الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

الأكل بيختفي والبيوت بتولع لوحدها.. أهالى قرية الترامسة في قنا يستغيثون بشيخ الأزهر:"انقذنا هنموت من الرعب"

الأربعاء 29/مارس/2023 - 01:44 م
جانب من  اللقاء
جانب من اللقاء

لا أحد ينسى ما كانت تمر به قرية الترامسة في محافظة قنا، من جحيم النيران التي ظلت سنوات تلتهم منازلها إضافة للخسائر الفادحة التي نالت كل أبنائها، وأصبحت وقائعها قضية رأي عام، وتدخل فيها مئات الشيوخ على مستوى الجمهورية حتى هدأ الوضع وبات أهلها يعيشون في سلام مرة أخرى، لكن الفرح لم يدم طويلًا وبعد 8 أعوام جحيم النيران يعود من جديد للقرية.

 

الأكل بيختفي والبيوت بتولع لوحدها.. أهالى قرية الترامسة في قنا يستغيثون بشيخ الأزهر:"انقذنا هنموت من الرعب"

 

 

يعيش 5 أسر من عائلة واحدة بقرية الترامسة مأساة بكل ما تحمله الكلمة يسكنون الشارع بأطفالهم، منازلهم تحولت عشش للفراخ وأجهزة منازلهم ملقاة بالزراعات، كل ما نجده هو براميل وجرادل ممتلأة بالمياه لإطفاء النيران المستمرة في الاشتعال دون سبب داخل كل ركن في منازلهم حتى داخل الثلاجات وفي أجولة الدقيق تهب النار فجأة!! أحداث وتفاصيل صادمة ومرعبة يرويها المتضررين من النيران بالقرية، سوف نتعرف عليها خلال السطور التالية:

التقى "مصر تايمز" بالأسر المتضررة من اشتعال النيران داخل قرية الترامسة، بعد عدة استغاثات لإنقاذهم من الحرائق المستمرة وكانت حالتهم مُحزنة أكثر من 19 فرد يسكنون الشارع بينهم مُسنين وأطفال الذين تقترب منهم الأمراض شيئًا فشيئًا من شدة الرعب الذي يعيشونه كما قالوا ذويهم.

 

قال حماده سلامة أحد أفراد العائلة، إن النيران تشتعل فجأة داخل المنازل منذ فترة طويلة دون سبب واضح، وكانوا يعتقدون في البداية أنها قد تكون بفعل فاعل من قبل أطفالهم أثناء اللهو، ولكن الحرائق كانت تزداد وتشتعل في أماكن صعب الوصول إليها من الأطفال تهب على السرير وهم نائمون وداخل التلاجات وفي منتصف الملابس والأسقف، وتم تحرير محضر في مركز الشرطة لكن لم يظهر أي سبب لاشتعال النيران حتى الآن.

"انقذنا يا شيخ الأزهر هنموت من الرعب" بهذه الكلمات وجهت السيدة "حنان جيلاني" وهي تصرخ في الشارع استغاثتها إلى الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، لإنقاذهم من خطر الحريق الذي دمر كل منازلهم وأجهزتهم، إضافة لرشق الأحجار عليهم وهم جالسون فجأة وسبق وطفلها أصيب وتسبب الحجر في ورم برأسه مع نزول مياه من الأسقف عليهم.

 

وأضاف "أحمد عبيد" أن كتب القرآن الكريم احترقت والدقيق ويقومون بتشغيل القرآن ليلًا نهارًا وعند وقوع حريق يتوقف القرآن فجأة ثم تشتعل النيران وداخل البطاطين المحتفظين بها في أكياسها، والأكل والأموال والذهب يختفي نهائيًا، وخزين القمح لكل أفراد العائلة دمرته النار، مشيرًا أنهم يعيشون في ورديات فيما بينهم تحسبًا لنشوب حريق فيسرعون للإطفاء خوفًا وحرصًا على حياة أطفالهم.

وأوضح "حسن سلامة" أن ظروفهم المادية صعبة ويسكنون في بيوت من الطوب اللبن آيلة للسقوط بسبب المياه التي يستخدمونها لإطفاء النيران التي تشتعل بصفة مستمرة، ولا يملكون أماكن بديلة، وعند نقل أي مستلزمات لمكان آخر تشتعل النيران فيه وتدمر مستلزماتهم فقط ولا تمس أي شئ لا يخصهم ولا تقترب من منازل جيرانهم، فقط منازل عائلتهم وأجهزتهم.


"احنا خايفين العيد ياجي" بهذه الجملة ختم أفراد العائلة حديثهم بسبب توقف اشتعال النيران في منازلهم بداية من شهر رمضان الكريم وآخر واقعة كانت قبله بيوم اشتعلت 7 مرات في ساعة واحدة، موجهين استغاثاتهم لشيخ الأزهر وفاعلين الخير لإنقاذهم حيث استعانوا بعدة شيوخ يسلبون منهم الأموال دون فائدة ودون تفسير لسبب نشوب الحرائق بصفة مستمرة داخل منازلهم فقط، ولم يكن في استطاعاتهم الاستعانة بشيوخ أخرى ودفع أموال لهم "انقذونا".