الجمعة 17 مايو 2024 الموافق 09 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

عمر الشريف وسيطاً بين السادات وإسرائيل

الأربعاء 09/سبتمبر/2020 - 05:01 م

في ١٠ يوليو ٢٠١٥ يرحل عنا ذلك النجم المصري العالمي عمر الشريف.. يرحل بعد رحلة مع الحياة بحلوها و مرها.. فقد عاش عمر الشريف حياة النجومية بكل ما فيها من شهرة واسعة و مال وفير و سهرات و نزوات و حب و فرح و سفر لجميع أنحاء العالم و علاقات في كل مكان علي الكرة الأرضية وبالرغم من كل أجواء النجومية التي عاشها فقد عاش الحرمان و الوحدة و الضيق و الضياع و فقدان الأهل و الأحبه و لمة العيلة 
كما أشار في العديد من حوارته

وعاش عمر الشريف ٨٥ سنة لنفسه و فنه و حياته بكل ما فيها ولم يكن يوماً طرفاً في خلاف مع أحد ولم يجلس يوماً علي موائد الملوك والرؤساء فهو فنان محب للفن و الحياة ولكل من حوله ولا يحب أن يؤذي أحد ولا يؤذيه أحد يعيش في حاله.. هكذا كانت حياة النجم المصري العالمي عمر الشريف .

ولكن فجاءة إختلفت هذه الحياة بعض الشئ بمكالمة هاتفية من أحد رجال الرئيس محمد أنور السادات الذي إتصل به في منزله بفرنسا ليُبلغه أن الرئيس محمد أنور السادات يريد أن يتحدث معه.. 

هنا أرتبك عمر الشريف ولم يصدق ما يسمع و بالفعل تحدث معه السادات بعد ما سلم عليه وقال له { إيه رأيك ياعمر لو روحت إسرائيل عشان مباحثات السلام معاهم  وأنا أخترتك عشان أنت تعرف يهود كتير عايزك تستطلع رأي الناس عندك 

وتكلم مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل بخصوص زيارتي دي }
لم يستطع عمر الشريف أن يتكلم كثيراً مع السادات فقد أصابته المفاجأة فلم يستطع إلا أن يقول حاضر و بعد إنتهاء المكالمة التي كادت أن تفقد عقل عمر الشريف إلا أنه سرعان ما إسترد عقله الذي هداه لما فيه الخير  متحدياً لنفسه و متحدثاً معها بكلمة  { أجرب } 

وبالفعل ذهب عمر الشريف للسفارة الإسرائيلية بفرنسا وطلب من السفير أن يتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن  حيث يحمل له رسالة خاصة من الرئيس محمد أنور السادات  وعلي الفور قامت السفارة الإسرائيلية علي قدم و ساق لمبعوث الرئيس السادات 

وتحدث  مناحم بيجن مع عمر الشريف بعد ما أثني بيجن علي فن و أفلام عمر الشريف المصرية و العالمية و هنا سهل بيجن علي عمر الشريف ما يحمله من رسالة سلام له فقال عمر الشريف { ما رأيك في زيارة رسمية من الرئيس السادات لبلادكم إسرائيل } 
فقال له بيجن { وقتها نستقبله إستقبال المسيح } 

وقد كانت هذه الزيارة التاريخية التي مازالت تتحدث عنها الأجيال وراء الأجيال والزيارة التي كتبها التاريخ بأحرف من ذهب رغم كثرة معارضيها من داخل مصر و خارجها وذهب السادات و ألقي الخطاب التاريخي في الكنيست الإسرائيلي بجملته الشهيرة { ياكل شعوب العالم أنشروا السلام } 

والغريب في الأمر أن عمر الشريف نفسه لم يكن يصدق أن هذه الزيارة الأهم في تاريخ الشرق الأوسط كان له الدور الأكبر فيها 

وعندما جاء عمر الشريف إلي مصر في ليقضي أجازته دعاه الرئيس محمد أنور السادات في منزله في ميت أبو الكوم وسط أسرته وإستقبله إستقبال حافل كما لو كان أحد أفراد أسرته وكانت الزيارة فيها العديد من الوزراء و السفراء و كبار رجال الدولة والمقىربين للرئيس محمد أنور السادات و أجلسه السادات بجواره و أقام لديه يومان في منزله في ميت أبو الكوم

هكذا إختلفت حياة النجم المصري العالمي عمر الشريف عن عهدها وعاش حياة سفير السلام بين بلده مصر و إسرائيل ليشارك بفاعلية بطي صفحات من الحروب بين البلدين