بعد الإطلاع.. العولمة الحديثة والقمة العربية الصينية
جديراً بنا فى مقام هذا المقال الدلوف إلى معايشة حقيقية للقمة العربية الصينية الأولى التي تحتضنها دولة السعودية الشقيقة والتي يحضرها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتبدو أهمية تلك القمة فى كونها تعبر فى جوهرها عن رؤية جديدة للدول العربية مجتمعة فى مجال العلاقات الاستراتيجية مع الدول الكبرى ومنها دولة الصين وذلك من خلال السعي إلى تحقيق أهداف مستقبلية مشتركة باتت تجمع بين الصين والعالم العربي فى مختلف المجالات فى ظل الظروف الصعبة والمرحلة التاريخية شديدة الخطورة التي تمر بها الأسرة الدولية فى جميع المجالات وبخاصة الظروف الاقتصادية والأمنية شديدة التوتر بالعالم.
القمة العربية الصينية
وفى ذات السياق يلوح فى الأفق نوع جديد من العولمة قد يكون مناسباً أن نطلق عليه العولمة الحديثة التي تتسم بالعقلانية والعدالة وعدم فرض الإرادة والهيمنة من قطب واحد، فالعولمة الحديثة قائمة على احترام الآخر ووحدة المصير المشترك من أجل مصالح متكاملة واستفادة متبادلة ولن يكون ذلك إلا من خلال مجتمع دولي متعدد الأقطاب، من هنا كانت فلسفة القمة العربية الصينية المشار إليها والتي تقوم على التعاون واحترام الآخر والاعتماد المتبادل على تحقيق المصالح المشتركة، حيث أن الآلاف من الشركات الصينية تسهم فى رفعة شأن البنية التحتية والاقتصاديات العربية وتقدم أحدث وسائل التكنولوجيا فى سبيل تنفيذ ذلك، من أجل الخير للجميع ومن أجل حياة أكثر نمواً واستقراراً تُعلى فيها مبادئ الخير والنماء ولا تُعلى فيها مبادئ التوتر والتنافس، وبخاصة ما نجده الآن فى عالمنا العربي الذي بات اليوم يتحرك بين الأقطاب الدولية بحثاً عن الأمن والاستقرار العالمي، وعن علاقات تتسم بالمصالح المشتركة دون انحيازات.
وفى النهاية "تبقي مصر رقماً صحيحاً فى محاولة الاستقرار العالمي نظراً لوضعها الدولي والإقليمي وهذا الوضع تبقي مقوماته ثابتة لأنها تتصل ببعدي الزمان والمكان أي الجغرافيا والتاريخ وهما بعدان ثابتان يستحيل المساس بهما".