أحد شهود حرب أكتوبر يروي كيف أعيد بناء الجيش بعد أيام قليلة من نكسة 67
روى الحاج عبدالمجيد الطحاوي، أحد شهود حرب أكتوبر، والذي حول بيته لمتحف صور لأبطال حرب أكتوبر، لحظات انسحاب الجيش بعد هزيمة 1967، وكيف بدأ القادة في بناء الجيش مرة أخرى بعد أيام قليلة من الهزيمة تحديدًا في اليوم التالي لخطاب تنحي الرئيس جمال عبدالناصر.
وقال الحاج الطحاوي، خلال لقائه مع الدكتور محمد الباز، إنه تطوع في القوات المسلحة عام 1964، بعد حصوله على الشهادة الإعدادية، والتحق بمدرسة الكتبة العسكريين بالإسماعيلية، ثم كتيبة مشاة، وكان يعمل في عمل إداري.
وحكى الحاج الطحاوي، لحظات الانسحاب، وكيف استقبلهم أهالي الإسماعيلية، قائلًا: "القادة مشيوا، واحنا حملنا معداتنا ومشينا، عند الكيلو 65 كان فيه غارة، تركنا معداتنا، ونزلنا، ولما الغارة انتهت مشينا 65 كيلو مشي، شايل سلاحي وماشي بحزاء الأسفلت، حتى لا نتوه في الصحراء، وعندما وصلنا الإسماعيلية، الأهالي استقبلونا، أول ما دخلت البيت حسيت إني ماشي حافي.
وأردف: "اتعشينا ونمنا، وجابوا لي كوتش لبسته، قالوا لي مع السلامة، روح الوحدة بتاعتك، روحت الوحدة، صدر تعليمات إنهم يمشوا من معسكر الجلاء للزقازيق، وفي 10 يونيو، سمعنا خطاب التنحي للرئيس عبدالناصر، نزلت ومشيت في المظاهرة، ومعايا سلاحي، الناس بتهتف وترفض التنحي".
وتابع: "ثاني يوم جمعونا وودونا قيادة الجيش في القصاصين، بدأوا يعيدوا تنظيم الجيش، بعد النكسة مباشرة وخطاب التنحي، واستدعوا الفريق عبدالمنعم رياض من الأردن، وأنا انتقلت من كتيبة المشاة لكتيبة دفاع جوي، على أساس تخصصي إداري أنفع في أي سلاح".
واستطرد: طجابوا المعدات من روسيا وبدأوا يتدربوا، قائد الكتيبة قال عندي نقص في الضباط، معنديش ضابط شئون إدارية، قالي هتمسك الشئون الإدارية وتكون مسئول عنها، اتحركنا غرب القاهرة، لجنوب البحيرات المرة، عملنا موقع قتالي شرق القناة، وبدأت حرب الاستنزاف يوم 8 سبتمبر عام 1969، والمدفعية ضربت 5 ساعات، عبدالمنعم رياض كان رئيس الأركان، راح يتفقد آثار المدفعية، قناصة إسرائيل أول ما شافوا الفريق عبدالمنعم رياض ضربوا عليه دانة مدفع واستشهد، وحل محله اللواء أحمد إسماعيل علي".