بالفاس والمنجل.. حكاية "عبير" ابنة جنوب الصعيد مع لقمة العيش الحلال.. حامل بالتاسع وتعمل في كسر القصب: بشتغل عشان أوفر أكل لأولادي وتكاليف علاج جوزي
ضربت “عبير” ابنة محافظة قنا أروع الأمثلة في الكفاح والتحدي وأصل السيدة المصرية، بعد أن رفضت الاستسلام أمام ظروف الحياة القاسية، وقررت أن تقف صامدة لمواجهة صعوبات الحياة ومساندة زوجها الذي طُرد من عمله بعد مرضه.
اقتحمت “ابنة قنا” مهنة الرجال بل التي تصعب عليهم نظرا لمشقتها، وذلك من أجل الانفاق على أسرتها والمساعدة في علاج زوجها، حيث رسمت طريقها في مهنة شاقة تفقدها لذة الحياة يوما بعد يوم لكنها تتحمل من أجل أطفالها حتى وهي حامل في الشهر التاسع حاليًا تخرج للعمل فترتين دون أن تُشعر أحد بمعاناتها وألمها وكأنها تحاول تثبت للعالم مدى تحمل المرأة الصعيدية المصرية الأصيلة.
التقى "مصر تايمز" بـ “عبير محمود سليمان”، ابنة مركز الوقف، في الأربعينات من العمر، أم لطفلين وحامل في الشهر التاسع، أثناء عملها داخل الزراعات، وقالت خلال حديثها بأنها تعمل في حصاد قصب السكر وحمله وتقشيره من أجل 70 جنيهًا في اليوم وعندما رأت أن ذلك الأجر لا يكفيها قررت العمل في الفترة المسائية في ذات المهنة الشاقة أيضًا، دون النظر إلى حالتها وألمها وضعت أسرتها أمام عينيها وقررت تحارب من أجلهم.
وأضافت “ابنة قنا»” أنها تزوجت منذ 17 عامًا في محافظة أسوان، كانت حالتها مستقرة في ذلك الوقت وتعيش حياة هادئة رغم بساطتها إلا أنها كانت سعيدة بها، ولكن فجأة مرض زوجها وبدأ يعاني من ضيق في التنفس، ذلك الذي جعل الشركة التي كان يعمل بها تتخلى عنه كونه شخص مريض ولا يستطيع العمل بكثرة، هنا ظهرت لها الحياة التي لم ترى فيها سوى المعاناة والألم والإحتياج حتى الآن.
ذكرت “عبير القناوية” بأن ظروف قاسية مرت بها وهي في بلد غريب عن أسرتها ولا تستطيع التفكير بها، لذلك قررت العودة بصحبة زوجها لقريتها في قنا للبحث عن حل يُغير من حالها السئ إلى حياة أفضل حتى قررت البحث عن عمل تجمع منه المال لتلبية احتياجات أسرتها، لكنها لم تجد أمامها سوى العمل في الزراعات صيفًا شتاءً، مُشيرة إلى أن في الوقت الحالي لا يوجد سوى حصاد محصول قصب السكر ولم تتردد في العمل فيه رغم صعوبة مراحله من كسر وحمل وتقشير باستخدام الفأس والمنجل وهي حامل في الشهر التاسع.
تستيقظ “ ابنة جنوب الصعيد”، قبل آذان الفجر لكي تُصلي وتخرج ملثمة بالعمة ممسكة بيديها الفأس والمنجل مع مقاول الأنفار وهي حامل، وذلك لكي تبدأ رحلتها من قرية لقرية في جبال قنا للعمل في كسر القصب، ثم تعاود لمنزلها لتأخذ قسط من الراحة وتناول الغداء لتعود مرة أخرى بعد آذان الظهر لذات العمل في الفترة المسائية حتى تستطيع توفير مصاريف علاج زوجها.
وختمت "ابنة قنا" حديثها بأنها تعيش أصعب أيام في حياتها من احتياج أطفالها ومرض زوجها ومنزلها الغير آدمي وتدفع له الإيجار، إضافة إلى التعب الجسدي التي تشعر به يوميًا ويحرمها من النوم فكل أمنيها توفير فرصة عمل مناسبة تتعايش منها هي زوجها المريض وأبنائها.