أول نزاع عسكري كبير خلال الـ30 عامًا الماضية.. عام على الأزمة الروسية الأوكرانية
يوافق اليوم الرابع والعشرون من فبراير الذكري الأولي للأزمة الروسية الأوكرانية حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في نفس اليوم العام الماضي شن عمليات عسكرية داخل الأراضي الأوكرانية، وبدأت الحملة بعد حشد عسكري طويل، والاعتراف الروسي بجمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد وجمهورية لوجانسك الشعبية، أعقبها دخول القوات المسلحة الروسية إلى منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، وبعد خطاب إعلان "بوتين" عن عملية عسكرية بهدف "تجريد أوكرانيا من السلاح واجتثاث النازية منها"، بدأ القصف على مواقع في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مناطق في العاصمة كييف.
انقلبت الأوضاع الاقتصادية ليست في روسيا وأوكرانيا فقط، بل تأثر العالم بأكمله، وارتفعت أسعار خام برنت فوق 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014، وزادت أسعار القمح التي تنتج منه روسيا وأوكرانيا 30% من إمدادات العالم، إلى أعلى مستوى له منذ عام 2008، وفاق مؤشر التضخم في الدول مستويات لم يصل إليها من قبل، وتسبب العمليات العسكرية بين البلدين، في أزمة اقتصادية عالمية وارتفاع غير مسبوق في الأسعار بكل دول العالم.
أسرعت دول أوروبا وأمريكا، وبعض الدول الأسيوية، في فرض عقوبات اقتصادية ضخمة على السلطات الروسية، ومنعت قادتها من دخول أراضيها، وجمدت أموال موسكو لديها، مما أدى إلى أكبر صدمة للاقتصاد الروسي منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991، حيث انهارت المؤشرات الروسية في البورصات العالمية، وفي يوليو 2022، تخلفت روسيا عن سداد سنداتها الأجنبية للمرة الأولى منذ الشهور الكارثية التي أعقبت الثورة البلشفية في 1917.
ووفق لتقارير غربية، ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية في صفوف العسكريين والمدنيين من الجانبين الروسي والأوكراني، ووصلت إلى حصيلة مفزعة، مع دخول الحرب عامها الأول، وبحسب بيانات صادرة من إدارة الأركان الأمريكية في نوفمبر 2022، سقط خلال الحرب حتى: 100 ألف جندي روسي ما بين قتيل وجريح - 100 ألف جندي أوكراني على الأرجح- 40 ألف مدني أوكراني -وتحوّيل ما بين 15 و30 مليون أوكراني إلى لاجئين".
ومنذ بداية الحرب، دخلت روسيا في أكبر مواجهة جيوسياسية مع المنظومة الغربية، ووقعت تحت أضخم قائمة عقوبات عرفها تاريخ العلاقات الدولية، كما وضع الاقتصاد الروسي تحت ضغوط طالت كافة قطاعاته.
وتعتبر "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، كما تسميها موسكو، أول نزاع عسكري كبير خلال الـ30 عامًا الماضية، تخوضه قوات تستخدم ترسانة شبه كاملة من الوسائل المتاحة للحرب على الأرض وفي البحر والسماء، حتى مع استثناء الأسلحة النووية.
ووسط هذه المعطيات، برزت في روسيا مقاربة سياسية وعقائدية جديدة، تقوم على حتمية إقامة نظام دولي متعدد الأقطاب، بعد أن غيّرت نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 مسار ميزان القوى العالمي، حيث لم تجد موسكو مكانا لها في المؤسسات التابعة للمنظومة الغربية، ما أدى إلى انهيار مدو لرهان النخبة السياسية التي أدارت شؤون البلاد مع مطلع تسعيينيات القرن الماضي، ورسمت مسارات علاقاتها الخارجية وتوجهاتها الاقتصادية، والتي كانت غربية النزعة.
من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب مقتضب خلال مهرجان وطني كبير في ملعب لوجنيكي في موسكو، أن روسيا تحارب حاليا في أوكرانيا من أجل "أراضيها التاريخية".
وتوصلت دراسة ألمانية حديثة إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية الجارية كلفت الاقتصاد العالمي 1.3 تريليون دولار في عام 2022.
ووفقاً للدراسة التي نشرها المعهد الاقتصادي الألماني (IW) يوم الثلاثاء، تأثرت الاقتصادات الغربية بشكل خاص حيث فقدت ثلثي إنتاجها العالمي، وفقاً لما ذكره موقع "The Meghalayan"