الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

"إعلام القاهرة" تنظم ندوة حول التربية الإعلامية ومواجهة الشائعات والتضليل الإليكتروني

الإثنين 05/ديسمبر/2022 - 09:37 م
جانب من الندوة
جانب من الندوة

نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة ظهر اليوم الإثنين ندوة توعوية تحت عنوان "التربية الإعلامية ومواجهة الشائعات والتضليل الإليكتروني"،  تحت رعاية  الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة،والدكتور عمرو عزت سلامة أمين عام اتحاد الجامعات العربية، والدكتورة حنان جنيد القائم بأعمال عميد كلية الإعلام ، وبدعم من الدكتور محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبحضور كوكبة من الضيوف المتحدثين، والدكتور جمال مختار خبير أمن المعلومات،و الدكتور محمود يوسف وكيل كلية الإعلام الأسبق، والدكتور محمد سالمان طايع وكيل شئون خدمة المجتمع بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.


وفي مستهل فعاليات الندوة ، رحبت الدكتورة حنان جنيد  بالضيوف المتحدثين موضحة بأن ندوة اليوم تأتي في إطار نشر التربية الإعلامية بين طلاب الكلية، ومواجهة سبل تزييف الاخبار والتعرض للمحتوى المضلل عبر المنصات الإعلامية أو الإليكترونية في منصات التواصل الاجتماعي، معربة عن امتنانها لضيوف منصة الندوة وتلبيتهم للدعوة بالمشاركة كمتحدثين فييها، ولطلاب الكلية على مشاركتهم الحثيثة وحضورهم ندوة اليوم للتعرف على خبرات مواجهة سبل التضليل والتزييف الإليكتروني.
كما أعلنت عميدة الكلية عن تدشين  وحدة بكلية الإعلام لرصد الشائعات ومواجهتها، وتنظيم مسابقة بين الطلاب فى مجال "محو الأمية الالكترونية".

 

وقدم الدكتور جمال مختار خبير أمن المعلومات عرضا شرح فيه  ما يتعلق بمسمى الأخبار الزائفة أو الكاذبة، وكيف أنه مصطلح يدل على ما يوصف شكلا بالأخبار التي يكون مضمونها غير مبني على حقائق، وتوجد بغرض التضليل، منوها إلى أنها السلاح المفضل لتكوين القناعات أو بث الرعب بتحريف الحقيقة، أو الخداع باقتصاص جزء من مشهد ما من  سياقه، حسب تعبيره.
 

وكشف خبير أمن المعلومات عن أنه عند الحديث عن الأخبار الزائفة فإنه لا يقصد الأخطاء الصحفية البسيطة، إنما يشار إلى أنها عملية ذات منهجية خاصة تضم ممارسات ودوافع مختلفة مستهدفة تضليل من يتابعها بعيدا عن الحقيقة، متطرقا إلى فئات القائمين بالتضليل الإعلامي، وهم ممن قد يجهلون كيفية البحث عن الحقيقة أو حتى معرفة أن ذلك واجب عليه، أو لديهم المهارة والحس في معرفة أساليب التضليل لكنهم وقعوا في فخ أعدائهم من متخصصي التزييف، إلا أن أسوأهم من يتعمد استخدام التضليل أداة لتحقيق غايته في السيطرة بتحريك الرأي العام.
 

وكشف حديث خبير أمن المعلومات النقاب عن انتهاج محترفي التضليل عبر المنصات الإليكترونية أسلوب البحث عن الوصول إلى أرقام التفاعلات المرتفعة في البحث عن الأخبار الساخنة ونشرها دون التحقق منها، مما يؤدي بالجمهور إلى الخداع، موضحا بأن أشكال التضليل تطورت ووصلت إلى تزييف اهتمامات جمهور مواقع التواصل نفسها، وذلك عن طريق شن حملات ممنهجة بحسابات غير حقيقية بأساليب تقنية لتزييف نتائج الرأي العام وتضليل العامة.
 

وتطرق الدكتور جمال مختار إلى سبل مواجهة التضليل الإعلامي عبر ما يسمى بمحو "الأمية الالكترونية "والتي أوضح بأنه يقصد بها غياب المعارف والمهارات الاساسية للتعامل مع الاَلات والاجهزة والمخترعات الحديثة ومنها الكمبيوتر، وأنه يطلق على مفهوم الأمية الالكترونية ، الأمية الحديثة تميزًا لها عن الأمية الأبجدية، التي تعني عدم القدرة على القراءة والكتابة، موضحا أن محو الأمية الرقمية من الموضوعات المهمة على اجندة اهتمامات العالم اليوم، وأن التعامل مع الوسائط الالكترونية يظل محفوفًا بالمخاطر ما لم يتم التمكن من امتلاك تلك الوسائط من ناحية، وكيفية التعامل معها من ناحية اخرى.

