الحلقة الأولى من سلسلة "حكايتى فى قطر" لـ "نبيل مصطفى".. تعرضت لاضطهاد وتنكيل 4 سنوات لإعلان محبتي للرئيس السيسي.. سأفضح الأساليب الخفية لنظام "تميم" لتمويل الإرهاب
الخميس 19/نوفمبر/2020 - 01:31 م
ترددت كثيرًا قبل أن أكتب مذكراتي.. لكني أؤمن أنني لن أعيش مرتين، سأكتب حتى لا أموت كل يوم ألف مرة .
يا مَن تسعون في الأرض فسادًا من شرقها إلي غربها، كيف أستطاع بئر واحد من الغاز أن يجعلكم تتوهمون أنكم تستطيعون أن تتسيدوا العالم؟ بلا تاريخ، بلا علم، بلا ثقافة، بلا فكر، بلا ماضٍ بلا حاضر أو مستقبل - أيّ غباء هذا الذي حلّ بعقولكم المريضة ونفوسكم الكارهة لكل جميل ؟
إذا كان من الإيمان أن نثق بعدل الله، وبأنه حتمًا سينصر المظلوم ويقهر الظالم، فإنه لمن الكفر أن نفقد ثقتنا في وقوع العدل، فمن الهراء أن هذا الكيان الضئيل الذي لا نراه بالعين المجردة والمسمي "قطر" يريد من يحكمونه أن يتحدون العالم، أو يخيِّل لهم تفكيرهم المريض ذلك.
قمة الآلم أن تعيش في بلد عدو لبلدك، يكرهك ويكره أهلك، ويسعى بكل ما أوتي من قوة إلى تدميرك وتدمير بلدك وإيقاع كل الأذى بأهلك، تلك الدويلة التي تدعي التدين ونصرة المظلومين، والتي يطلقون عليها كذبآ "دوحة المضيوم" وهى أول الظالمين وأبعد ما تكون عن أي دين .
لقد سعوا بكل جهدهم مستعينين بعملائهم المأجورين أن يحيطوننى من كل جانب، حاولوا فرض القيود على أفكاري ومعتقداتي ومبادئي، فلا يجوز أن افكر إلا كما يفكرون ولا أرى إلا ما يرونه من أوهام، حتى وإن كانوا بلا عقل يفكرون به ولا أعين يبصرون بها.
عندما أفكر بطريقة غير التي يفكرون بها، أو حتى أشاهد قنوات تليفزيونية غير التي يشاهدونها فكأنني أرتكبت جرمًا.. اللعنة على كل مَن يستسلمون لهم أو يتظاهرون كذبا بأنهم مثلهم ليأمنوا عقابهم، هؤلاء الذين اختاروا بإرادتهم أن يعيشوا عبيدًا لإناس لا يستحقون الوصف بأنهم من بني البشر.. اللعنة على مَن يفنون أعمارهم من أجل حفنة من المال في خدمة خونة الأوطان.. اللعنة على بائعي أعمارهم وأوطانهم وأهليهم ودينهم، لإرضاء مَن يعادون أهليهم وأوطانهم ويقتلون أبناءهم، بل ويقتلون فيهم كل ما هو جميل .
ليس هدفي من كتابة هذه المذكرات الأكتفاء بعرض تجربتي المريرة فى قطر كتجربة شخصية أو سرد ما تعرضت له من اضطهاد وتنكيل على مدار أربعة سنوات بسبب دفاعى عن بلدي مصر وحبي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدائي للإخوان المتأسلمين .
لكن هدفي الحقيقي أبعد من ذلك بكثير، حيث أن هدفي هو فضح النظام الحاكم فى قطر، وكشف أساليبه فى الانتقام من المعارضين له أو المختلفين معه فى الرأي، وكشف القمع الذي يمارسه هذا النظام ضد شعبه .
كما أنني أهدف إلي فضح الأساليب التي يستخدمها النظام الحاكم فى قطر لتمويل الإرهاب والطرق التي ابتكرها فى إرسال الأموال والسلاح للتنظيمات الإرهابية .
سأقوم بشرح هيكل دويلة قطر وأساليب الفساد فيها فى ظل القوانين المعيبة التي يصر تميم على إصدارها لتقنين كل أشكال الاضطهاد والفساد والقمع بما يسمح بوضعها فى إطار قانوني للتهرب من أي مسائلة تندرج تحت جرائم الاضطهاد وانتهاكات حقوق الانسان .
سأعرض فى مذكراتي أشكال العوار فى الهيكل القضائي القطري وفى آلية إصدار الأحكام القضائية، ودور أمن الدولة والمخابرات القطرية فى إدارة كل مفاصل الدويلة والسيطرة عليها .
كما سأعرض علاقة دويلة قطر كدولة إخوانية يحكمها نظام حكم إخواني وليست كدولة تدعم أو تتعاطف مع الإخوان .
هدفي هو تعرية كل مساوئ النظام الحاكم فى قطر وفضح أساليبهم مستعينا بالمستندات وبالأسماء الكاملة للأشخاص المتورطين فى تمويل الإرهاب أو فى عمليات فساد .