كنوز في يحيي و كنوز
في متعة مشاهدة الأعمال الدرامية في رمضان نشاهد ونستمتع بوجبة درامية دسمة فيها كل ألوان الدراما المتنوعة والمنتقاة مع أحب وألمع نجوم مصر ولكن كان دائماً سؤال مهم يطرح نفسه...
أين دراما الأطفال في رمضان ؟!!
تلك الدراما التي كان يجتمع عليها الكبير قبل الصغير منذ فوزاير عمو فؤاد للعظيم الكبير فؤاد المهندس والتي بدأت في أوائل الثمانينيات واستمرت لأكثر من 15 عام ثم مرحلة بوجي وطمطم التي ظهرت أيضاً في منتصف الثمانينات واستمرت ما يزيد عن عشرة أعوام ثم رائعة الدكتورة مني أبو النصر مسلسل بكار وروعة وجمال صوت الكينج محمد منير وهو يغني بكار هذا العمل الدرامي للأطفال الذي ارتبط بنا ارتباط وثيق هذه هي أشهر وأهم دراما رمضان للأطفال التي ارتبطت بنا وارتبطنا بها ارتباط المحب لحبيبه وشكلت فينا أجمل ذكريات حياتنا .
ثم غابت دراما رمضان للأطفال نهائي ولم تعد في خريطة رمضان دون أي سبب بالرغم من مدي أهميتها ولطالما كنا ننتظر سنوياً في خريطة رمضان كل عام أن نشاهد عملا جديداً دون جدوى وطال الإنتظار لأكثر من 15 عاماً دون عملاً جديداً للأطفال في رمضان وأصبح دراما رمضان للأطفال ماضي جميل كلما إشتقنا إليه نعيد مشاهدة الأعمال السابقة بحب وحنين وترحم علي الماضي الجميل وكل من قدم لنا هذا الماضي الجميل إلي أن حدثت المعجزة و تم الإعلان عن عمل فني للأطفال في رمضان العام الماضي بمسلسل يحيي و كنوز هذا العمل الجديد قلباً و قالباً
يطل علينا بشكل جديد و مختلف و كان مسلسل بحق مختلف بعيداً عن حكايات خيالية أو أسطورية أو من وحي حكايات سمعنا عنها أو حودايت فيها عظة وعبرة و حكمة و معلومة
فكان هنا الاختلاف و التميز أيضاً.. وكانت مهمة صعبة جداً علي صناع مسلسل يحيي و كنوز وبالفعل استطاعوا أن يقدموا لنا عملاً فنياً بعيداً عن كل ما فات و متميزاً بشكل كامل و عظيم ليس فقط مختلف و متميز بل عملاً فنياً تاريخي وخالد، من السهل أن تقدم عملاً فنياً ناجحاً ونجاح ساحق ولكن من الصعوبة جداً أن يكون هذا العمل تاريخي وخالد يعيش من جيل لآخر و يشاهده بمتعه و حب الكبير و الصغير لما يحتويه من كم عظيم من معلومات و حقائق تاريخية موثقة بشكل فني مبهر و مميز يجعله يعيش و يُشاهد علي مر الزمان و الأجيال .
وبالرغم من أن أعمال الأطفال الفنية أصعب بكثير جداً الأعمال الدرامية للكبار فصناعة و صياغة عمل فني للأطفال و في رمضان فهي بلا شك مهمة صعبة جداً و تحدي كبير، وهذا ما حدث في مسلسل يحيي و كنوز الذي أبدع فيها الكاتب و السيناريست محمد عدلي ليقدم لنا وجبة فنية تاريخية بشكل فني عظيم
مجرد الفكرة نفسها مبهرة و عظيمة.. عظيم جداً أن تفكر في الطفل و تنمي عقله بمعرفة تاريخ وطنه العظيم ليعي من صغره أن بلده هي بلد الحضارات الأولي للعالم كله.. فكرة معرفة تاريخ مصر بصورة مبهرة و شكل فني مختلف و معلومات دقيقة موثقة من مصادرها الصحيحة دون مبالغة و بشكل مبهر يجعلك تشعر أنك أمام عمل فني عظيم وليس عمل درامي فني للأطفال.
فقد أزعم أن هذا العمل الفني يشاهده الكبير قبل الصغير بشغف و حب للمعرفة و التعليم و الإستكشاف لمعلومات يجهلها البعض بل و الكثير منا نحن الكبار وقد يكون هذا العمل الفني عملاً قومياً وطنياً بكل ما تعينه هذه الكلمة فـ التعرف على تاريخ مصر القديم فهو من أهم الأعمال الوطنية المشرفة خاصةً إذا كان هذا العمل موجه للأطفال .
وها هو للعام التالي علي التوالي يقدم الجزء الثاني بمنتهي البراعة و النضج و الروعة و التشويق فعنصر التشويق في هذا العمل كان له بالغ الأثر في إلتفاف الكل حوله خاصةً في هذا العام وجود معلم الإشارة لذوي الهمم يشرح ما يدور في المسلسل حلقة بحلقة والجميل في هذا أن معلم الإشارة يشبه عناصر العمل علي هيئة طفل صغير أخيراً و بكل حب و تقدير لصناع هذا العمل نستطيع أن نقول أن لدينا عمل فني للأطفال في رمضان.
فقد جمع هذا العمل بين كونه عمل للأطفال فهو أيضاً مفيد للكبار إلي جانب أنه عمل وطني و تاريخي و تربوي و يأتي ظهوره في وقت هام
وإستطاع أن يخاطب أطفال هذه الأيام بكل مدراكهم الواسعة بفعل السيوشيال ميديا التي طغت علينا كبيراً كان أو صغيراً بشكل كبير جداً إكتشفنا كنوز لم نكن نعرفها في هذا العمل يحيي و كنوز .
شكراً لمن فكر و شارك في ظهور هذا العمل الذي يخلد مع الأعمال الفنية العظيمة .