مفتي الجمهورية: نثمن أي مقترحات أو نقد بناء قائم على الموضوعية يوجَه للدار
قال فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إنَّ دار الإفتاء المصرية أنشأت سنة 2014م وحدة "حوار" وهي وحدة غرضها القيام بالمهام الفكرية المتعلقة بالقضايا الشرعية وما يتفرع عنها من إشكالات اجتماعية ونفسية، وتقاطعات ذلك مع مباحث الفلسفة المعاصرة.
مفتي الجمهورية: نثمن أي مقترحات أو نقد بناء قائم على الموضوعية يوجَه للدار
جاء ذلك خلال كلمة فضيلته في ورشة عمل بعنوان "حوار الشباب.. تساؤلات معرفية في عصر السوشيال ميديا" أقامتها وحدة "حوار" بدار الإفتاء المصرية، مؤكدًا فضيلته أنَّ الدعوة إلى التعارف والحوار مبدأ دعا إليه القرآن الكريم، كما طبَّقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نقدِّر ونثمِّن أيَّ مقترحات أو نقد بنَّاء قائم على المنهجية والموضوعية يوجَّه للدار.
ولفت فضيلة المفتي النظر إلى أنَّ الدار عقدت مؤخرًا بروتوكول تعاون مع وزارة الشباب والرياضة لتوعية الشباب وعقد حوارات معهم عن طريق وحدة حوار، وذلك بعد الاتفاق مع معالي وزير الشباب والرياضة د. أشرف صبحي، بالإضافة إلى التوسُّع في إنشاء فروع جديدة للدار في عدد من المحافظات من أجل تحقيق الأمن الفكري عن طريق تقديم الفتوى الرشيدة، وكذلك التوسع في محور الإرشاد الزواجي لدعم الأسرة المصرية، انطلاقًا من مبدأ الحوار، فضلًا عن تفعيل استراتيجيات جادة لتقليل نسب الطلاق.
وقد عُقدت الورشة بمقر وحدة "حوار" بدار الإفتاء المصرية، وقد شارك فريق وحدة "حوار" في الورشة، ومنهم: طاهر فاروق زيد مدير وحدة "حوار" بدار الإفتاء المصرية بصفته مديرًا للورشة، والشيخ فهمي عبد القوي أمين الفتوى بالدار بصفته مقررًا للورشة، وهبة صلاح عضو فريق وحدة حوار؛ الباحثة والمترجمة بالمركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية.
وقد شارك في الورشة نخبة من السادة المتخصصين في مجالات عدة، فضلًا عن علماء وباحثين بدار الإفتاء المصرية.
واستعرض طاهر فاروق مدير الوحدة في بداية الندوة الموضوعات والأسئلة التي تأتي إليها، ومنها إشكالات فلسفية وأخرى علمية وأخرى معرفية، فضلًا عن الإشكالات النفسية والاجتماعية ذات البُعد الديني، كما تطرق لآلية العمل داخل الوحدة كعقد جلسات حوارية مطوَّلة ومتعددة، فضلًا عن تحليل أسئلة السائل للوصول لأصل المشكلة، بالإضافة للظهير البحثي المتمثل في كتابة ردود علمية على أغلب الأسئلة بطريقة علمية.
وأما عن مخرجات الوحدة فقال: هناك الكثير من المخرجات، منها إخراج كتاب "نظرية المعرفة وحوار الإيمان والإلحاد" وهو قيد الطبع، وكذلك كتابة 20 ورقة بحثية في القضايا الفكرية التي يتكرر السؤال عنها، فضلًا عن الرد على الأسئلة الفكرية التي يتم تحويلها من إدارات الدار المختلفة، بالإضافة إلى إنتاج ما يقرب من 15 فيديو قصيرًا بعنوان "إيمان عن دليل"، وكذلك نشر محتوى رقمي للسوشيال ميديا ضمن سلسلة وعي على صفحة الدار في الفيسبوك.
واقترح الدكتور محمد عيد خلال مشاركته عمل خط ساخن أو دورات تدريبية يشارك فيها المتخصصون في علاج الإدمان بالصندوق مع أمناء الفتوى للرد على تساؤلات الراغبين في الإقلاع عن الإدمان وتقديم النصح لهم.
كما طالبت آية محمد بتحقيق قواعد في الحوار، منها: قَبول الآخر، وعدم الحكم المسبق عليه، وكذلك رفض وعلاج التسلط الأبوي القائم على الزجر والعنف، كما ثمَّنت وعي علماء الفتوى بالدار بنصحهم لبعض المرضى النفسيين باللجوء إلى الطبيب النفسي للعلاج.