 

وقال الدكتورة محمود يوسف وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق والأستاذ بقسم العلاقات العامة إن التحقق من المعلومات أصبح من أضعف النقاط التي يمكن من خلالها محاربة الأخبار الكاذبة والتي يقصد بها تلك المعلومات الخطأ أو المضللة والتي تتخذ هيئة أخبار، وبشكل عام، تنقسم الأخبار الكاذبة إلى فئات وهي الأخبار المضللة عمدًا، أي أن الأشخاص الذين ينشرونها يعرفون أنها كاذبة ولكنهم ينشرونها على أي حال، وقد يكون هذا للتلاعب بالرأي العام أو توجيه حركة المرور إلى موقع ويب معين، وتلك الأخبار التي تحتوي على عناصر من الحقيقة، ولكنها غير دقيقة في مجملها، وقد يكون السبب في ذلك هو أن الكاتب لم يتحر صحة كل الحقائق، أو بالغ في بعض الجوانب لإثبات نقطة معينة.
وأوضحد.محمود يوسف  أن "المعلومات المضللة" ليست ظاهرة جديدة، فقد تم استخدام مصطلح "الأخبار الكاذبة" عبر ما أشارت إليه سورة يوسف في آيات القرآن الكريم، منوها خلال كلمته إلى الإنترنت ووسائل الإعلام غيرت طريقة صياغتها وترويجها وأن وسائل التواصل الاجتماعي تعد أكبر وسائل نشر التزييف والتي ساعدت فيه من خلال اتاحة الوسيلة للجمهور لنشر الأكاذيب وترويجها، مشيرا إلى أنه قبل ظهور الإنترنت، كان الناس يميلون إلى تلقي أخبارهم من مصادر إعلامية موثوقة طُلب من صحفييها اتباع قواعد ممارسات صارمة، ثم جاء الإنترنت فأتاح طرقًا جديدة لنشر الأخبار والمعلومات ومشاركتها والاطلاع عليها، مع افتقار نسبي للتنظيم ومعايير التحرير.
تتضمن حديث "الدكتور محمود يوسف" أسباب أزمة الأخبار الكاذبة فأحيانًا يتم استخدام تقنية التزييف العميق، والتي تعد عبارة عن مقاطع فيديو مزيفة تم إنشاؤها باستخدام البرامج الرقمية والتعلم الآلي ومبادلة الوجوه، يتم دمج الصور لإنشاء لقطات جديدة تعرض أحداثًا أو إجراءات لم تحدث على أرض الواقع. يمكن أن تكون النتائج مقنعة للغاية ويصعب اكتشاف أنها زائفة.
 

وعرض الدكتور محمد سالمان طابع وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لشئون خدمة المجتمع إلى أزمة سد النهضة وكيف أن هذا الملف تم تسويق محتوى المعلومات الكاذبة فيه والأخبار الكاذبة بشأنه مما أدى إلى تعزيز الصورة المغلوطة عن حصص مصر المائية وكسب الجانب الإثيوبي الدعم لقضية ملف المياه وسد النهضة، موضحا بأن هناك أنواعا مختلفة من الأخبار الكاذبة، حسب دوافع من يؤلفونها. فعلى سبيل المثال: العناوين المستدرجة للنقر (كليك بيت) والاخبار بغرض إحداث  فرقعة جذابة للجمهور، وتؤدي القصص الفاحشة أو الغريبة والصور المشوهة إلى زيادة النقرات والمشاركة عبر الإنترنت. وتشير العناوين المستدرجة للنقر إلى الأخبار المصممة عمدًا للحصول على المزيد من زوار الموقع وزيادة عائدات الإعلانات لأصحاب مواقع الويب، ما يأتي غالبًا على حساب الحقيقة والدقة، وكذلك الدعاية الرنانة والتي تشير إلى تلك الأخبار الكاذبة أو الزائفة المؤلفة لتضليل الجمهور وتعزيز أجندة سياسية أو منظور متحيز، وكذلك المانشيتات المضللة والتي تأتي في بعض الأحيان بخبر صحيح في مجمله، ولكن يتم استخدام عنوان مثير أو مضلل لحث القراء على النقر عليه، وقد يؤدي ذلك إلى ترويج أخبار كاذبة، وما ساعد على ذلك كان وسائل التواصل الاجتماعي، حيث مكنت من إحداث النشر السريع.
 

وحول آلية عمل الأخبار الكاذبة، نوه "سالمان" خلال حديثه إلى أنه غالبًا ما يتم نشر الأخبار الكاذبة من خلال مواقع الأخبار الكاذبة، والتي غالبًا ما تحاكي مصادر الأخبار الأصيلة في محاولة لاكتساب المصداقية. وفقًا للأبحاث، فتمكّن وسائل التواصل الاجتماعي من انتشار الادعاءات الكاذبة، ما يسبب ترويجها أسرع من ترويج الأخبار الحقيقية في واقع الأمر، فهي تنتشر الأخبار الكاذبة بسرعة لأنها مصممة عادةً لجذب الانتباه وجذب المشاعر؛ وهذا هو السبب في أنها غالبًا ما تحتوي على ادعاءات أو قصص غريبة تثير الغضب أو الخوف، فغالبًا ما يعطي الموجز بوسائل التواصل الاجتماعي الأولوية للمحتوى بناءً على مقاييس التفاعل - أي عدد مرات مشاركته وإبداء الإعجاب به - وليس على مدى دقته أو تحري الصدق فيه، كما يمكن لروبوتات وسائل التواصل الاجتماعي أن تنشر أخبارًا كاذبة لأنها تنتج وتنشر المقالات على نطاق واسع، بغض النظر عن مصداقية مصادرها، فيمكن لبرامج الذكاء الاصطناعي إنشاء حسابات زائفة عبر الإنترنت، والتي تكتسب بعد ذلك متابعين وتقدير وسلطة، وبعضها مبرمج لنشر معلومات مضللة.

