الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

حصاد الدور الأول في كأس العالم.. انتصارات تاريخية في دور المجموعات.. المغرب يعيد كتابة التاريخ.. مفاجآت آسيوية مدوية.. خروج ألمانيا وبلجيكا.. والجماهير تصنع الحدث

السبت 03/ديسمبر/2022 - 11:00 ص
منتخب المغرب
منتخب المغرب

أسدل الستار مساء اليوم على منافسات دور المجموعات ببطولة كأس العالم 2022، وتحدّدت المنتخبات الـ 16 التي ستستأنف اليوم السبت التنافس من جديد في الأدوار الإقصائية التي لا تقبل القسمة، سعياً لتحقيق الحلم الكبير والتتويج باللقب يوم 18 ديسمبر الجاري.

 

مفاجآت مدوية

 

وشهدت الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات دور المجموعات مفاجآت مدوية، مثلت استمراراً لتلك التي شهدتها الجولتان الأولى والثانية، في استمرار للتميز الذي يجعل هذه النسخة من المونديال استثنائية على جميع الصعد، بدءاً من التنظيم المُحكم، إلى الأداء الراقي على أرضية الملاعب وانتهاءً بالانتصارات غير المتوقعة، بعدما ضرب الطامحون عرض الحائط بكل التكهّنات والترشيحات ومضوا نحو بناء مجد سيدوّن في التاريخ الكروي الحديث وفق المبدأ الذي يقول "لكل مجتهد نصيب".

 

المغرب يصنع الحدث

 

المنتخب العربي المغربي صنع الحدث في هذه الجولة، وأحبط كل التكهنات غير المُنصفة، بعدما تسيّد المجموعة السادسة "سُمّيت بمجموعة الموت" التي تضم المنتخب الكرواتي وصيف مونديال روسيا 2018، والمنتخب البلجيكي صاحب المركز الثالث في النسخة ذاتها، وصاحب المركز الثاني في التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إلى جانب منتخب كندي شاب وطموح، ليجمع "أسود الأطلس" المجد من أطرافه بعدما كرّروا إنجاز التأهل إلى الدور ثمن النهائي من كأس العالم في صدارة مجموعتهم وبدون خسارة، بعد مونديال المكسيك 1986.

 

وعلى نفس المنوال نسج المنتخب الياباني، فخالف كل الترشيحات والتكهنات، متصدّرا المجموعة الخامسة التي ضمّت بطلين سابقين لكأس العالم "إسبانيا وألمانيا"، وفاز عليهما بنفس النتيجة "2 - 1" وأرسل المنتخب الألماني إلى غياهب المجهول وأخرجه من المنافسة يجر أذيال الخيبة، ليدفع بطل العالم في أربع مناسبات سابقة، ثمن التركيز على ما هو خارج المستطيل الأخضر.

 

ولم يكن تأهل المنتخب الياباني في المركز الأول محض صدفة أو ضربة حظ، بل جاء نتيجة أداء رائع ومتماسك، مكنه من الفوز على المنتخب الإسباني "الذي تجاوز الإحراج وتأهل ثانياً"، والمنتخب الألماني، بعدما كان متأخراً في نتيجة المباراتين.

 


كوريا الجنوبية يتحدى

 

كما سار منتخب كوريا الجنوبية على نهج نظيره الياباني، وتحدى المستحيل في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة، عندما دخلها وفي جعبته نقطة واحدة، وكان بحاجة إلى الفوز على المنتخب البرتغالي من أجل التأهل المشروط بتعثر غانا بالتعادل أو الخسارة أمام الأوروغواي وعدم فوز هذا الأخير بأكثر من هدفين.

 

ورغم الوصول إلى الوقت بدل الضائع بالتعادل مع رفاق كريستيانو رونالدو بهدف لمثله، فإن الكوريين أحرزوا هدفاً تاريخياً منحهم الانتصار والعبور إلى الدور الثاني، ليكون المنتخب الآسيوي الثالث من أصل خمسة ممثلين للقارة في المونديال، الذي يبلغ ثمن النهائي، في سابقة لم تحدث من قبل.

