الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

لبني عبد العزيز .. آخر حبات لؤلؤ الزمن الجميل

الأربعاء 15/فبراير/2023 - 12:22 م

هي احدي جميلات الشاشة العربية وصاحبة أجمل عيون مع البشرة السمراء منذ ظهرت وأصبح إسم" لبني" ملء الأسماع في مصر حتي أسماء شخصياتها في أفلامها سمي المصريين بناتهم بها مثل " جهاد" في فيلم “والله اسلاماه" و"هاميس" في فيلم "آه من حواء"

هي صاحبة أشهر مشهد خطوبة في السينما المصرية مع ماري منيب في فيلم "هذا هو الحب"، أول فنانة مثقفة خريجة جامعة أمريكية في السينما المصرية.

 

 

أيقونة الجمال المختلف والأداء الغير عادي عيون خضراء مع بشرة سمراء، دخلت السينما وهي لا تريد أن تكون فاتن حمامة ولا شادية بل تريد أن تكون لبني عبد العزيز فقط.

 

ولدت في القاهرة في 20 نوفمبر عام 1935 ، وتلقت تعليمها في مدرسة سانت ماري للبنات ،ثم أكملت تعليمها بعد ذلك في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. واكملت دراستها الماجستير في التمثيل في جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس.

 

جاءت بدايتها الفنية الأولى في الإذاعة عندما كان عمرها لا يتجاوز العاشرة، حين قام بزيارتهم في منزل الاسرة عبد الحميد يونس مدير البرامج الأوروبية بالاذاعة وصديق والدها، وعندما رآها أدهشته طريقة إلقائها للأشعار وذكائها وتلقائيتها في الحديث، فرشحها للاشتراك في برنامج «ركن الأطفال» الذي كان يذاع على موجات البرنامج الأوروبي.

 

ونجحت لبنى وتوطدت علاقتها بالاذاعة حتى أسند لها تقديم البرنامج وهي بعد لم تتعد الرابعة عشرة من العمر، وذلك لإجادتها التحدث باللغتين الفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربية. وظلت لبنى تعمل كمقدمة لركن الاطفال بدون أجر حتى صار عمرها 16 عاما، وهي ذات الفترة التي التحقت فيها بالدراسة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة شأن أبناء الطبقة المثقفة. ورغم الدراسة لم تقطع صلتها بالاذاعة بل زادت مسؤوليتها عن البرنامج بعد أن باتت تتولى اعداده وتقديمه وإخراجه أيضاً..

 

 

كان عشق لبنى للثقافة والفنون سببا في اشتراكها في فريق التمثيل أثناء دراساتها بالجامعة الأمريكية، حيث قدمت عروضاً مسرحية على مسرح الجامعة لفتت أنظار النقاد المسرحيين إلى موهبتها التمثيلية. . بعد انتهائها من دراستها في الجامعة، حصلت لبنى على منحة للدراسة في جامعة كاليفورنيا بأمريكا وهو ما أبعدها بعض الشيء عن هوايتها في عالم التمثيل. وبعد حصولها على الماجستير في الفن المسرحي والسينوغرافي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، راسلت لبنى جريدة الاهرام بعدد من التحقيقات التي كانت تكتبها عن استوديوهات هوليوود التي كانت تنقل أخبارها أيضاً، ثم ما لبثت أن عادت للقاهرة مرة أخرى لتعمل كمحررة بجريدة الأهرام ولتلعب الأقدار دورها في اقتحام لبنى عالم التمثيل مرة أخرى.

 

 

حدث ذلك في عام 1957 عندما كانت تعد لتحقيق صحفي تضمن المقارنة بين السينما الأمريكية والمصرية، وتطلب ذلك منها الذهاب إلى استوديو الأهرام لتلتقي هناك بالمنتج رمسيس نجيب والمخرج صلاح أبو سيف، الذين أدركا منذ اللحظة الأولى أنهما امام موهبة فنية تنبض بالتلقائية. فعرضا عليها العمل في السينما لكنها رفضت كعادتها. وهو ما دفع رمسيس نجيب إلى الذهاب لوالدها ليقنعه بأن يترك ابنته تدخل عالم الفن، فترك لها والدها الأمر برمته لتتخذ فيه ما تراه. فطلبت مهلة للتفكير إلا أن القدر لم يمنحها إياها، حيث فوجئت لبنى بالعندليب عبد الحليم حافظ يطلبها في اليوم التالي للقائه، فذهبت إليه ووجدت عنده أستاذها الكاتب إحسان عبد القدوس الذي كتب قصة الفيلم وكان جاراً وصديقاً لوالدها والمخرج صلاح أبو سيف، حيث اشترك الجميع في إقناعها ببطولة فيلم «الوسادة الخالية».

