"الأعلى للثقافة" يحتفى بإندونيسيا فى سادس أمسيات "علاقات ثقافية"
الخميس 26/نوفمبر/2020 - 01:04 م
واصلت العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة الدكتورة سعاد شوقى رئيسة القطاع، تنظيم سلسلة أمسياتها الثقافية، في المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، ويأتي ذلك تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة.
عقدت الأمسية السادسة من سلسلة أمسيات مبادرة "علاقات ثقافية"، احتفاءً بدولة إندونيسيا، وأدارها الدكتور هشام عزمى، بمشاركة محمد آجى سوريا، القائم بالأعمال فى سفارة إندونيسيا بالقاهرة، والسفير عزت سعد، رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية.
كما شارك بالأمسية نخبة من الأكاديميين والمثقفين المصريين، والمتخصصين فى المجالات الأدبية والأكاديمية والثقافية التى تربط مصر وأندونسيا، ومن بينهم الدكتور شريف الجيار، أستاذ النقد الأدبى بجامعة بنى سويف، والشاعر عصام خليفة، والمخرج محمد فوزى، وشهدت هذه التظاهرة الثقافية المهمة تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بهدف الوقاية والحد من انتشار فيروس كوفيد-19.
بدأت الأمسية بالسلام الوطنى للبلدين، وأعقب ذلك عرضًا لفيلم تسجيلى قصير، تمحور حول الفن والعمارة فى الثقافة الإندونيسية وأهم ما يميزها، فضلًا عن أبرز المعالم الطبيعية والحضارية التى تتمتع بها إندونيسيا وتزين شتى بقاعها.
قال الدكتور هشام عزمى، إن هذه الأمسية هي السادسة ضمن سلسلة أمسيات مبادرة علاقات ثقافية، ولقد شهدت هذه القاعة خمس ندوات ثرية عقدت خلال الأسابيع الماضية، بدأت باحتفالية المكسيك وتلتها احتفالية الصين ثم احتفالية كولومبيا واحتفالية إسبانيا، وأخيرًا روسيا منذ أسبوعين تقريبًا، وظنى أن كل ندوة من تلك الندوات قد ألقت الضوء على جانب أو أكثر من العلاقات الثقافية التى تربط بين مصر وهذه الدول، التى ربما لم تكن معروفة للبعض أو أنها أبرزت تفاصيلها وأهميتها وتأثيرها على العلاقات بين الدولتين على أقل تقدير.
وأوضح الدكتور هشام عزمى، أنه من أهم ما كشفت عنه هذه الندوات الدور الذى لعبته الثقافة والفنون فى دعم العلاقات بين مصر وهذه الدول، بل إن العلاقات الثقافية وبروتوكولات التعاون الثقافى ربما تكون قد سبقت تاريخيًا إقامة العلاقات الدبلوماسية فى بعض الأحيان، والحقيقة أن دور هذه المبادرة يتجاوز حدود کونها نشاطًا أو فعالية ثقافية يقتصر تأثيرها على حضورها ومشاهديها، لكن الهدف الأهم والأسمى لها هو أن تعمل على تطوير العلاقات الثقافية بين مصر وتلك الدول الصديقة، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب بغية تعزيز العلاقات وأواصر التعاون بينها.
وتابع الدكتور هشام عزمى، متناولًا العلاقات المصرية الإندونيسية، قائلًا: "اليوم نحن على موعد مع دولة صديقة بمعنى الكلمة، وعلاقات لها تاريخ مشرف وقوى بين البلدين، تعد العلاقات المصرية الإندونيسية نموذجًا يحتذى به من جهة عمقها وقوتها، تلك العلاقات التى بدأت بقوة منذ أربعينيات القرن الماضي، فجاءت الزيارة الأولى للرئيس عبد الناصر والتى تدل الآن على أن هذه العلاقات وثيقة وممتدة"، وأشار إلى الفيلم التسجيلى الذى عرضه المجلس الأعلى في بداية الأمسية، مؤكدًا على أنه سلط الضوء على ود وتسامح الشعب الإندونيسى الشقيق، حقاً هو شعب ودود ومتسامح جداً، وأننا نطمح فى المزيد والمزيد من العلاقات مع إندونيسيا وخصوصًا العلاقات الثقافية، مشيرُا أيضًا إلى الطلبة الإندونيسيين الذين يدرسون فى الأزهر الشريف "تلك المنارة الوسطية"، وأنه يوجد رواق فى الأزهر يسمى رواق الجاوى نسبة إلى مدينة جاوا الإندونيسية، أما الطلاب المصريين فى إندونيسيا فأعدادهم مازالت محدودة، ونطمح فى فتح أفاق جديدة فى هذا الإطار تحديدًا، واختتم حديثه مؤكدًا أن التعاون الثقافى يشمل بطبيعة الحال التعاون فى مجالات التعليم وتبادل المنح الدراسية فى مختلف المجالات.