 

ويمكن القول إن المفاجآت ولدت من رحم واقع أكدته النتائج عندما باتت الفوارق الفنية بين المنتخبات في أضيق الحدود، ذلك أن الجميع دخل المنافسة في أوج العطاء بعد تحضيرات وازنة، خلافاً إلى الموعد الاستثنائي للمونديال الذي جاء في خضم الموسم الكروي في العالم وليس في نهايته، ما جعل اللاعبين في قمة حضورهم الفني والبدني، ولعل هذا ما يفسّر اقتصار النتائج الكبيرة على مباراتين فقط في الدور الأول ككل.

 

جولة تصحيح المسار

 

وباستثناء ما فعلته منتخبات المغرب واليابان وكوريا، فإن الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات، كانت بمثابة تصحيح بعض المنتخبات للمسار، بتجاوز المفاجآت التي كانت مدوية في استهلال المشوار بسقوط كبار، سرعان ما تماسكوا، لتعود الأمور إلى نصابها ويحجزوا مقاعدهم في الدور ثمن النهائي وفقاً لتكهنات المراقبين والمتابعين التي سمّت منتخبات بعينها من أجل العبور، وهذا ما كان مع نهاية الجولات الثلاث من دور أول عالي المستوى من النواحي الفنية.

 

وجاءت انطلاقة المونديال مليئة بالإثارة، وعلى وقع النتائج غير المتوقعة بعدما سقط المنتخب القطري أمام نظيره الإكوادوري في المباراة الافتتاحية بصورة غير منتظرة ضمن منافسات المجموعة الأولى، حيث انتظر العالم أن يكون الوجه التنافسي لـ"الأدعم"، يوازي حجم النجاح منقطع النظير الذي حققته الدولة المستضيفة في احتضان الحدث للمرة الأولى في المنطقة العربية والشرق الأوسط، عطفاً على تحضيرات وازنة دخلها المنتخب القطري لفترة امتدت خمس سنوات.

 

خريطة تنافسية مغايرة

 

ومنذ ذلك الحين بدأ الحديث عن خريطة تنافسية مغايرة في المجموعة التي دخلها المنتخبان الهولندي والسنغالي مرشحيْن فوق العادة للتصدر، بيد أن المنتخب الإكوادوري الشاب رفض ذلك الواقع، واضعاً نفسه في قلب المعادلة التنافسية من أجل خطف إحدى بطاقتي العبور، لاسيما بعد خسارة السنغال أمام هولندا، قبل أن تتعزّز حظوظ الإكوادور أكثر فأكثر عندما خطفت تعادلاً بطعم الفوز من أشبال المدرب لويس فان غال في الجولة الثانية، ليصبح المنتخب الإكوادوري آنذاك شريكاً في الصدارة برصيد 4 نقاط.

وعلى الجهة المقابلة مُني المنتخب القطري بالخسارة الثانية توالياً وكانت أمام السنغال التي أحيت آمالها في التأهل، فبات أول مضيف يغادر البطولة دون أن يجمع أية نقطة، وثاني صاحب أرض في تاريخ المونديال يُغادر من دور المجموعات بعد منتخب جنوب إفريقيا في النسخة التي استضافها على أرضه وبين جماهيره عام 2010.

 

العودة للمربع الأول

 

وجاءت الجولة الأخيرة لتعيد الكثير من الأمور في المجموعة إلى المربع الأول، وفقاً لمنطق الترشيحات، ففي الوقت الذي عزّز فيه المنتخب الهولندي مكانته في صدارة المجموعة بفوز على صاحب الدار بهدفين دون رد رافعاً رصيده إلى النقطة السابعة، كان المنتخب السنغالي يُنهي بالخبرة الكبيرة مغامرة المنتخب الإكوادوري بفوز متأخر بهدفين لهدف، رغم أن التعادل كان يكفي هذا الأخير للتأهل، ليرفع رجال أليو سيسيه رصيدهم إلى 6 نقاط، وبالتالي يمكن القول إن الاستثناء الوحيد المفاجئ في المجموعة الأولى، كان في الظهور المحتشم للمنتخب القطري الذي أهّله بعض المراقبين والمتابعين لأن يكون صاحب دور فاعل في المنافسة، لكنه خرج خالي الوفاض ما يعتبر مفاجأة بحد ذاتها.

