الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

بقلم الهدهد.. الأزهر يحكي ماضيه وحاضره بجناحه بمعرض الكتاب

الخميس 02/فبراير/2023 - 08:28 م
صورة  ارشيفية
صورة ارشيفية

يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدوليّ للكتاب لزواره كتاب "التراث الأزهري: ماضيه وحاضره"، بقلم الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد، عضو مجمع البحوث الإسلامية، رئيس جامعة الأزهر سابقا.

 

يذكر المؤلف في طليعة كتابه أن الأزهر قد جاوز الألف عام، ولا يزال - والله - شابًا فتيا، يصارع الزمان، ويغالب عواديه، لم تُجد معه ريح عاتية، ولم يهزّه كيد كائد، ولم يضره تدبير ماكر، عظيما والله كان، وسيبقى - بإذن الله - أقوى مما كان، والتاريخ خير شاهد، فهو في العلم راسخ القدم، لم يؤثر فيه قِدم، بل أثراه وما أبلاه، وهو منذ إنشائه، مهوى أفئدة أهل العلم وطلابه، ومنهل طالبي المعرفة وعشاقها، يفاخر أهل العلم بالتدريس فيه، وكأنه الباب لسجل تاريخ العلماء.

 

ويؤكد "الهدهد" في كتابه أن الأزهر الشريف ظل المعين الصافي لعلوم الشريعة واللغة وغيرها، ولا يزال - وسيظل بإذن الله- عذب المذاق، فلم تضارعه جامعة في العالم قدما وعطاء، فهو الجامعة الوحيدة الممتدة لقرون، كما تفرد بالحفاظ على العلوم الشرعية والعربية وصان التراث الإسلامي وحماه على مر القرون، فكان بذلك قبلة العالمين، ومقصد الدارسين، وكان له أثره البالغ في الارتقاء بالمجتمعين العربي والإسلامي.

 

ويشير المؤلف أن الأزهر هو كعبة العلم، قصده الدارسون من كل مكان في العالم، فاحتضنهم احتضان الأم الرؤوم، وحنا عليهم حنو الوالد الشفيق، فأنشأ الأروقة حتى بلغت ۱۹ رواقا، ينفق الأزهر على قاطنيها من أوقافه، إلى أن ضاقت الأروقة بالقاصدين، فأنشئت مدينة البعوث الإسلامية، وافتتحت عام ١٩٥٤م بأموال مصرية، فكانت ذراعه مبسوطة على مر القرون للدارسين من كل بقاع المعمورة.

 

وعن تعانق علوم الدين والدنيا في الأزهر، يشير المؤلف إلى أنه لم يكن الحسن بن الهيثم (ت۱۰۳۹م) ولا ابن يونس المصري (ت ١٠٠٩م) العالمان الكبيران مدرسا العلوم التطبيقية في الأزهر الشريف ظاهرة فريدة، أو حدثا عابرا، وإنما كان تدريس العلوم التطبيقية نمطا من التدريس في الأزهر الشريف، لافتا إلى أن جامعة الأزهر تضم الآن ثلاثا وسبعين كلية موزعة على تسع عشرة محافظة على مستوى الجمهورية، ست وأربعون كلية للبنين، وسبع وعشرون كلية للبنات، بالإضافة إلى معهدين عاليين للتمريض وست مستشفيات جامعية على أعلى مستوى، وثلاثة وأربعون مركزا بحثيًّا.

 

ويضيف الهدهد في كتابه أن جامعة الأزهر تمتلك أربع كليات للطب البشري، تضم هذه الكليات ما يقرب من ثلاثة آلاف عضو هيئة تدريس في التخصصات المختلفة غير الهيئة المعاونة، والأطباء المقيمين والنواب والصيادلة، كما تضم ثلاث كليات لطب الأسنان، وثلاث كليات للصيدلة، وثلاث كليات للهندسة، وثلاث كليات للعلوم، وكليتين للزراعة، وكلية للهندسة الزراعية، وكلية للتمريض، وكلية للإعلام، وكلية للتربية الرياضية وكلية للغات والترجمة وثلاث كليات للتجارة وكليتين للدراسات الإنسانية، لافتا إلى أن الطالب الأزهري يتميز عن نظيره بأنه يدرس المقررات التي يدرسها نظيره في الجامعات المصرية، ويدرس إلى جانبها بعض العلوم الأزهرية كالفقه والعقيدة والسيرة والحديث.

 

ويشتمل الكتاب على عدد من المباحث، أبرزها: الأزهر: التاريخ والمنهج، التراث الأزهري: مفهومه وعناصره وسماته، التدريس في الأزهر، شهادة ابن خلدون للأزهر، الأزهر والعلوم العقلية والتطبيقية: كبوات ونهضات، علماء الأزهر والنهضة المصرية الحديثة، تعانق علوم الدين والدنيا في الأزهر منذ نشأته، الأزهر وتعليم المرأة، الأزهر الشريف والمكفوفون، علماء الأزهر درر الكواكب في سماء اللغة العربية، القدس في أعين الشعراء في مجلة الأزهر، الأزهريون والإصلاح، مراحل إصلاح التعليم في الأزهر، الأزهر مقصد الدارسين من العالم منذ أكثر من خمسمائة عام، علماء الأزهر ودورهم الوطني، علماء الأزهر في مواجهة الاحتلال الفرنسي والبريطاني، الجامع الأزهر في كتابات الرحالة والمستشرقين.

 

ويشارك الأزهر الشريف -للعام السابع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

 

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.