 

وحاول صلاح أبو سيف ان يقنعها بالسينما بعد أن جعلها تشاهد فيلم " شباب امراه" وكانت تتمتي أن تبدأ بفيلم" أنا حره" قبل" الوسادة الخالية" لأنها لا تعرف من هو عبد الحليم حافظ بطل الفيلم حتي اندهش الجميع من هذا الموقف وذلك لأن لبني عبد العزيز لا تسمع إلا ام كلثوم فقط وكان عبد الحليم حافظ في بداياته وقتها.

 


حاول الجميع اقناعها وكان العرض مغرياً بشكل لم تستطع رفضه، فخرجت من ذلك اللقاء وهي تحمل سيناريو الفيلم بين يديها. وعلى الرغم من أن أجر لبنى في ذلك الفيلم لم يتجاوز مبلغ 100 جنيه فقط، إلا أنها خرجت من الفيلم وهي تحمل تقدير الجمهور وإعجابه بها، فقد حقق الفيلم نجاحاً هائلاً عند عرضه وأصبحت قصة الحب التي جمعت بين «سميحة» و«صلاح»، حديث محبي السينما. وحتى الآن لا تزال تلك القصة واحدة من أشهر قصص الحب على الشاشة الكبيرة بل وانقسم الناس ضدها بسبب أنها ظلمت عبد الحليم حافظ ولم ننتهي قصة حبهما بالزواج حتي أن كثير من الجمهور أرسل لها خطابات تعنيف لها لأنها مهربتش مع عبد الحليم حافظ وتزوجته في الفيلم لدرجة كما روت لبني عبد العزيز نفسها أن الناس في الشارع يقولون لها "ليه ظلمتي عبد الحليم حافظ".

 

بعد هذا الفيلم قدمت مع الموسيقار فريد الاطرش فيلم" رسالة من امرأة مجهولة" وفي أحداث الفيلم نجد عكس احداث فيلم" الوسادة الخالية"  ففي هذه المرة ظلمها بطل الفيلم فريد الاطرش بعد حبها له تبرأ منها ناسيا ما حدث منه معها حتي نهاية أحداث الفيلم، حتي أن الناس في السينما قالوا " فريد الاطرش خد تار عبد الحليم حافظ"، وبعد ذلك قامت بالاشتراك في سبعة عشر فيلما آخر، وكان آخرها فيلم إضراب الشحاتين أمام الممثل الراحل كرم مطاوع وإخراج حسن الإمام

 

تزوجت من المنتج الكبير رمسيس نجيب بعد أن اشهر إسلامه وانتج لها أهم أفلامها "خلى بالك من زوزو"  كتب خصيصاً للبني عبد العزيز، هذا الفيلم الذى قدمته السندريلا سعاد حسنى واعتذرت عنه لبنى قائلة : المخرج حسن الإمام عرض عليّ هذا العمل حيث كان اسمه "بنت العَالمة" ثم بعد ذلك تحول اسمه إلى "خلي بالك من زوزو"، وكان الإمام يقول لي بعد ماقدمت أدوار الشحاته والخدامة لازم تكوني بنت علمة عشان ألونك، ولكن الحمد لله أني لم أشارك في هذا العمل حيث كان هدفى فى هذا الوقت أن أكون لبنى عبد العزيز ولذا أكره كلمة نجمة أو جميلة".

 

بعد  هذا  البريق السينمائي هاجرت مع زوجها الدكتور إسماعيل برادة إلى الولايات المتحدة ربما لأسباب سياسية وهروبا من سطوة مراكز القوى آنذاك.. حيث قضت ما يقرب من الثلاثين عاما قبل أن تعود مع زوجها وتستقر في القاهرة... وفي نفس الشهر الذي عادت فيه من عام 1998 قدمت لبنى مسلسلها الاذاعى الناجح (الوسادة لا تزال خالية) وذلك لاذاعة صوت العرب بمشاركة صباح وعمر الحريري وايهاب نافع وشريف منير وزهرة الاعلا وسمير صبري ومن اخراج احمد فتح الله .

 

كما شاركت ببطولة مسلسل عمارة يعقوبيان وتلته في عام 2010 بالمشاركة في بطولة مسرحية فتافيت السكر ثم فيلم " جدو حبيبي" مع محمود ياسين و بشري، متعها الله بالصحة والعافية