 

أما في المجموعة الثانية، فسار سيناريو المنافسة وفق ما هو متوقع قبل البطولة، وبالتالي ظل المنطق حاضراً بريادة إنجليزية توازي حجم الترشيحات التي وضعت رجال المدرب جاريث ساوثغيت من بين المُفضّلين، ليس فقط لعبور دور المجموعات، بل والمنافسة على اللقب، وهو ما تجسّد من خلال انطلاقة قوية بفوز عريض على المنتخب الإيراني الذي تشبّث بحظوظه في الجولة الثانية متداركاً السقوط الأول بفوز ثمين على ويلز، لكن الجولة الأخيرة جاءت لتمنح الولايات المتحدة الأمريكية البطاقة الثانية عن المجموعة بـ 5 نقاط، بعد الفوز على إيران، وتدارك تعادلين في الجولتين الأوليين، الأول مخيّب أمام ويلز والثاني ثمين أمام إنجلترا بطلة المجموعة بـ 7 نقاط.

ولعل سير المنافسة في المجموعتين الأولى والثانية بدون مفاجآت، ولا حتى على مستوى صدارة المجموعتين التي سارت وفق المتوقع بريادة هولندية – إنجليزية، انسحب على المنافسة في الدور الثاني الذي تقضي فصوله بالتشابك بين المجموعتين في ثمن النهائي، فتجنّب المنتخبان الكبيران المواجهة المباشرة، لتضرب هولندا موعداً مع الولايات المتحدة غداً السبت، وتلتقي إنجلترا مع السنغال بعد غد الأحد.

 

السعودي والفوز التاريخي

 

وفي المجموعة الثالثة، استفاق العالم في مستهل منافساتها على وقع واحدة من أكبر مفاجآت كأس العالم 2022، عندما حقق المنتخب السعودي فوزاً تاريخياً بهدفين لهدف على المنتخب الأرجنتيني أحد أبرز المرشحين للفوز بلقب المونديال، والذي دخل المنافسة بعد سلسلة من 36 مباراة بدون خسارة، بيد أن الأخضر ضرب بكل التكهّنات عرض الحائط وحقق انتصاراً سيبقى خالداً في الذاكرة.

 

وتفاعل العالم مع فوز المنتخب السعودي الذي بات منذ تلك اللحظة مرشحا فوق العادة لتكرار إنجازه الوحيد بالعبور إلى الدور الثاني كما فعل في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، بيد أن ما جرى بعد ذلك كان عكس المتوقع، فبعد الخسارة أمام بولندا بهدفين دون رد في الجولة الثانية دخل "الأخضر" المباراة الأخيرة أمام المكسيك وفق عدة حسابات، من بينها التعادل على الأقل شريطة أن تسير نتيجة المباراة الأخرى بين الأرجنتين وبولندا حسب ما يشتهي، بيد أن النتيجة جاءت لتخيّب آمال العرب عندما خسر المنتخب السعودي بهدف مقابل هدفين، ليكون ثالث منتخب عربي يودّع البطولة، حيث كان المنتخب التونسي قد غادر قبل ذلك بساعتين فقط.

