بعباءة بيضاء وقلادة صليب.. حكاية "كاتي" أول مسحراتية مسيحية تجوب شوارع مدينة دهب

منذ نشأة مدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء وشهرتها في التسعينات من القرن الماضي، لم يسمع بها صوت المسحراتي؛ لأنها مدينة سياحية ويغلب على طابعها السهر ولها عشاق ومحبي الهدوء والبحر والغطس والرمال الذهبية من المصريين الذين تزايد أعدادهم بشكل كبير إلي جوار البدو والأجانب والمقيمين بها .

"اصحى يا نايم وحد الدايم".. بهذه العبارة تجوب سيدة تدعى كاتي ظريف  قبطية، في العقد الرابع من عمرها، تعمل مدربة غطس، تقيم بالمدينة من عام2022 ، تتميز  بخفة الدم واللطف، شوارع مدينة دهب بجنوب سيناء، مرتدية عباية بيضاء وقلادة الصليب وفي يدها طبلة المسحراتي، لإيقاظ المسلمين قبل الفجر لتناول وجبة السحور، مقررة أن تعيد أجواء رمضان التي يفتقدها الكثير من قاطني دهب، ولم تكتف بذلك، بل تشارك بنفسها في إعداد السحور، لتحظى برد فعل إيجابي بعد نشرها البهجة في شوارع المدينة.

حكاية "كاتي" أول مسحراتية مسيحية تجوب شوارع مدينة دهب 

فوجيء أهالى مدينة دهب ، وخلال شهر رمضان بصوت المسحراتى ، وعلى غير العادة سمع الأهالى  صوت مسحراتى يجوب الشوارع ، المسحراتي يرتدى عباية بيضا،  خرج الأطفال والكبار يستطلعون من هو المسحراتي الذي جاء هذا العام لمدينة دهب، ففوجىء الأهالى ان المسحراتي سيدة  تتميز بحسن وحلاوة الصوت، وتنادى  "اصحى ينايم وحد الدايم رمضان كريم ".
 

خرجت الأهالى تستطلع المسحراتى صاحب الصوت الجميل برقتة ونعومته، ومع اقتراب الصوت منهم  وجودو شابة مليحة ترتدي الجلباب الأبيض، وتحمل طبلة. وسارع الجميع لإلتقاط الصور التذكارية معها، وفوجىء الجميع أن المسحراتي مسيحية تجوب شوارع دهب لإيقاظ النايمين لتناول السحور .

تقول كاتي: المسلمون أصدقاء لي وأخوة وشركاء في الوطن، أشاركهم أفراحهم وأعيادهم كما يشاركوني مناسباتنا، نحن المصريون نحب الأفراح والأعياد، وأنا فعلت ذلك لأدخل علي أصحابي وأصدقائي المصريين الفرحة فى سعر رمضان .

وتوضح كاتى: عن تجربة المسحراتي  :"حبيت أفرح حبايبي وأصحابي المسلمين، كل ما أقعد معاهم ألاقيهم بيحنوا لأجواء رمضان، فاستلفت منهم الجلابية البيضا والطبلة وعملت مسحراتي، وحبيت أقولهم كل سنة وأنتم طيبين بطريقتي، وأشاركهم رمضان بمعرفتي، وأأكد لهم إني باحبهم واتمني لهم السعادة".

وبمقدار سعادة الشباب والأهالي في دهب بالمسحراتي القبطية كاتي، بمقدار ما أسعدوها بالحفاوة والاستقبال وبالحرص علي التقاط الصور معها، لتخزين ذكري جميلة في هواتفهم وحياتهم.

وتؤكد كاتى : جاءت فكرتى عن  المسحراتي لإسعاد اصحابى من المسلمين ،  استلفت عباية بيضة من أحد أصدقائي المسلمين وعشان الناس تعرف إننا واحد ومفيش فرق بين مسلم ومسيحي مسكت قلادة الصليب في إيدي، وجبت طبلة وبدأت أصحي الناس في الشوارع والمناطق القريبة مني.

وتابعت كاتي ظريف: كلنا كبرنا على وجود المسحراتي في رمضان، وكنت طول الوقت بشوفه بيعدي من شارعنا في القاهرة وأنا صغيرة، والمهنة دي لا تقتصر على المسلمين فقط، لإن كلنا شعب واحد مسلمين ومسيحيين، أنا كبرت في بيوت صحابي وكنت بشاركهم الإفطار في رمضان، وطول الوقت وأنا صغيرة كنت حريصة على شراء الفانوس وتعليق الزينة كل سنة.

وأضافت كاتي، السنة دي حبيت أشارك صحابي في إعداد وتحضير وجبات السحور، وبالفعل اشتريت دماسة الفول وبحضر يوميًا بعض الوجبات التقليدية زي الفول والطعمية، مضيفة: الكل فرحان ومبسوط بالفكرة، وخصوصًا أولادي، ومن أبرز المواقف الإيجابية رد فعل رجال الشرطة في الشوارع لما عرفوا إن أنا مسيحية وبسحر الناس في رمضان.

وأوضحت كاتي أنها تخرجت من كلية هندسة علوم الحاسب، ولكنها تركت الهندسة لتعمل كـ مدربة غطس في مدينة دهب منذ عام 2002، مشيرة إلى أنها أحبت هذه البلدة ومهنة الغوص منذ أول زيارة لها.