حكاية قاتل متسلسل .. "عبد العالي الحاضي" هتك عرض 9 أطفال ثم قتلهم.. واعترف: جعلوني مجرمًا بعد تعرضي لاغتصاب جماعي.. ورحب بالشرطة عند القبض عليه: "كنت أنتظركم"
"عبد العالي الحاضي" هو القاتل المتسلسل الأشهر في المغرب" حيث لُقب بـ"جزار لحوم الأطفال"، حيث كان تخصصه الإجرامي في قتل الأطفال عقب هتك عرضهم، ولم يكن يفعل ذلك سوى بدافع التلذذ والشعور بالنشوة الجنسية، حيث قتل العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عامًا، فتم تلقيبه بـ"جزار تارودانت"، وتارودانت هي المدينة المغربية التي ولد فيها عام 1962.
وفاة الأم.. نقطة تحول في حياة عبد العالي الحاضي
ولد القاتل “الحاضي” في مدينة “تارودانت” بالمغرب عام 1962، وكان طفل من أسرة بسيطة، يحب والدته كثيرًا حيث كانت الشخص الأقرب له في الحياة، ما تسبب في انهياره نفسيًا عقب وفاتها، فبمجرد علمه بخبر وفاتها خرج مباشرةً للشارع، وظل يفكر كثيرًا بها ويبكي كالأطفال، ومنذ تلك اللحظة انقلبت حياته رأسًا على عقب، واتخذ العديد من القرارات التي دمرت حياته والتي كان من أهمها ترك مسيرته التعليمية.
لم تتوقف صدمات عبد العالي الحاضي عند وفاة والدته، بل تعرض للأبشع والذي حوله لقاتل فيما بعد، حيث كان عبد العالي نحيل وضعيف الجسم ما جعله عرضة للتعدي عليه خاصةً في ظل ظروفه الأسرية التي جعلته وحيدًا بعدما تزوج والده وأنجب أطفالًا، ولم يهتم به والده أو زوجة أبيه.
تعرض لهتك العرض عدة مرات ، أحيانًا من أحد أقاربه، وأحيانًا من أحد جيرانه، حتى أنه في مرة تعرض لاعتداء جماعي قام به 14 شخص من نفس سنه تقريبًا، ولم يتمكن من إنقاذ نفسه من بين أيديهم، حيث ظل يصرخ ويتألم ويستغيث بمن حوله ولكن دون جدوى، فلم يتركوه وشأنه وظلا يتنمران عليه ويتناوبوا في هتك عرضه، وكانت هذه الجريمة الأبشع التي غيرت مجرى حياته من ضحية لجاني.
ورقة تنهي حياة عبد العالي الحاضي
في يوم 20 أغسطس 2004، شهدت المغرب فاجعة كبرى، حيث استيقظ بعض السكان على عويل الأطفال والكبار، وتعالت الصيحات لاكتشافهم 8 جماجم وبقايا عظام بشرية تم التوصل إلى أنها تعود لأطفال اختفوا منذ عدة أشهر.
ووجد المحققون بمسرح الجريمة ورقة تحتوي على اسم مطعم الحاضي، وبإجراء التحريات تم التوصل لصااحب المطعم وهو شقيق القاتل الذي أخبرهم أن شقيقه يعمل معه مساعد، وأرشدهم عن عنوانه.
وظلت التحقيقات مستمرة حتى تبين أن الجاني قتل هؤلاء الضحايا الأطفال وهتك عرضهم.."عبد العالي الحاضي" كان يستدرج ضحاياه من محطة المسافرين بتارودانت، بحجة أنه سوف يجود على ضحاياه من الأطفال المشردين وماسحي الأحذية بالطعام في الكوخ الذي يقطن به، وبمجرد كسب ثقتهم ودخولهم الكوخ، يسارع في الهجوم عليهم والتعدي جنسيًا عليهم، ولا يكتفي بالوصول للنشوة، حيث لا يصل لذروة نشوته سوى بقتلهم خنقًا، ثم دفن جثثهم تحت التراب حيث يسكن.
ولكن بعد أن قررت الجهات المسؤولة إنجاز تجزئة سكنية بالأرض التي بنى بها كوخه، جمع بقايا جثت ضحاياه الثمانية، وألقاها بالواد الواعر بمدينة تارودانت، مشيرًا أن لديه ضحية أخرى قاصر يبلغ من العمر 17 عامًا، موضحًا أنه هتك عرضه أيضًا ثم قتله وألقى بجثته بمطرح للنفايات، ليصبح ضحاياه تسعة أطفال.
الحاضي للشرطة: كنت أنتظركم لتنقذوني من عذابي
وكانت الصدمة عندما دخل رجال الشرطة على القاتل في عام 2004 حيث قام بالابتسام لهم والترحيب بهم وكأنه ينتظرهم منذ وقت طويل، قائلًا: “كنت أنتظركم لتنقذوني من عذابي.. كنت أعاني ليل نهار.. أريد أن أنام وأن أشفى.. اقبضوا عليّ".
وخلال التحقيق مع عبد العالي الحاضي، أقر أنه بسبب تعرضه للاغتصاب من شبان في نفس عمره بعد وفاة والدته، تدمرت نفسيته، وخلال محاكمته سأله القاضي عما إذا كان يشعر بالندم لارتكابه تلك الجرائم، فكان رده: “ كنت بكل مرة أشعر بالنشوة الجنسية معهم وأتلذذ بذلك فأقوم بقتل المزيد واغتصابهم".
وبعد عام من المحاكمة، وتحديدًا في 2005 أُسدل الستار على جرائم عبد العالي الحاضي، حيث تم الحكم عليه بالإعدام، ولكن لم يتم تنفيذ ذلك الحكم، بسبب عدم تطبيق عقوبة الإعدام في المغرب واستبدالها بالسجن المؤبد، وظل بسجن "مول البركي" 18 عامًا حتى مات بداخله في مايو الماضي.