 

وكما كان المنتخب الأرجنتيني ونجمه ليونيل ميسي مثار حديث العالم بالسلب بعد الخسارة أمام السعودية، لكنه استطاع أن يصنع الحدث بالعودة الكبيرة في المباراتين التاليتين متجاوزاً المكسيك ثم بولندا بذات النتيجة وبهدفين دون رد، ليبلغ الدور الثاني متصدراً المجموعة، بـ 6 نقاط، ومُعيداً الأمور إلى نصابها الطبيعي ومُحبطاً مفاجأة المنتخب السعودي ومن ثم المنتخب المكسيكي الذي كان ينتظر أن يسجّل هدفاً ثالثاً في الدقائق الأخيرة من مباراة السعودية عندما كان متقدماً بهدفين دون رد، حتى يقصي المنتخب البولندي، بيد أن هدفاً سعودياً متأخراً، أكد تأهل رفاق النجم روبرت ليفاندوفيسكي بفارق هدف عن المكسيك، بعدما تساوى المنتخبان برصيد 4 نقاط، فيما احتل المنتخب السعودي المركز الرابع والأخير بـ 3 نقاط.

 

التونسي يقهر المستحيل

 

وفي المجموعة الرابعة، دخل المنتخب التونسي الجولة الأخيرة مُطالباً بالمستحيل، من أجل التأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه، حيث كان يتعين عليه أن يفوز على المنتخب الفرنسي حامل لقب المونديال في النسخة الماضية "روسيا 2018" والمتأهل سلفاً بـ 6 نقاط، ومن ثم انتظار خدمة من المنتخب الدنماركي بالفوز أو التعادل مع أستراليا.

 

وحقق رجال المدرب جلال القادري، الجزء الأصعب من المستحيل عندما فازوا على بطل العالم بهدف دون رد، ولكن لسوء الحظ حقق المنتخب الأسترالي فوزاً لم يكن متوقعاً على الدنمارك، ما قضى بخروج المنتخب التونسي برأس مرفوع بعدما جمع 4 نقاط، حيث تعادل مع الدنمارك في مستهل المشوار، وسقط بشكل غير منتظر أمام أستراليا بهدف دون رد في الجولة الثانية، على اعتبار أن التعادل في تلك المباراة كان سيكفي "عقب الفوز على فرنسا" لحجز مقعد في الدور الثاني.

 

ووفقاً للمسيرة التنافسية التي خطها الفيفا، فقد ارتبطت المجموعة الثالثة بالرابعة، لتقضي نتائج المجموعتين بتجنب الأرجنتين مواجهة مكررة مع فرنسا في الدور ثمن النهائي كما في حصل نسخة روسيا 2018، وفاز آنذاك حامل اللقب بأربعة أهداف لثلاثة، وبالتالي فقد ضرب رفاق النجم ليونيل ميسي موعداً يبدو منطقياً أنه في المتناول مع أستراليا غداً السبت، في حين سيواجه المنتخب الفرنسي نظيره البولندي بعد غد الأحد.

 

الياباني والحسبة المغايرة

 

أما في المجموعة الخامسة، فقد شاهد العالم بدهشة المنتخب الياباني وهو يطيح بالمنتخبين الألماني بطل العالم 4 مرات، والإسباني بطل نسخة جنوب إفريقيا 2010، فارضاً حسبة مغايرة عن تلك التي وضعها كل المراقبين والمتابعين بعبور سهل جداً للمنتخبين الأوروبيين على حساب اليابان وكوستاريكا.

 

وإذا كان الاستهلال بالنسبة للمنتخب الإسباني، شرساً بفوز عريض جداً على كوستاريكا وبسباعية نظيفة، فإن المنتخب الياباني أحدث مفاجأة مدوية بالفوز على ألمانيا بهدفين لهدف، بيد أن الجولة الثانية جاءت بما يخالف منطق الاستهلال عندما سقط "الساموراي" أمام كوستاريكا بهدف، فيما أحيا المنتخب الألماني آماله بنقطة التعادل أمام إسبانيا بهدف لمثله.

