الحلقة السابعة من سلسلة "حكايتى فى قطر" لـ "نبيل مصطفى".. أول صورة لقصر "تميم" فى اللؤلؤة.. دورات قناة الجزيرة لإنتقاد مصر فقط.. وكنت اكتشف يومياً أن كل القطريين المحاطين بى أعضاء في جماعة الإخوان

في يناير 2015 حضرت دورة تدريبية في إدارة المؤسسات الإعلامية في مركز الجزيرة للتدريب الإعلامي التابع لقناة الجزيرة، كانت تجربة غريبة فقد كان أول ما لفت انتباهى أن المسؤول عن التدريب في مركز الجزيرة أسمه (شمعون) .

كان المشتركين في هذه الدورة 6 من عدة دول خليجية أما المدرب فكان إخوانيا، كان زملائى فى الدورة ينتقدون مصر قلت لهم "مش أحنا دلوقتي جوه مبنى الجزيرة اللى بتقول أنها قناة الرأى والرأى الآخر؟.. أنتم من 4 دول ما سمعتش واحد فيكم اتكلم عن بلده كلكم بتتكلموا عن مصر ليه؟.. فقال أحدهم مصر أم الدنيا وأى حاجة تحصل ليها بتأثر في كل الدول العربية.. قلت هذا ليس مبرر لأن تتدخلوا فى شؤون مصر ولو بهذا المنطق فأن أمريكا أهم دولة في العالم يبقى لازم كل العالم يتدخلوا في شؤنها لأن أي شىء يحدث لها سيؤثر في دول العالم"، وعندما سألوني عن ثورة 30 يونيو قلت "مش الديموقراطية بتقول أن رأي الأغلبية هو اللى يمشى؟ طيب الأغلبية في مصر بتؤيد ثورة 30 يونيو .

فى عام 2014 أتصلت بى مديرة الديوان الأميري فى اللؤلؤة وطلبت مني أن أرسل أحد الموظفين للديوان لعمل اشتراكات، قلت لها سأحضر بنفسي فلا يصح أن أرسل للديوان مندوبا، سألتها عن العنوان قالت قصر اللؤلؤة، عارف مكانه؟، قلت نعم ولم أكن أعلم المكان لكنى اعتقدت أن قصر الامير من المؤكد أن مكانه معروف للجميع.

سألت كل العاملين معى عن قصر "اللؤلؤة" فلم أجد شخصاً واحداً يعرفه ومنهم من له 40 سنة فى قطر، قالوا: "أحنا بنوزع الصحف على 5 قصور للديوان الأميرى مفيش فيهم قصر أسمه اللؤلؤة".. اعتذرت للسيدة عن عدم درايتى بالمكان وطلبت منها العنوان قالت: "أذهب للؤلؤة وبعدين كلمنى"، ذهبت إلى اللؤلؤة حتى نهايتها حتى أصبح البحر أمامى، قالت لي "في كوبرى صغير اعبره.. عبرته ووجدت الحرس الأميرى أمامى طلبوا مني ترك السيارة والسائق وذهبت بسيارتهم إلى القصر الموجود في جزيرة منفصلة داخل مياه الخليج" . 

فور وصولي إلى باب القصر سمعت صوت انفجار ضخم فقام الحرس بشد الإجزاء وإشهار الأسلحة في وجهى كانت تلك الأسلحة غريبة لم أرى مثلها من قبل، تبين بعد ذلك أنه انفجار مطعم في أحد المولات بالدوحة لكن صوته وصل للقصر .

أتصلت بى هذه السيدة بعد شهر وطلبت مني توصيل الصحف إلي أحد قصور الديوان الأميرى، في منطقة الريان وطلبت منى الإتصال بشخص محدد هناك، تواصلت معه وتبين أنها فيلا وليست قصر وأكد لي أنها مكتب من مكاتب المخابرات القطرية وليس مبنى للديوان الأميري.

أكد لي أحد العاملين معي والذي يعيش في قطر لأكثر من 20 سنة، والذي كانت له علاقات بالعديد من العملاء الذين يعملون في جهات أمنية قطرية أن كثير من القطريين يتعمدون الحديث مع المصريين محاولين إظهار أنهم ضد نظام الحكم في قطر، وأنهم ربما يسبون الأمير حتى يستدجوا من يتحدثون معهم وحتى يخرجوا ما بداخلهم وأن هؤلاء الأشخاص يعملون في أمن الدولة والمخابرات القطرية، حتى أنه أكد لي أنهم يضعون ميكروفون صغير في الجلباب الذي يرتديه يكون على شكل ذر في أعلى الياقة ويعمل كميكروفون وكاميرا لتسجيل اللقاء بالكامل وأنه يبث مباشرة للجهات الأمنية، وأن بعض العاملين في الأمن القطرى هم من أخبروه بذلك، كما حذرنى أنهم قد يضعون لي ميكروفون للتصنت في الكرسي الخاص بي أو في مكتبي .

فى بدايات 2015 قدم لي الأستاذ مجدى الجلاد، رئيس تحرير جريدة الوطن المصرية في ذلك الوقت عرض للعمل معه مديراً عاماً للطباعة والتوزيع، لكنى اعتذرت وأكدت له أننى ملتزم بدفع أقساط قرض في قطر بالإضافة لأقساط في مصر وأن الراتب المعروض لا يكفى لسداد هذه الإلتزامات . 

طلبت مديرة الموارد البشرية بالبنك التجاري فى قطر والتى تدعى شروق المالكي، أن أقوم بتوزيع كتاب لها، كانت شروق مهذبة ومثقفة حاصلة على الماجستير من إنجلترا في الأدب الانجليزى، وكانت تحضر لجناح شركة توصيل في معرض الدوحة للكتاب في يناير 2015 بشكل يومى ذلك المعرض الذى زارني فيه نائب رئيس الوزراء القطري وسفيرة أمريكا فى قطر ووزير الثقافة حمد الكواري ووزير البترول، وقالت لى شروق أن والدها القطري خريج جامعة القاهرة وأن والدتها القطرية خريجة جامعة عين شمس، وأنهما تعرفا على بعضهما البعض في مصر ثم تزوجا بعد عودتهما لقطر وأن الاثنين أعضاء في جماعة الإخوان . 

كنت اكتشف يوميا أن كل من اتعامل معهم من القطريين أعضاء في جماعة الإخوان المتأسلمين، هذا إلى جانب المصريين الهاربين من مصر والمنتمين للجماعة أو الذين يعيشون في قطر منذ عشرات السنين واستطاعت قطر أن تقودهم للإنتماء للإخوان، ومن لا ينتمى منهم للإخوان فعليه أن يتظاهر بذلك حتى يضمن الاستمرار في عمله.