واقترحت منى لملوم التوسع في عمل فيديوهات قصيرة للرد على أسئلة الأطفال غير المألوفة، وقدَّم رامي عطا صدِّيق عدة مقترحات، منها تنظيم صالون ثقافي دوري في الدار تحت رعاية فضيلة المفتي، مع ضرورة إعداد منهج تربوي لنشر ثقافة الحوار.
وطالبت سها أحمد بضرورة اطِّلاع المتصدر للفتوى على الثقافة النفسية للرد بصورة أفضل على بعض المشكلات الدينية ذات البُعد النفسي، أو على الأقل وجود تعاون بين المتخصصين في علم النفس وعلماء الفتوى.
وثمَّنت نسرين محمد عبد العزيز دَور الدراما الرشيدة والهادفة في تفعيل ثقافة الحوار والاعتذار، وقالت أمل كامل: إنَّ فكرة عمل المعارض المتحركة كمعرض مركز سلام فكرة رائعة وعبقرية، وهي فكرة لا تعتمد على السلطوية أو الإجبار.
وطالب يسري مصطفى بأن تكون وحدة حوار بمثابة بيت خبرة، مع ضرورة الاهتمام ببعض القضايا كقضية ثقافة الاستهلاك.
وثمَّن الإعلامي حسن الشاذلي رؤية فضيلة المفتي وفكره، كما رحَّب بفكرة وحدة حوار، وأن تتوسع الوحدة في أعمالها، وأن تتفرع محاورها إلى ورش فرعية، مطالبًا بأن يكون بعد الحوار اتصال وبعد الاتصال تواصل، وبعد التواصل وصل جميل.
كما استمع الحضور إلى تجارب وشهادات بعض الشباب الذين تعاملوا مع الوحدة واستعرضوا ما استفادوه منها، كما اقترحت هبة صلاح عمل قاموس متخصص يضم المصطلحات المثارة على السوشيال ميديا، يمثِّل انفرادًا للمركز.
ومن ناحيته أكَّد فضيلة الدكتور علي عمر مدير قطاع الشئون الشرعية بدار الإفتاء المصرية- أن في الدار باحثات من طراز فريد، ومنهنَّ مَن يشاركن في وحدة حوار، وأنَّ دار الإفتاء المصرية رائدة في صقل وتدريب الباحثات، كما أسهبت الدكتورة هبة صلاح في عرض جوانب الخبرة التي تكتسبها الباحثات في دار الإفتاء في كل التخصصات والمجالات المتعلقة بالجانب الشرعي.
وأكد الدكتور مصطفى عبد الكريم -مدير البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء- أهمية تكامل كل المنظومات والمؤسسات في نجاح مبدأ الحوار، مشيرًا إلى أن المجهود الفردي لا يقدم النتيجة المرجوة.
وثمَّن الشيخ حسن أنور الباحث الشرعي بالدار فكرة وحدة حوار، مؤكدًا أهمية تحديد النموذج المعرفي الذي يمكن أن ينطلق منه أي برنامج، وهو ما سلكته وحدة حوار.
وأثنى الشيخ محمود شحاتة -الباحث الشرعي بدار الإفتاء على مواكبة وحدة حوار للتطورات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها العالم، ومنها اعتمادها على الوسائل الحديثة، مؤكدًا أنَّ هناك خطَّين عريضين يمكن الانطلاق منهما؛ الأول: التقعيد المعتمد على الأصول والتراث، والخط الآخر: مواكبة التكنولوجيا، وهو ما طبَّقته وحدة حوار في برنامجها.
وفي نهاية المناقشات والحوارات استعرض الشيخ فهمي عبد القوي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية- بعض المستفادات التي تمت مناقشتها، وكذلك بعض التوصيات، منها: تشكيل لجنة استشارية من خبراء علم الاجتماع وعلم النفس، وتأسيس مجلة إلكترونية بعنوان "مجلة حوار"، فضلًا عن إصدار دليل إرشادي للآباء والأمهات للتعامل الرشيد مع الأبناء، وغيرها من التوصيات.
واختتم فضيلة الدكتور علي عمر مدير قطاع الشئون الشرعية بدار الإفتاء المصرية- الورشةَ بتقديم الشكر لكل الحضور والمنظمين، مؤكدًا ضرورة متابعة تنفيذ جدول الأعمال، وضرورة أن ينعقد اجتماع دوري لوحدة حوار.