 

وفي الوقت الذي عادت فيه أسطوانة تأهل إسبانيا بطلة للمجموعة وألمانيا في المركز الثاني، قبل جولة أخيرة قيل إنها في المتناول، عاد المنتخب الياباني للنسج على المنوال ذاته في بداية المشوار متفوقاً على المنتخب الإسباني، والأدهى والأمرّ أنه في بعض وقت المباراتين الأخيرتين، وفقاً للنتائج، كان المنتخبان الإسباني والألماني خارج المنافسة، وذلك عندما تقدّمت كوستاريكا بهدفين لهدف على ألمانيا، وتقدمت اليابان بذات النتيجة على إسبانيا، قبل أن يتم تخفيف تلك الصدمة بتأهل إسبانيا بالنقاط الأربع في المركز الثاني خلف اليابان بطلة المجموعة بست نقاط، وبفارق الأهداف عن ألمانيا التي غادرت وتجر أذيال خيبة جديدة بعد الخروج من الدور الأول لمونديال روسيا 2018.

 

المغربي فخر العرب

 

وعلى طريق المجموعة الخامسة سارت المجموعة السادسة، فبعد تفوق المغرب على منتخبي بلجيكا وكرواتيا واحتلال الصدارة، بات من حق كل عربي أن يفخر بما فعله المنتخب المغربي الذي صنع مجداً كبيراً، وأعاد كتابة التاريخ، مُكرراً إنجازه السابق بتصدّر مجموعته والعبور إلى الدور ثمن النهائي في نهائيات كأس العالم في نسخة المكسيك عام 1986.

 

تأهل المنتخب المغربي إلى الدور الثاني لم يكن ضربة حظ، بل عن جدارة واستحقاق بعدما سجّل أفضل مستويات لمنتخب عربي وإفريقي في تاريخ المشاركات في المونديال على الإطلاق، ولا أدل على ذلك من النتائج التي جاءت مُذهلة بعروض فنية راقية ستبقى عالقة في الأذهان طويلاً.

صحيح أن المنتخب المغربي دخل الجولة الأخيرة بحظوظ وافرة، بعدما جمع 4 نقاط من تعادل مع كرواتيا في مستهل المشوار، ثم فوز مدوٍ على بلجيكا بهدفين دون رد، بيد أن المخاوف كانت حاضرة في الخروج بخسارة تطيح بكل الآمال التي كانت قريبة جداً، على اعتبار أن الحسابات تحمل إمكانية تأهل كرواتيا وبلجيكا معاً في حال فوز هذا الأخير بفارق هدفين، وخسارة المغرب بالفارق ذاته، غير أن حقيقة الميدان أكدت علو كعب المنتخب المغربي المتسلح بدعم جماهيري مغربي عربي منقطع النظير، عندما حقق فوزاً ثانياً في المجموعة على حساب كندا وبهدفين لهدف، ليعتلي الصدارة عن جدارة برصيد 7 نقاط متقدماً على المنتخب الكرواتي الثاني برصيد 5 نقاط بعد تعادله مع بلجيكا سلباً، لتعم الاحتفالات الوطن العربي، وتؤكد بأن العرب ما زالوا حاضرين في مونديالهم الأول في التاريخ.

 

سويعات فقط انتظرها أشبال المدرب وليد الركراكي لمعرفة هوية المنتخب الذي سيلاقونه في الدور ثمن النهائي، وهو ما اتضح على وقع المفاجأة المدوية التي أحدثها المنتخب الياباني، لكنها في حقيقة الأمر وضعت "أسود الأطلس" في مواجهة صعبة أمام منتخب إسبانيا المرشح للمنافسة على اللقب، رغم اليقين بأن المنتخب المغربي سيخوض المواجهة دون أي مركب نقص أو تقاعس، ووفق الدوافع ذاتها التي جعلته يواجه كرواتيا وبلجيكا وكندا بكل شجاعة وثقة، وبالتالي يمكن القول إن المواجهة المقررة يوم الثلاثاء الموافق السادس من ديسمبر الجاري على استاد المدينة التعليمية ستكون صعبة أيضاً على المنتخب الإسباني الذي قد يذوق مرارة الكأس التي تجرّعت منها بلجيكا من قبل.

 

في المقابل سيتعين على المنتخب الكرواتي أن يضع حداً للمغامرة اليابانية عندما يلتقيان يوم الإثنين الخامس من الشهر الجاري، مع أخذ كل الحيطة والحذر من منتخب أثبت أنه لا يأبه باسم المنافس وإنجازاته.

