الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

قصة كفاح سيدة بدوية.. كسرت العادات والتقاليد "لا تعليم لسيدات البدو" وعلمت نفسها وزوجها وأبنائها

الإثنين 27/مارس/2023 - 07:01 م
مصر تايمز

 

أم حسن، سيدة مصرية من سيدات البدو، قررت أن تعلم نفسها وتقضي على أميتها من أجل إثبات ذاتها، ومن أجل أن تثبت للجميع أن سيدات البدو لاتقل أهمية عن اى سيدة فى مصر، بل قررت أن تصير انسانه متعلمة تتحدى كل الظروف والصعاب، وتكسر كل العادات والتقاليد، وتقضى على المثل الشائع لا تعليم لسيدات البدو.

اتفقت مع زوجها أن تبدأ رحلة التعليم على كبر، زوجها رفيق الكفاح قرر أن تتعلم هي أولا من أجل مساعدة أبنائها، وبرغم التحديات ، ونظرة المجتمع البدوى لها، إلا أنها قررت التحدي والنجاح ، وان التعليم أساس الحياة ، وبالتعليم ترتقي الأمم.

 

قررت أم حسن، أن تخوض مرحلة محو الأمية، دخلت فصول محو الأمية، والعزيمة والإصرار اجتازت محو الأمية، وسعرت الليالى وحصلت على شهادة محو الأمية بنجاح وامتياز .


رحلة الكفاح والنجاح 

 

حصلت أم حسن على شهادة محو الأمية، ولم يتوقف الطموح عند هذا الحد بل قررت تكملة المسيرة بتشجيع من زوجها ، ثم حصلت على الشهادة الإعدادية وحصلت على دبلوم صنايع  لتكون قدوة لكل سيدات البدو بمدينة دهب السياحية.
 


تعليم سيدات البدو
 


ذاع صيتها بين سيدات البدو لإصرارها على التعليم الذى ساعدها زوجها وأثر على تعليمها من أجل أبناءها وشجعها على ذلك حتى حصلت على دبلوم الصنايع.

لم تتوقف، وهي سيدة من سيدات البدو عند هذا الحد بل يراودها حلم الالتحاق بالجامعة وكيف لا وهى التى كسرت كل القيود وتعلمت وصارت من أشهر المعلمات بمدينة دهب.
 


حصلت على محو الأمية عام 1999
 

تقول أم حسن، إنها حصلت على شهادة محو الأمية عام 1999 ثم حصلت على الشهادة الإعدادية عام 2002 وحصلت على  دبلوم الصنايع عام 2005.

وأكدت، أن دافع زوجها لها كان السبب فى التعليم بالرغم من أن ذلك كان صعب على المجتمع البدوى الذى يصعب فيه تعليم الفتاة زمان لكن تغير الحال بعد حصولها  على الدبلوم.


علمت نفسي وزوجى وأولادي
 

وأكملت، حديثها ل"مصر تايمز" أنها قررت أن تعلم أولادها  بنفسها ونعلم زوجها وظلت تعلم زوجها حتى حصل على شهادة محو الأمية وعلمت نجلها الكبير حسن حتى حصل على دبلوم الصنايع، وعلمت ابنها الأوسط حتى حصل على معهد سياحة وفنادق، وابنتها ضحى الان تدرس بكلية الدراسات الإسلامية بالصف الثانى بالإضافة إلى أنها تدرس بالتمريض الخاص.
 


فصول محو الأمية
 

وكشفت، أنها قامت بفتح العديد من فصول محو الأمية، وقامت بتعليم المئات من سيدات ومشايخ وأبناء البدو المتسربين من التعليم،  وحصل منهم العشرات على كليات مختلفة منها الحقوق والآداب والتربية ولها تلاميذ يدينون لها بالفضل وأنها فتحت لهم الطريق للتعليم لان العلم نور والجهل ظلام.


19عام فى تعليم ومحو أمية الكبار بدهب
 

19 عام وتواصل أم حسن تعليم الكبار لمحو أميتهم من الشباب والفتيات والسيدات والمشايخ بمدينة دهب السياحية ، رغم صعوبة ذلك ، لكن كان لنجاحها مفعول السحر لدى السيدات والمشايخ ، حتى يستطيعون القراءة والكتابة لمواجهة الحياة .

ولاتزال أم حسن تقوم بتعليم الكبار من أبناء دهب، رغم مسؤوليتها تجاه بيتها وأسرتها.
 


أدين بالفضل لزوجى
 

وقالت: "أدين بالفضل لزوجى الذى ساعدنى وشد من ازره وأصر على تعليمى وأصر أيضا على دخولي الجامعة المفتوحة لاستكمال احلامى التى لا تنتهي".
 


الحلم سيصبح حقيقة
 

وتشير المعلمة، أن حلمها لم  يتوقف عند الحصول على مؤهل متوسط فقط بل حلمها أن تكمل دراستها فى الجامعة،  فقدمت لها ابنتها فى جامعة القاهرة للتعليم المفتوح، فرع طور سيناء لاستكمال دراستها فى كلية التجارة.



وتقول ام حسن أن ابنتها ضحى تعلمت منها الكثير والإصرار على التحدي والنجاح فقد حصلت على دورتين بأكاديمية ناصر العسكرية وتعتبر أصغر فتاة تشارك فى أكاديمية ناصر العسكرية، وأعجب بها قادة القوات المسلحة والأكاديمية ويتوقعون لها مستقبل باهر، لثقافتها العالية وأدبها وحسن تربيتها، وتدرس فى أكثر من مجال تمريض ودراسات إسلامية فى وقت واحد وهي تتحدى نفسها وتتحدى الجميع أنها قادرة  على اجتياز كل الامتحانات .


حلمي أشتغل في وظيفة


 

تطالب أم حسن اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء بإصدار أوامره للمسئولين بدهب أن أعمل موظفة بمجلس المدينة حتى لو بعقد، من أجل تحقيق ذاتى ورد الجميل لما قدمته للمجتمع السيناوى، وقمت بمحو أمية المئات من أبناء دهب ومازلت اقدم العطاء لنقضى على الأمية بدهب وجنوب سيناء بفضل المسئولين عن محو الأمية وتعليم الكبار بجنوب سيناء وعلى رأسهم أيمن ماضى مدير فرع محو الأمية وتعليم الكبار بجنوب سيناء وتامر مدير دهب لمساعدتهم لها وإتاحة الفرصة لتعليم الكبار ومحو أميتهم.
 

أم حسن نموذج رائع للسيدة البدوية، تتمتع بسمعة طيبة بين الجميع، ويتعبرها أبناء البدو معلمتهم المخلصة بدون مقابل ، فتستحق  أن تكون بطلة قصة الكفاح ورحلة النجاح، وتخريج المئات من أبناء البدو بالكليات المختلفة ، والذى اعتبروها مثلهم الاعلى فى النجاح والكفاح.