منظمة الصحة العالمية تصدر مبادئ توجيهية جديدة لتحسين فرص بقاء وصحة الأطفال الخدج
أصدرت منظمة الصحة العالمية، اليوم، مبادئ توجيهية جديدة تهدف إلى تحسين فرص البقاء والصحة للاطفال الرضع الذين يولدون قبل الأوان قبل 37 أسبوعا من الحمل أو الصغار الحجم أقل من 2,5 كلغ عند الميلاد، قبيل يوم الخداج العالمي، الذي يصادف السابع عشر من نوفمبر من كل عام.
التلامس بين بشرة الطفل وبشرة من ترعاه بعد الولادة
وتوجه المبادئ الجديدة ببدء التلامس بين بشرة الطفل وبشرة من ترعاه بعد الولادة مباشرة دون أن يقضي فترة أولية في الحضانة، ويمثل ذلك تغييرا كبيرا عن الإرشادات السابقة والممارسة السريرية الشائعة، ويجسد الفوائد الصحية العظيمة التي يعود بها ضمان بقاء الأطفال الخدج بالقرب من ممن ترعاهم، وعدم إبعادهم عنها بعد الولادة.
كما تتضمن المبادئ توصيات لضمان تقديم الدعم الوجداني والمالي والدعم في مكان العمل لأسر الأطفال الصغار الحجم والخدج، التي قد تواجه قدرا عظيما من الضغوطات والصعوبات بسبب أعباء الرعاية المكثفة والمخاوف المحيطة بصحة أطفالها.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "إن الأطفال الخدج يمكن أن يبقوا على قيد الحياة، وأن يزدهروا وأن يغيروا العالم، ولكن يجب أن يمنح كل طفل منهم الفرصة لتحقيق ذلك"، وتشير هذه الإرشادات إلى أن تحسين الفرص الخاصة بهؤلاء الرضع الصغار لا يتطلب دائما تقديم الحلول التقنية المتطورة، بل يستلزم ضمان إتاحة الرعاية الصحية الأساسية التي تتمحور حول احتياجات الأسرة".
من جهتها، قالت الدكتورة كارين إدموند الطبيبة المختصة بصحة الأطفال حديثي الولادة في المنظمة: "إن أهمية الضمة الأولى لأحد الوالدين لا تقتصر على الجانب الوجداني، بل تعد أهميتها حاسمة في تحسين فرص البقاء للرضع الصغار والخدج، ونعلم أنه في ظل جائحة كورونا كوفيد-19 انفصل العديد من النساء بلا داع عن أطفالهن، ما قد يؤدي إلى نتائج كارثية على صحة الرضع الخدج أو الصغار الحجم، وتشدد هذه المبادئ التوجيهية الجديدة على ضرورة توفير الرعاية للأسر والرضع الخدج بوصفهما وحدة واحدة، وضمان حصول الوالدين على أفضل دعم ممكن أثناء هذه الأوقات، التي غالبا ما تنطوي على قدر لا مثيل له من التوتر والقلق".
وفي حين أن هذه التوصيات الجديدة تكتسي أهمية خاصة في البيئات الفقيرة التي قد لا تتاح فيها معدات التكنولوجيا المتطورة أو حتى إمدادات التيار الكهربائي التي يمكن الاعتماد عليها، فهي مهمة أيضا في سياق البيئات المرتفعة الدخل، ويستدعي ذلك وفقا للمبادئ التوجيهية إعادة التفكير في الطريقة التي تقدم بها الرعاية المركزة إلى المواليد؛ لضمان بقاء الوالدين والمواليد معا في جميع الأوقات.
وأوصت المبادئ بشدة في جميع أجزائها بالرضاعة الطبيعية؛ من أجل تحسين فرص البقاء والصحة للرضع الخدج وصغار الوزن عند الولادة، وتشير البيانات الدالة على أن الرضاعة الطبيعية تحد من مخاطر العدوى مقارنة بالمستحضرات الغذائية الخاصة بالرضع. وفي حال عدم توافر لبن الأم، يعد لبن المرضعات المتبرعات البديل الأفضل، ومع ذلك يمكن استخدام المستحضرات المزودة بالمغذيات في حال عدم وجود بنوك لبن المتبرعات.
واستنادا إلى التعليقات الصادرة عن الأسر والتي جمعتها أكثر من 200 دراسة، دعت المبادئ التوجيهية أيضا إلى زيادة الدعم الوجداني والمالي لمقدمي الرعاية، فتشير هذه المبادئ إلى ضرورة منح الإجازة الوالدية لمساعدة الأسر على رعاية الرضيع، وينبغي ضمان السياسات والاستحقاقات الحكومية والتنظيمية حصول أسر الأطفال الخدج ومنخفضي الوزن عند الميلاد على القدر الكافي من الدعم المالي والدعم في مكان العمل.
ويعد "الخداج" إحدى قضايا الصحة العامة الملحة، ففي كل عام يولد ما يقدر بنحو 15 مليون طفل قبل الأوان، أي ما يزيد على طفل واحد من كل 10 من الأطفال الذين يولدون في العالم، ويزيد عدد الأطفال منخفضي الوزن عند الميلاد على ذلك، حيث يبلغ 20 مليون طفل، ويتزايد هذا العدد ليصبح الإخداج الآن السبب الرئيسي لوفاة الأطفال دون سن الخامسة.
وما زال هناك قدر كبير من التفاوت في فرص بقاء الخدج على قيد الحياة، ويتوقف ذلك على المكان الذي يولدون فيه، ففي حين أن معظم الأطفال الذين يولدون في الأسبوع الثامن والعشرين أو بعده في البلدان المرتفعة الدخل يبقون على قيد الحياة، فإن معدلات البقاء في البلدان الأشد فقرا قد لا تزيد على 10 بالمئة.
ويمكن إنقاذ معظم الأطفال الخدج بتنفيذ التدابير المجدية والفعالة من حيث التكلفة، والتي تشمل الرعاية الجيدة قبل الولادة وأثناءها وبعدها، والوقاية من حالات العدوى الشائعة وتوفير تدبيرها العلاجي، وتقديم الرعاية على طريقة الكنغر، أي الجمع بين ملامسة بشرة الرضيع لبشرة مقدمة الرعاية الأولية التي عادة ما تكون الأم طوال أكبر عدد ممكن من الساعات، بوضع الرضيع في حمالة أو لفة معدة خصيصا لهذا الغرض، والرضاعة الطبيعية الحصرية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أصدرت في وقت سابق من هذا العام توصيات ذات صلة تتعلق بالعلاجات السابقة للولادة للنساء اللاتي تزداد لديهن احتمالات الولادة قبل الأوان.