 

لم يرم المنتخب الكوري الجنوبي المنديل حتى الوقت بدل الضائع من مواجهة البرتغال في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة، حيث كانت النتيجة تشير آنذاك إلى التعادل بهدف لمثله، ما يعني أن المنتخب الأورواغواياني هو الذي سيُرافق البرتغال إلى الدور الثاني بحكم تقدمه على غانا بهدفين دون رد.

 

بيد أن رفاق النجم "سونج هيونج مين" كان لهم رأي آخر بعدما سجّلوا هدف الانتصار الثمين في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع، قالبين حسابات التأهل رأساً على عقب، فباتوا ثاني المجموعة، مُحدِثين مفاجأة من العيار الثقيل بإقصاء كل من منتخب أوروجواي صاحب التقاليد العريقة وأول بطل للعالم، والمنتخب الغاني الذي دخل الجولة الأخيرة بحظوظ وافرة كونه كان يملك ثلاث نقاط من فوز وخسارة، في وقت كانت مهمة كوريا الجنوبية هي الأصعب بعد الاكتفاء بنقطة وحيدة قبل مواجهة أخيرة صعبة جداً أمام رفاق كريستيانو رونالدو.

 

لحظات عصيبة

 

وعاش المنتخب الكوري لحظات عصيبة وهو يتابع ما تبقى من مباراة أوروجواي وغانا، خشية أن يسجّل رفاق لويس سواريز هدفاً ثالثاً سيكون كافياً بتحويل بوصلة التأهل مرة أخرى نحو منتخب أوروجواي، قبل أن تنطلق الأفراح بالتأهل بعدما تم الإعلان رسميا عن انتهاء مباراة غانا وأوروجواي.

 

وكان المنتخب البرتغالي قد نأى بنفسه عن الحسابات المعقدة مبكراً بعدما حقق انتصارين في الجولتين الأوليين على غانا والأوروغواي ليضمن التأهل إلى الدور ثمن النهائي مبكراً وقبل الجولة الأخيرة، تاركاً الباب مفتوحاً على مصراعيه للمنتخبات الثلاث من أجل التنافس على البطاقة الثانية التي نالها المنتخب الكوري الجنوبي منتصراً للقارة الآسيوية ببلوغ ثالث ممثل لها، من أصل خمسة، الدور الموالي في سابقة لم تحدث من قبل.

 

وبدوره، انقاد المنتخب البرازيلي إلى خسارة مفاجئة أمام الكاميرون في الجولة الأخيرة بهدف دون رد، بيد أن تلك الخسارة لم تحجب صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط، لكن بفارق الأهداف عن المنتخب السويسري الذي تفوق على نظيره الصربي بثلاثة أهداف لاثنين.

 

خروج وحسرة

 

حسرة المنتخب الإفريقي "الكاميرون" كانت كبيرة، لأنه حقق الأصعب في مشوار دور المجموعات بفوزه على بطل العالم خمس مرات، لكن النقاط الثلاث التي رفعت رصيده إلى النقطة الرابعة، لم تكن كافية للتأهل، حيث كان بحاجة إلى تعادل أو خسارة سويسرا أمام صربيا حتى يبلغ الدور الثاني بفارق الأهداف.

 

المنتخب البرازيلي ضرب موعداً مع كوريا الجنوبية في الدور الثاني يوم الإثنين الخامس من الشهر الجاري على استاد 974، فيما يواجه المنتخب السويسري نظيره البرتغالي يوم الثلاثاء 6 الشهر الجاري على استاد لوسيل.

 

الجماهير تصنع الحدث

 

وبعيدا عن الأداء على المستطيل الأخضر، صنعت الجماهير الحدث في كأس العالم 2022 بالحضور القياسي الذي سجّل في الاستادات الثمانية، وتعدى الطاقة الاستيعابية المعلنة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم لتلك الملاعب، فلم يرصد موطئ قدم في الملاعب خلال المباريات الـ48 التي لعبت في الدور الأول في المجموعات الثماني.