فيما تحدث القائم بالأعمال فى سفارة إندونيسيا بالقاهرة، محمد آجى سوريا، مؤكدًا سعادته بتواجده فى المجلس الأعلى للثقافة، للمشاركة فى هذه الفعالية، التى تؤكد عمق العلاقات الثقافية الإندونيسية المصرية، حيث تحدث مشيرًا إلى أهمية تعميق العلاقات المتبادلة بين بلاده مع مصر، والتواصل المستمر بين الشعبين الصديقين الإندونيسى والمصرى، ومواصلة تبادل التعاون المشترك فى جميع المجالات ومن أهمها المجال الثقافى، وأكد عمق العلاقات الثنائية بين الجانبين الإندونيسى والمصري، حيث تربطهما علاقات تاريخية وطيدة وطويلة.
وأشار محمد آجى، إلى العادات الإندونيسية وأنواع الأكلات الإندونيسية مثل "الإندومي" وهى أكلة إندونيسية فى الأصل، وهى أكله مشهورة بين الشعب المصرى، فهذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا لو كان هناك حفاظ جيد للعلاقات بين الشعب الإندونيسى والشعب المصرى، كما أن "العريس والعروسة" المصريين يأتون إلى إندونيسيا لقضاء شهر العسل، وهذه الظاهرة ليست ظاهرة عادية ولكنها ظاهرة ثقافية يجب أن نهتم بها كثيراً، وأكد على أن الجانب الإندونيسى دائما يحفز على عمق العلاقات الإندونيسية المصرية منذ عهد الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر.
وأشار أيضًا إلى نقطة التشابهة الدينى بين إندونيسيا ومصر "فمعظم شعب البلدين ديانتهم الإسلام"، وقال أن ما يقرب من 1500 طالب إندونيسىيأ يأتون إلى مصر سنوياً لدراسة العلوم الدينية المختلفة، وحالياً يوجد ما يقرب من 1000 طالب تقريبا يدرسون اللغة العربية فى الأزهر وجامعة قناة السويس.
وأشار السفير المصري عزت سعد، إلى العلاقات التاريخية بين البلدين وأن دولة عزيزة علينا جميعاً مثل إندونيسيا وهى دولة تربطنا بها صلات ذات جذور تاريخية عميقة، فمصر كانت أول دولة تعترف باستقلال إندونيسيا عن هولندا عام 1947، وقال إن إندونيسيا التى يبلغ عدد سكانها 274 مليون نسمة وفقا لإحصاء سبتمبر 2020، هى أكبر دولة من حيث عدد المسلمين بجانب ديانات ومعتقدات أخرى مثل "المسيحية والهندوسية والبوذية".
ولفت إلى أن الدستور الإندونيسى منذ عهد الرئيس سوكارنو به مبادئ خمسة تحكم الفلسفة التى تقوم عليها الدولة الإندونيسية الحديثة فيما يعرف بفلسفة "البانشاسيلا - Pancasila" التى هى جزء لا يتجزأ من أحكام الدستور، وهى: "الإيمان بالله، القومية، الديمقراطية، الإنسانية العادلة المتحضرة، العدالة الاجتماعية"، وأشار موضحًا العلاقات التى تربط البلدين من الناحية السياسية، فقد ترسخت علاقات البلدين إبان حكم الرئيسين عبد الناصر وسوكارنو.
وشاركت كل من مصر وإندونيسيا فى تأسيس حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي، حيث لعبت مصر وإندونيسيا دورًا محوريًا فى المنظمتين، ولقد شهدت علاقات البلدين طفرة نوعية خلال السنوات الأخيرة، حيث زار الرئيس عبد الفتاح السيسي، إندونيسيا يومى 4 و 5 سبتمبر 2015 أجرى خلالها مباحثات سياسية شاملة مع نظيره الإندونيسى جوكو ويدودو، وكانت زيارة الرئيس السيسي نقطة تحول هامة فى علاقات البلدين.
وأكد السفير المصري، على دور الأزهر الشريف لما يتميز به من فكر وسطى معتدل يتلاءم مع طبيعة الشعب الإندونيسي، وأشار إلى حرص الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب على زيارة إندونيسيا بانتظام، ومنح الأزهر لإندونيسيا 178 منحة جامعية ومعاهد سنويًا، ومن خلال هذا الدور يتحقق الانتشار الثقافى لمصر بإندونيسيا لاسيما وأن هناك ما يقرب من 1000 طالب وطالبة يلتحقون بالأزهر سنويًا على نفقته الخاصة.
وأشار أيضًا إلى إفتاح مؤسسة الأزهر "مركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها" فى جاكرتا فى يوليو 2019، واختتم حديثه مؤكدًا أن هناك اتفاقًا للتعاون الثقافى وقع بين البلدين فى يونيو عام 1955، وبرنامج تنفيذى له وقع فى 20 أكتوبر 1961 وعدد من اتفاقيات التآخى والصداقة بين بعض المحافظات المصرية ونظيراتها الإندونيسية.