اثيوبيا تمنح الأمم المتحدة ممرا انسانيا مفتوحا في منطقة تيغراي
منحت الحكومة الإثيوبية الأمم المتحدة ممرا إنسانيا "بدون قيود" في تيغراي بعد نزاع مسلح دام أربعة أسابيع ومناشدات لإدخال المساعدات إلى المنطقة، وفق وثيقة اطلعت عليها الأربعاء وكالة فرانس برس.
والوثيقة الموقعة من الأمم المتحدة ووزير السلام
الإثيوبي تنص على توفير "ممر آمن ودائم ومن دون قيود للعاملين في المجال
الانساني لتقديم الخدمات للسكان الأكثر ضعفا في المناطق التي تديرها الحكومة في
تيغراي ومنطقتي الحمرة وعفر الحدوديتين" المجاورتين.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد الحائز جائزة نوبل
للسلام عام 2019، قد أطلق حملة عسكرية في تيغراي في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر
بهدف استبدال السلطات المحلية التابعة لـ"جبهة تحرير شعب تيغراي"
بـ"هيئات شرعية".
ويتصاعد التوتر بين السلطات الإثيوبية وجبهة تحرير شعب
تيغراي منذ تولى أبيي رئاسة الحكومة في عام 2018، واستبعد تدريجياً من الحكم الحزب
الذي هيمن على مدى ثلاثين عاماً على المنظومة السياسية والأمنية في البلاد.
وبلغ التوتر ذروته مع تنظيم انتخابات في تغيراي في
أيلول/سبتمبر، اعتبرتها أديس أبابا "غير شرعية"، وبعدها مع شنّ قوات
تيغراي هجوماً على قاعدتين عسكريتين في الإقليم، الأمر الذي تنفيه جبهة تحرير شعب
تيغراي، وأسفرت المعارك الأخيرة عن آلاف القتلى وعشرات آلاف النازحين إلى السودان،
ومنذ أسابيع تحذّر الأمم المتحدة من مخاطر كارثة إنسانية في المنطقة.
وقبل النزاع كان 600 ألف شخص - بينهم 96 ألف لاجئ إريتري
يعيشون في أربعة مخيمات - يعتمدون كليا على المساعدات الغذائية لتأمين الطعام في
تيغراي ويستفيد مليون شخص آخر من "شبكة أمان" غذائية، وفقا للمكتب
الأممي للتنسيق الانساني.
ويعاني سكان المنطقة نقصا حادا في المواد الغذائية
والمحروقات والسيولة، وفق المكتب الأمم للتنسيق الإنساني، كما أعلنت اللجنة
الدولية للصليب الأحمر نفاد تجهيزات طبية أساسية.
وكان مسؤول كبير في المنظمة الدولية طلب عدم كشف هويته
صرح الأربعاء لفرانس برس بان الاتفاق يسمح للأمم المتحدة وشركاؤها في المجال
الإنساني بنقل المساعدات "حيثما احتاج إليها الأشخاص". وأضاف ان تقديرات
أولية لحجم المساعدات على الأرض ستبدأ "فور حصولنا على الضوء الأخضر من فرقنا
الأمنية.
وفرضت الحكومة الإثيوبية تعتيما شبه كامل على تيغراي منذ
بدء النزاع. وقطعت شبكات الهاتف وخدمات الإنترنت ومنعت دخول الإقليم، ما جعل
التحقق المستقل من المعلومات التي يقدّمها كلا المعسكران، صعباً.
والأربعاء أعلنت شركة إثيو تيليكوم، المزوّد الحصري
لخدمات الاتصالات في إثيوبيا، أن الاتصالات عادت جزئيا في مدن بينها هوميرا ودانشا
وماي كادرا وماي تسيبري، وأعلنت الشركة أن خدماتها عادت بشكل كامل في مدينة
ألاماتا في جنوب تيغراي وأن العمل جار لإعادة ربط طل المناطق بالشبكة قريبا.
والسبت أعلن أبيي الانتصار معتبرا أن الحملة العسكرية
"أنجزت" بعد تأكيد السلطات الإثيوبية أن القوات الحكومية سيطرت بالكامل
على ميكيلي عاصمة المنطقة الانفصالية ومعظم مناطق تيغراي، لكن قادة جبهة تحرير شعب
تيغراي تعهّدوا مواصلة القتال وقالوا إن المعارك متواصلة في أنحاء عدة.
والثلاثاء قال رئيس منطقة تيغراي ديبريتسيون جبريمايكل
إن المعارك مستمرة في ثلاثة محاور على الأقل، اثنان منها "في محيط
ميكيلي" أما المحور الثالث ففي بلدة ووكرو الواقعة على بعد 50 كيلومترا إلى
الشمال، والأربعاء بحث ابيي مع ممثلي الأحزاب والمجتمع المدني التحضيرات
للانتخابات العامة المقبلة والمتوقّع أن تجرى أواسط العام 2021.
وجاء في بيان لرئاسة الحكومة أن الاجتماع تناول
"عدم المسارعة إلى الانتخابات ما لم يتم وضع الاسس اللازمة لها"،
و"ضرورة ضمان سيادة القانون قبل الاستحقاق"، وعيّن أبيي حكومة موقتة في تيغراي برئاسة مولو نيغا، وهو مسؤول
سابق في وزارة التعليم العالي الإثيوبية، وفق وكالة الأنباء الإثيوبية.
والأربعاء أوردت الوكالة أن مولو أعلن تشكيل هيئة إدارية
في مدينة شيري الواقعة على بعد نحو 250 كيلومترا شمال غرب ميكيلي، لكن محللين
يحذّرون بأن إدارة مولو قد تلقى مقاومة من سكان تيغراي.
ويقول قادة جبهة تحرير شعب تيغراي إنهم أبعدوا من مناصب
رئيسية بعد وصول أبيي إلى الحكم، وإن ملاحقات بتهم فساد طاولت العديد من مسؤولي
الحركة، وقد أوقف بعضهم.