما ورمزا معروفا، لكن وعي الشعب المصري كان عاليا ولم يخرج أحد، وبعدها أعلن اعتزاله العمل السياسي وإغلاق صفحته على موقع فيسبوك، مرجعا السبب إلى عدم استجابة المصريين لدعوته إلى التظاهر في الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير، واهما نفسه بأنه مثل الزعماء الذين تثور الشعوب لأجلهم، وعندما لم يولي أحد اهتماما بغيابه، عاد مرة أخرى واستكمل تطاوله، ثم أختفى فجأة.
حين يدخل الفأر جحره
دخل الهارب محمد على جحره حين طلبت القاهرة من إسبانيا تسليمه لإدانته بارتكاب احتيال ضريبي يصل إلى 135 مليون جنيه مصري (7,4 ملايين دولار) وتبييض أربعة ملايين جنيه مصري (219 ألف دولار)، بحسب مستندات المحكمة، وتتعلق الاتهامات بشراء وبيع عقارات وسيارات بين عامي 2006 و2018، وبعد مطالبات الدولة تبخر المقاول، ويظهر فجأة اليوم ويحاول انتاج نفسه بعدما فشلت كل محاولاته بدعوة مضللة جديدة تضاف إلى مسلسل الخيانة الذي يتوهم بطولته.