من الذاكرة.. حكاية الشهيد "عبدالله" ضحية رصاص الإرهاب بشمال سيناء
يشهد شهر رمضان حالة خاصة من الألفة والتجمعات على مائدة الإفطار والسحور، وتتزين المنازل والشوارع بالمناظر الجميلة الرائعة، طقوس روحانية تسعد الأنفس وتسر القلوب وتضيف بهجة على الأسر، تلك المشاهد حُرم منها أسر الشهداء ضحايا الإرهاب والخارجين عن القانون، منهم الشهيد "عبد الله أحمد عبد الله" والذى رثاه الجميع وقت شهادته، ومازال حيًا فى قلب أسرته.
بعيون تفيض منها دموع الفرح لاستشهاده، وأخرى حزناً على فراقه واحتسابه من الأحياء في الجنة، بعدما استشهد في هجوم من التكفيريين عليه أثناء قيامه بتوزيع المؤن للمعسكرات، وكان يبلغ من العمر 21 عامًا.
وعن عاداته خلال شهر رمضان المبارك، يتحدث والده لـ"مصر تايمز" قائلًا: "احنا مقيمين في قرية كوم المنصورة، مركز أبنوب، محافظة أسيوط، عبدالله كان يقرأ القرآن يومياً ويحافظ على ذلك الوقت الذى يقضيه مع كلام الله، ويشارك الأطفال في بهجتهم باستقبال شهر رمضان بإحضار الزينة وتعليقها في الشارع، وكان يشعر بالسعادة من تلك النظرة التى يراها فى عيون الأطفال وكأنه عاد في الحال إلى طفولته ويجمعهم لأداء صلاة التراويح بالمسجد ليشجعهم على حب الصلاة والانتظام فى الشعائر الدينية، كذلك حريص على إفطار اول يوم في رمضان مع أسرته إن أمكن ذلك، كما شارك في أعمال خيرية كثيرة، ويقوم بتناول وجبة الإفطار مع خطيبته".
أما عن اكلاته المفضلة، تقول "إلهام" عمة الشهيد، أنه لم يعترض على وجبات تقدم له بل كان دائم الرضا ويقول" جميع الأكلات نعمه من الله وتسلم الايد اللى جهزت"، وكان يشارك دائمًا في إعداد الفطار مع أسرته في المنزل.
_ هادئ وخفيف..نشأة الشهيد "عبدالله"
ويقول والد الشهيد أن نجله وُلد في 16/6/1996، وكان طفل هادئ الطباع، خفيف الروح، مرح، لا تفارقه الإبتسامة رغم ما به من صغره، يحتل المرتبة الرابعة بين إخوته الخمس، ألتحق بالكتاب لحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية مثل أقرانه، واستمر في دراسته متفوقًا حتي التحق بكلية التربية ومن ثم الحربية.
ويستكمل الأب حديثه لـ"مصر تايمز"، بأحلام كانت تراوده وتمني تحقيقها، ومنها دخوله كلية الحربية بعد صعوبات، حيث أجرى كل الإختبارات وأثناء الكشف الطبي استبعده طبيب العظام لأنه غير لائق، لكنه كان متأكدًا أن هذا غير صحيح، وقدم تظلم بذلك والتحق بها.
مؤن وأعمال خيرية.. الساعات الأخيرة من حياة الشهيد
وتخرج الشهيد من الكلية الحربية عام 2017، وكتب منشور على صفحته الخاصة بموقع فيسبوك "وجه رصاصتك حيثما شئت فى جسدى فاليوم أموت وغدا تحيا بلادى"، وتخصص بسلاح المدرعات، تم تعيينه فى المنطقة المركزية لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى رفح في شمال سيناء واستمر بها حتي استشهاده في 13/6/2022.
وبعيون تملؤها الحسرة والندم، يستكمل والد الشهيد حديثه عن الساعات الأخيرة في يوم إستشهاده، قائلًا "كان يقوم بتوزيع المؤن على الأكمنة التابعة له فى الخدمة، وفي طريقه بقرية المطلة برفح شمال سيناء، فجاءه مجموعة من التكفيريين، واجههم البطل بعد استشهاد السائق وباقى المجموعة، رغم إصابته حتى آخر نفس في حياته، وجاء الدعم وقام بنقل الجثث، قبلها بساعة واحدة كان معنا فى إتصال هاتفي، ثم فوجئنا بأحد أصدقائه ينشر صورته وينعيه على فيسبوك، حاولنا مراراً وتكراراً الوصول إليه لكن دون جدوى حتى الساعة العاشرة مساءًا تأكدنا من الخبر، ومن أغرب الصدف أن تاريخ ميلاده هو نفسه تاريخ دفنه 16/6".