 

أكبر ملاعب المونديال استاد لوسيل شهد الحضور الأكبر بمحصلة وصلت إلى 524 ألفاً و720 مشجعاً تابعوا المباريات الست التي أقيمت على الملعب، بمعدل وصل إلى 87 ألفاً و747 مشجعاً، فيما كان الحضور الأعلى قد بلغ 88 ألفاً و966 مشجعاً، وهو الرقم القياسي للحضور المسجّل خلال مباراة الأرجنتين والمكسيك في المجموعة الثالثة.

 

وفي الوقت الذي كانت فيه السعة الاستيعابية المعلنة من قبل الاتحاد الدولي لاستاد أحمد بن علي 40 ألفاً، شهد الملعب متوسط حضور في المباريات الست التي استضافها بلغ 42 ألفا و414 مشجعاً، فيما كان أعلى حضور على الملعب 45032 مشجعاً

، وبلغ العدد الكلي للحضور في المباريات الست على الملعب 254 ألفاً 485 مشجعاً.

أما استاد خليفة الذي تبلغ سعته المعلنة 40 ألفاً أيضاً، فقد شهد متوسط حضور بلغ 44 ألفاً و428 مشجعاً، فيما كان أعلى حضور قد بلغ 45 ألفاً و857 مشجعاً، وبلغ العدد الكلي للحضور على الملعب 266 ألفاً و569 مشجعاً.

 

فيما كان متوسط الحضور في استاد الثمامة 42083 مشجعاً، أما أعلى حضور في الملعب الذي تبلغ سعته المعلنة 40 ألفاً فكان 44 ألفاً و400 مشجع والعدد الكلي للحضور في المباريات الست بلغ 252 ألفاً و498 مشجعاً.

 

أما استاد البيت الذي تبلغ سعته المعلنة 60 ألف مشجع، فقد استضاف 6 مباريات أيضاً في دور المجموعات بمتوسط بلغ 66 ألفاً و329 مشجعاً، فيما كان الحضور الأعلى على الملعب قد بلغ 66 ألفاً و895 مشجعاً، وذلك في مباراة إسبانيا وألمانيا، وقد وصل العدد الكلي للحضور في الملعب 397 ألفاً و975 مشجعاً.

 

وبلغ متوسط الحضور في استاد الجنوب 41 ألفاً و42 مشجعاً، فيما كان الحضور الأعلى في الملعب خلال المباريات الست 44 ألفاً و325، وبلغ مجموع المشجعين في المباريات الست 246 ألفاً و251 مشجعاً.

 

وبلغ متوسط الحضور في استاد المدينة التعليمية 43 ألفا و426 مشجعاً، فيما بلغ العدد الكلي للجماهير التي تواجدت في الملعب خلال المباريات 260 ألفاً و554 مشجعاً.

 

أما استاد 974 فقد بلغ إجمالي الحضور الجماهيري فيه خلال المباريات الست التي استضافها قرابة 254 ألفاً و7 مشجعين، بمعدل وصل إلى 42 ألفاً و526 مشجعاً، أما العدد الأكثر من الحضور فكان 44 ألفاً و89 مشجعاً.

 

حضور فاق التوقعات

 

وبلغ مجمل الحضور الجماهيري في الاستادات الثمانية خلال دور المجموعات مليونين و475 ألفاً و59 مشجعاً، بمعدل حضور للمباراة الواحدة من المباريات الـ48 بلغ 51 ألفاً 563 مشجعاً.

