الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

مظهر شاهين: خدمة الزوجة لزوجها واجبة عرفا في مجتمعاتنا

الإثنين 29/أغسطس/2022 - 04:55 م
مظهر شاهين
مظهر شاهين

قال الدكتور مظهر شاهين، أمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن خدمة الزوجة لزوجها واجبة عرفا في مجتمعاتنا بحسب الاستطاعة، ولو أخذنا برأي الجمهور في كل المسائل لما وجب علي الزوج علاج زوجته وعلي من تسعي لتخريب البيوت أن تتقي الله فيها واحدة تهون من شأن الطلاق و تحرض الزوجات علي الانفصال والزواج مرة واتنين وتلاته واربعة والثانية تحولت من فتاوي الجهاز التناسلي إلي فتاوي الجهاز الهضمي عن جهل بفقه المآلات والأولويات والواقع محذراً من الذين يريدون إشعال الخلافات داخل المجتمع وتخريب البيوت.


وأكد"شاهين" أن العلاقة الزوجية قائمة علي المودة والرحمة وعلي ذلك فإن خدمة الزوجة لزوجها  واجبة عرفا في هذه الأيام التي تحتاج فيها الأسرة إلي تعاون الزوج والزوجة في القيام علي شئونها كل فيما يستطيع القيام به وذلك لأن العرف أحد مصادر التشريع الإسلامي وقد تعارف الناس في مجتمعاتنا أن الرجل هو من يقوم بالعمل خارج البيت سواء في أرضه أو مصنعه أو وظيفته من أجل الإنفاق علي أسرته وأهل بيته والزوجة هي من تقوم علي شئون بيتها من طبخ وتنظيف ورعاية لأبنائها فتتكامل جهودهما معا من أجل المعيشه واستقرار البيت واستمرار الحياة.


وأضاف "شاهين" أن خدمة الزوجة للزوج أعظم أنواع الجهاد، والدليل علي ذلك  حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) للسيدة أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها، عندما جاءت تسأل رسول الله عما يعدل الجهاد والحج والنفقة، و الأمور التي يقوم بها الرجال دون النساء؛ فقال لها النبي أن تخبر النساء بأن حسن تبعلها لزوجها يعدل ذلك كله، وحسن تبعل الزوج أي خدمته المعروفة عرفا كالطبخ وغسل الملابس وتنظيف البيت وكافة الأمور المتعارف عليها في مجتمعاتنا بدليل قصة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها والتي وردت  في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه جاءته فاطمة -ابنته- رضي الله عنها وقد بلغها أنه جاء إلى أبيها سبي فجاءت إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" تقول: يا أبت أريد خادمًا؟ فقال: يا ابنتي إن أصحاب الصفة فقراء ضعفاء وسوف تباع هذه السبايا و فيهم فلا أعطيك خادمًا وأدعهم تطوي بطونهم من الجوع، وردها وعلمها أن تقول عند النوم: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرة، سبحان الله ثلاثًا وثلاثين، والحمد لله ثلاثا وثلاثين، والله أكبر أربعًا وثلاثين، مؤكدًا أن الذِّكر يعطي قوة وطاقة فطلب السيدة فاطمة من النبي أن يعطيها خادما ليساعدها فيما تقوم به من أعمال في بيتها أكبر دليل علي أنها هي التي كانت تقوم بذلك وهي من هي، هي ابنه أشرف الخلق ومن سيدات  نساء أهل الجنة،وما صح عن السيدة أسماء بنت الصديق رضي الله عنهما أنها قالت : كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله، وكان له فرس وكنت أسوسه وكنت أحتش له، وأقوم عليه وصح عنها أيضا أنها كانت تعلف فرسه وتسقى الماء ، وتخرز الدلو وتعجن وتنقل النوى على رأسها من أرض له على ثلثي فرسخ.


وتابع: أن كان الفقهاء قد اختلفوا في وجوب ذلك علي الزوجة  ، فأوجب طائفة من السلف والخلف خدمتها له في مصالح البيت ، وقال أبو ثور : عليها أن تخدم زوجها في كل شيء، ومنعت طائفة وجوب خدمته عليها في شيء ، وممن ذهب إلى ذلك مالك ، والشافعي ، وأبو حنيفة ، وأهل الظاهر إلا أنني أقول أن الأمر مرده إلي العرف فإذا تعارف الناس في مجتمع ما علي أن خدمة الزوجة لزوجها داخل البيت حق للزوج صار ذلك واجب عرفا وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " أما خدمتها لزوجها فهذا يرجع إلى العرف فما جرى العرف بأنها تخدم زوجها فيه وجب عليها خدمته فيه ، وما لم يجرِ به العرف لم يجب عليها ، ولا يجوز للزوج أن يلزم زوجته بخدمة أمه أو أبيه أو أن يغضب عليها إذا لم تقم بذلك ، وعليه أن يتقي الله ولا يستعمل قوته ، فإن الله تعالى فوقه ، وهو العلي الكبير عز وجل ، قال الله تعالى : ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً.


وأكد: فإن سأل سائل: هل من الواجب على الزوجة أن تطبخ الطعام لزوجها ؟ وإن هي لم تفعل ، فهل تكون عاصية بذلك؟ أقول : "لم يزل عُرْف المسلمين على أن الزوجة تخدم زوجها الخدمة المعتادة لهما في إعداد الطعام وتنظيف الثياب والأواني والبيت ونحوه ، كلٌّ بما يناسبه ، وهذا عرف جرى عليه العمل من العهد النبوي إلى عهدنا هذا من غير نكير ، ولكن لا ينبغي تكليف الزوجة بما فيه مشقَّة وصعوبة ، وإنما ذلك حسب القدر وبهذا يتبين أن الراجح وجوب الخدمة بالمعروف ، وأن المرأة مطالبة بالعمل في البيت كما أن الرجل مطالب بالعمل والكسب خارجه.


وأشار إلى أنه من تمسك بقول الجمهور في نفي وجوب الخدمة أو قال بأن خدمة الزوجة لزوجها لادليل عليها شرعا وغير واجبة عند جمهور الفقهاء قيل له : والجمهور كذلك لا يوجبون على الزوج علاج زوجته إذا مرضت وعللوا ذلك بأن العلاج ليس حاجة أساسية أو بأن النفقة إنما تكون فيما يقابل المنفعة والتداوي إنما هو لحفظ أصل الجسم وهذا غير مقبول في عصرنا ومجتمعاتنا بل إنه يتنافي مع المروءة وحسن العشرة التي أمر الله بها في قوله "وعاشروهن بالمعروف" وإذا لم تقم الزوجة بأعمال البيت، فمن الذي سيقوم بها ؟ والزوج مشغول سائر يومه بالكسب ، وأكثر الناس لا يستطيع دفع أجرة للخادمة، مشيراً إلى أن لو أن النساء امتنعن عن الخدمة لأعرض الرجال عن الزواج منهن أو اشترطوا عليهن الخدمة في عقد النكاح ليزول الإشكال، وإنني أهيب بمن لا يعرفوا شيئا عن علوم الشريعة بألا يتعرضوا للأمور الشرعية ولا يصدرون للناس الفتاوي والآراء الفقهية بغير علم حتي لا يكونوا سببا في تخريب الأسر والمجتمعات وهم لا يشعرون .والله تعالي أعلي وأعلم.