الحلقة الرابعة من سلسلة "حكايتى فى قطر" لـ "نبيل مصطفى".. "موزة" عينت "حسان" فى "الشرق" بعد إغلاق "إسلام أون لاين" فى مصر.. واستضاف "أبو الفتوح" مرتين.. ومعايير العمل فى الدوحة شعار "رابعة"
الأحد 22/نوفمبر/2020 - 02:00 م
سافرت إلى قطر يوم 24 ديسمبر 2013 ووصلت لمطار الدوحة الثانية ظهرا وذهبت إلى مقر جريدة الشرق الساعة الرابعة، قابلت "أحمد حسان" مدير الموارد البشرية، ثم عبد اللطيف آال محمود الرئيس التنفيذى، وبعد عشرين دقيقة كنت قد استلمت العمل، هكذا استلمت العمل في الجريدة بعد ساعتين من وصولى قطر .
وهكذا أغلق عبد اللطيف آل محمود علي، باب المقارنة بين اختيار عرض العمل معهم أو عرض العمل في الإمارات، ولم يكن عملي في قطر تفضيلا لعرض عمل على آخر ولا لدولة على اخرى بل كان اضطراريا بعد منعى من الرجوع لمصر لقد كنت ارغب في المقارنة بين عرضى العمل فمنعونى من ذلك، ولم أكن في ذلك الوقت أعلم حجم العداء الذي تكنه قطر لمصر ولا حجم الإخوان هناك، وإلا كنت رفضت العمل بها مهما كانت المغريات.
وضعت خطة لإعادة هيكلة إدارة التوزيع بجريدة الشرق وقمت بتحويلها إلى شركة توزيع باسم "توصيل" كما قمت بتوزيع العمولات على كل العاملين معى فى الشركة بعد أن كانت من نصيب مدير التوزيع ونائبه فقط، ولم أقبل الحصول على العمولات بمفردى أو أن أكون سببا فى ظلم 130 موظف.
بعدما نجحت فى إنشاء شركة "توصيل" وفى زيادة أرقام مبيعات جريدة الشرق قمت بتوزيع مئات الصحف والمجلات داخل قطر، كان ذلك دافعا للرئيس التنفيذى أن يكلفنى بالعمل (مديرًا تنفيذيًا) لشركة (توصيل) لكنه لم يقوم بتعديل عقد العمل .
استطعت في 2014 تحقيق دخل قدره 17 مليون ريال قطرى، لكن أحد زملائي من المصريين نصحني بأن مقياس النجاح فى جريدة الشرق ليس ما أحققه من أرباح أو تطوير فى العمل إنما هو مدى التقرب من مدير الموارد البشرية أحمد حسان .
كان "حسان" قد تمكن من كل مفاصل الجريدة والشركات التابعة لها بعدما قام بتغيير لائحة المؤسسة بما يساعده على الاطاحة بأى مدير أو موظف وإحلال غيره بشكل قانونى لا يكون فيه أي شبهة تعسف أو اضطهاد، وهذه هى نفس الطريقة التى يتبعها الإخوان دائما في تقنين سيطرتهم على مقاليد أي مكان يتولون إدارته أو حكمه، حيث كان يُعين من ينتمون للإخوان وخاصة من كانوا يعملون في موقع "إسلام أون لاين" المملوك للشيخة موزه والذى كان يديره بنفسه في مصر قبل إغلاقه .
المعروف في جريدة الشرق أن أحمد حسان تم تعيينه في الجريدة بأوامر من الشيخة موزه بعد إغلاق موقع إسلام أون لاين في مصر، كما كان مديراً لحملة الانتخابات الرئاسية للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في 2012 وعضو هام في حزب مصر القوية، وقام بدعوة عبد المنعم أبو الفتوح إلى قطر واستضافته في قطر مرتين في عامي 2012 & 2013.
كان أحمد حسان يعطى لنفسه الحق في الإشراف على تنفيذ المديرين لمهامهم الوظيفية على الرغم من أن هذا من صميم عمل الرئيس التنفيذى وليس من مهام مدير الموارد البشرية، كما كان هو الرئيس التنفيذى الفعلي لدار الشرق وكل الشركات التابعة لها، لكنه كان يفعل ذلك بعدما قنن كل تصرفاته بتعديل لائحة المؤسسة .
أصبح المعيار لنجاح أى مدير فى جريدة الشرق أو الشركات التابعة لها ليس هو ما يحققه من نجاح في عملة أو أرباح سنوية أو زيادة في الإيرادات بل هو رضاء أحمد حسان عنه وأن يكون إخوانيا أو يتظاهر بذلك أو متعاطف مع الإخوان وعليه أن يظهر ذلك في معاملاته وأن يردد الكلمات التي يرددها كل إخواني مثل (الانقلاب – العسكر – دكتور مرسى – الشرعية ) وإذا تحدث عن مرسى فيجب أن يقول (دكتور مرسي) وأن يقول بعدها (ربنا يفك آسره) فاما ترديد مصطلحات الإخوان أو يبدا أحمد حسان في فرض القيود عليه.
هذا هو ما يجب أن يفعله كل مدير في جريدة الشرق والا يتم التضييق عليه في كل مهام عمله وفي صلاحياته ومستحقاته المالية وينقلب عليه الرئيس التنفيذي وتنهى خدماته، هكذا تحولت إدارة الموارد البشرية في دار الشرق من إدارة خدمية إلى إدارة تدير كل الإدارات وكل الشركات التابعة للدار بعدما قام أحمد حسان بتقنين ذلك في السنة الأولى له في الشرق في 2013، وهو ما هيأ له السيطرة على كل مفاصل الدار.
ولتسهيل مهمته قام أحمد حسان بتعيين نائبا له من الإخوان هاربا من عدة أحكام قضائية صدرت ضده في مصر لارتكابة جرائم تتعلق بالإرهاب وهو أحمد سامي، الذى لم تكن له أى علاقة من قريب أو بعيد بالموارد البشرية، حيث كان خريج كلية الطب البيطرى، بل كانت كل مؤهلاته أنه إخواني وأنه يضع على صورة علامة رابعة على تطبيق "الواتس اب"، تلك العلامة القميئة التي اتخذها خونة الإخوان شعارا لهم.