 

وبلغ الحضور الجماهيري أرقاماً قياسية في النسخة الحالية، فقد كانت مباراة الأرجنتين والمكسيك على استاد لوسيل هي الأعلى حضوراً بتواجد 88 ألفاً و966 مشجعاً، تلتها مباراة البرتغال وأوروجواي على الملعب ذاته بحضور 88 ألفاً و668 مشجعاً، فيما احتلت مباراة البرازيل وصربيا المركز الثالث بحضور 88 ألفاً و103 مشجعين، وبفارق بسيط جداً عن مباراة السعودية والأرجنتين التي حضرها 88 ألفاً و12 مشجعاً، فيما جاءت مباراة قطر والإكوادور التي جرت على استاد البيت في المركز التاسع بحضور بلغ 67 ألفاً و372 مشجعاً.

 

أرقام وإحصائيات

 

وبحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA"، فقد شهد دور المجموعات من كأس العالم FIFA قطر 2022، خلال المباريات الـ 48 التي لعبت، تسجيل 120 هدفاً، بنسبة بلغت 2.5 هدف في المباراة الواحدة، فيما كان المنتخب الإسباني الأعلى تهديفاً بعدما سجّل في المباريات الثلاث تسعة أهداف، وتم احتساب 14 ركلة جزاء بنسبة بلغت 0.3، وكان المنتخب الأرجنتيني الأكثر كسباً لضربات الجزاء بواقع ضربتين.

 

كما شهد الدور الأول إشهار الحكام لـ 166 بطاقة صفراء بمعدل بلغ 3.5 بطاقة في المباراة الواحدة، فيما تم إشهار بطاقتين حمراوين، واحدة كانت من نصيب منتخب ويلز والثانية من نصيب منتخب الكاميرون.

 

وشهدت مباريات دور المجموعات أيضا 46 ألفاً و686 تمريرة في المجمل بمعدل وصل إلى 972.6 تمريرة في المباراة الواحدة، وكان المنتخب الإسباني الأعلى تمريراً بواقع 2778 تمريرة، وبلغت التمريرات الناجحة 39 ألفاً و835 تمريرة، بمعدل بلغ 829.9 تمريرة في المباراة الواحدة، وكان المنتخب الإسباني الأعلى أيضاً في التمريرات الناجحة بواقع 2560 تمريرة.

 

أما الكرات العرضية فقد بلغت 1758 كرة بمتوسط وصل إلى 36.6 في المباراة الواحدة، وكان الأعلى هو المنتخب المكسيكي بـ 84 عرضية.. فيما بلغت المحاولات على المرمى 1051، بمعدل وصل إلى 21.9 محاولة، وكان الأكثر هو المنتخب الألماني بـ 67 محاولة، أما المحاولات بين العارضة والقائمين فقد بلغت 376 محاولة، وكان الأعلى أيضاً المنتخب الألماني بـ 24 محاولة، فيما كان عدد المحاولات خارج المرمى 456، وكان المنتخب الألماني الأكثر بـ 33 محاولة.

أما المحاولات من داخل منطقة الجزاء فقد بلغت 665، بنسبة وصلت إلى 13.9 في المباراة الواحدة، وكان المنتخب الألماني الأعلى بـ 46 محاولة، فيما بلغت المحاولات من خارج المنطقة 386 محاولة، بمعدل 8 محاولات في المباراة الواحدة، وكان المنتخب الألماني الأعلى أيضاً بـ 21 محاولة.

أما الأخطاء فقد بلغت 1159 بمعدل وصل إلى 24.1 في المباراة الواحدة، وكان أكثر منتخب تم ارتكاب أخطاء ضده هو المنتخب السعودي بـ 56 خطأ.

ووصل عدد حالات التسلل إلى 182 حالة بمعدل بلغ 3.8 في المباراة الواحدة، وكان المنتخب المكسيكي الأكثر وقوعاً في التسلل بمجموع 13 حالة، وكان عدد الركنيات 433 ركنية بمعل 9 ركنيات في المباراة الواحدة، وكان المنتخب الألماني الأكثر كسباً للركنيات بواقع 25 ركنية.

فيما وصل عدد الركلات الحرة المُحتسبة خلال المباريات إلى 1326 بمعدل بلغ 27.6 في المباراة الواحدة، وكان المنتخب القطري الأكثر حصولاً على الركلات الحرة بواقع 58 ركلة.