إثيوبيا تسعى للسيطرة على تيجراي والمتمردون يتوعدونها "بالجحيم"
الأربعاء 18/نوفمبر/2020 - 06:47 م
توقعت إثيوبيا تحقيق انتصار سريع في صراعها الدائر حاليا مع حكام إقليم تيجراي لكن المتمردين الشماليين الذين أعلنوا التحدي توعدوا اليوم الأربعاء "بالجحيم" في الحرب المستمرة منذ أسبوعين والتي تهدد وحدة البلاد وزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.
وأودى الصراع بحياة المئات ودفع نحو 30 ألفا للفرار إلى السودان وأثار الشكوك حول ما إذا كان رئيس الوزراء أبي أحمد، أصغر زعماء أفريقيا سنا والحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، يمكن أن يوحد الجماعات العرقية المنقسمة كثيرة العدد في بلاده، كما ذكرت وكالة "رويترز".
وفي تجاهل للنداءات الدولية لإجراء محادثات مع قادة الإقليم،أعلنت الحكومة الإثيوبية أن قواتها تتقدم صوب ميكيلي عاصمة تيجراي وستعلن النصر قريبا على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي التي يتهمها أبي بالتمرد.
وذكر تلفزيون فانا التابع للدولة في إثيوبيا اليوم الأربعاء أن السلطات أصدرت مذكرات اعتقال بحق 76 ضابطا الجيش بتهمة الخيانة لصلتهم بقادة إقليم تيجراي المتمرد، ويقول المتمردون إنهم استولوا على دبابات ومدفعية خلال سلسلة انتصارات على الرغم من التفوق العددي للقوات الإثيوبية يركع أبدا.
وتقول الجبهة إن أبي الذي كان قائدا عسكريا سابقا بالإقليم وشريكا سياسيا يضطهد جماعتهم العرقية ويعزل المسؤولين الذين ينتمون لها من المناصب الأمنية والحكومية البارزة منذ توليه السلطة في 2018 ويريد الآن السيطرة عليهم بالكامل.
وقامت حكومة أبي بمحاكمة مسؤولين سابقين كثير منهم من التيجراي على جرائم مثل التعذيب والقتل والفساد لكنها تنفي أي محاولة للهيمنة العرقية، وقالت لجنة الطوارئ الحكومية المشكلة للتعامل مع الأزمة في بيان اليوم الأربعاء "الحكومة الاتحادية.. تشجب بأقوى العبارات التوصيف الخاطئ لهذه العملية بأن لها أي انحياز عرقي أو أي انحياز آخر.
وقال دبرصيون جبراميكائيل، الرئيس المنتخب لتيجراي في انتخابات لا تعترف بها الحكومة، لرويترز في رسالة نصية إن قواته تراجعت لكنه نفى تدمير جسور أو طرق مؤدية إلى العاصمة.
وقال "غيرنا خط دفاعنا ونتيجة لذلك فهم يدخلون بعض بلدات جنوب تيجراي"، واتهم زعماء تيجراي في بيان مطول القوات الحكومية باستهداف مدنيين وكنائس ومنازل. وتقول الحكومة إنها لا تستهدف سوى الأهداف التابعة للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وتتهم قوات تيجراي باستخدام المدنيين دروعا بشرية.
أصبح إقليم تيجراي الشمالي معزولا بدرجة كبيرة عن بقية العالم مع حظر الإعلام وانقطاع الاتصالات وسحب عمال الإغاثة مما يعني أن رويترز لا يمكنها التحقق بشكل مستقل من مزاعم أي من الطرفين.
وتم اقتلاع مئات الألوف من منازلهم بينما تم وقف خدمات الإنترنت والكهرباء والبنوك، وأضاف بيان حكام تيجراي "محاولة حكم شعب تيجراي بالقوة أشبه بالسير على الجمر .. تيجراي ستكون مقبرة المعتدين وليس ساحتهم".
وقال لاجئون إن ميليشيات من إقليم أمهرة المجاور هاجمتهم لاعتبارات عرقية وإن الغارات الجوية الحكومية تقتل مدنيين، ووردت تقارير كذلك عن فقد أبناء الإقليم لوظائفهم وتعرضهم للتمييز في مختلف أرجاء إثيوبيا.
واستخدم حكام تيجراي تعبير "إبادة جماعية"، لكن حكومة أبي نفت مرارا أي نوايا عرقية خفية قائلة إن كل ما تقوم به هو استعادة حكم القانون وملاحقة المجرمين وضمان وحدة البلاد.
وأصول أبي مختلطة فهو ولد لأبوين أحدهما من عرقية أورومو والآخر من أمهرا وهما أكبر وثاني أكبر عرقيتين في البلاد يمثل سكان تيجراي خمسة بالمئة من إجمالي سكان إثيوبيا، وهيمنت، جماعتهم العرقية على القيادة السياسية في البلاد منذ 1991 حتى 2018، قبل أن يتولى رئاسة الوزراء ويبدأ في فتح الاقتصاد والتعامل مع نظام سياسي قمعي قاد إلى سجن عشرات الألوف من السجناء السياسيين.
وفي تعليق نادر على أنشطة أحد الفائزين السابقين بجائزة نوبل، عبرت لجنة نوبل في أوسلو عن قلقها العميق هذا الأسبوع ودعت إلى حل سلمي للصراع.
وأطلقت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي صواريخ على إريتريا المجاورة مما أدى إلى تصعيد الحرب خارج الحدودد الوطنية، وللجبهة الشعبية عداء طويل الأمد مع حكومة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي.
وفاز أبي بجائزة نوبل في عام 2019 لإبرامه اتفاقية سلام مع أفورقي، وجيش إثيوبيا من أقوى الجيوش في أفريقيا لكن العديد من كبار الضباط من تيجراي وينشر الكثير من أسلحته الثقيلة في الإقليم الذي كان على خط المواجهة في صراع استمر نحو 20 عاما مع إريتريا بعد حرب دارت رحاها بين 1998 و2000.
وتتمتع قوات تيجراي أيضا بالصلابة القتالية ولها خبرة من القتال ضد إريتريا ولعبت دورا بارزا في الإطاحة بالديكتاتورية الماركسية عام 1991، واللجنة الدولية للصليب الأحمر إن منشآت الرعاية الصحية في تيجراي وأمهرة تعاني من نقص الإمدادات والمساعدات للعديد من الجرحى، ورئيسة اللجنة كاتيا سورين "نشهد أزمة إنسانية مدمرة ليس فقط داخل إثيوبيا ولكن عبر حدوها".