 

وتعرض حديث "وكيل الاقتصاد والعلوم السياسية" إلى الظاهرة التى يطلق عليها (المتصيُّدون)  وهم مستخدمو الإنترنت الذين يحاولون عمدًا بدء الجدال أو إزعاج الناس، موضحا بأن هؤلاء يلعبون أيضًا دورًا لا بأس به في نشر الأخبار الكاذبة. بل أنهم قد يكونون، في بعض الأحيان، مأجورين للقيام بذلك لأسباب سياسية. تُستخدم أحيانًا مصطلحات "اللجان الإلكترونية" أو "الذباب الإلكتروني" في هذا السياق للإشارة إلى مجموعات مؤسسية من المتصيُّدين الذين يحاولون التدخل في صنع القرار السياسي.

 

وخلال مشاركته عبر منصة زووم الإليكترونية، قال الدكتورة أشرف عبد المغيث أستاذ العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن مخاطر الأخبار الكاذبة تكمن في أن كثيرًا ما يتخذ الناس قرارات مهمة، مثل التصويت في الانتخابات أو انتقاء العلاج الطبي اللازم عند المرض، بناءً على ما يقرؤونه في الأخبار. لهذا فإن الأخبار الموثوقة بالغة الأهمية، موضحا بأن مخاطر الأخبار الكاذبة تشمل ما يتعذر على الأشخاص فيه التمييز بين الأخبار الحقيقية والزائفة، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث ارتباك وسوء فهم بشأن القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة. عندما يكون لدى الناس شعور عام بأنه "يجب ألا تصدق أي شيء تقرؤه"، فإن ذلك يقوض الثقة العامة في مصادر الأخبار الأمينة، متعرضا في حديثه إلى أن الأخبار الكاذبة والمضللة المتعلقة بالعلاجات الطبية أو الأمراض الرئيسية، مثل السرطان أو كوفيد-19، قد تؤدي إلى اتخاذ الأفراد قرارات مضللة تعرض الصالح العام للخطر.

 

وحول سبل التحقق من المصدر قبل نشر المعلومات المضللة، قدم الدكتورة أحمد خطاب الأستاذ بقسم العلاقات العامة  رؤيته الخاصة بضرورة التحقق من عنوان الويب للصفحة التي يبحث عنها المستخدم، ففي بعض الأحيان، قد تحتوي المواقع الإخبارية الكاذبة على أخطاء إملائية في عنوان URL أو تستخدم امتدادات نطاقات أقل انتشارًا، والبحث في قسم "نبذة عنا" للتعرف على القائمين على الموقع محل التحقق، والتحقق من الكاتب من خلال البحث عن كاتب الخبر لمعرفة ما إذا كان شخصًا يتمتع بالمصداقية. على سبيل المثال، أهو شخص حقيقي، وهل هو حسن السمعة؟ هل يكتب في مجال خبرته المحدد، وهل لديه أجندة معينة؟، والتحقق من المصادر الأخرى، والتحقق من الإجابة الخاصة بالإجابة عن هل نشرت الخبر وسائل إعلامية أو إخبارية أخرى حسنة السمعة؟ هل تم الاستشهاد بمصادر موثوقة في الخبر لأن تلك الضوابط تعد علامة جيدة.
 

من جانبها وخلال مشاركتها، اقترحت الدكتورة ثريا أحمد البدوي القائم بأعمال مدير مركز بحوث ودراسات المرأة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ضرورة قيام كلية الإعلام بإنشاء وحدة لرصد الشائعات للتصدي للانحرافات والتضليل المعلوماتي عبر الانترنت لاسيما وأن تلك الوحدة موجودة بالفعل داخل النيابة العامة المصرية، وعلى ارتباط دائم بمكتب النائب العام للتصدي لمخاطر نقل وتداول الأخبار السلبية.
 

من جانبها وفي ختام كلمة الحضور وتكريم الضيوف المتحدثين، أعلنت الدكتورة حنان جنيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة عن تدشين وحدة رصد الشائعات بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والإعلان عن مسابقة بين الطلاب في مجال محو الأمية الإليكترونية، بحيث يقدم الطلاب من خلالها أنشطتهم في مجال محو الأمية الإليكترونية.