من الذاكرة.. حكاية عريس الجنة "محمود ناجي" شهيد الغدر بسيناء.. وأسرته: مفتقدينه في رمضان
تعم الفرحة والبهجة بقدوم شهر رمضان، يبادر الجميع في تعليق الزينة وإعداد موائد الرحمن وتجهيز الوجبات، إلا منازل الشهداء تنقصها الفرحة ويغيب عن أهلها بطل، وخاصة بجنوب سيناء بالرغم من قلة شهدائها المقيمين على أرضها، الا أن الحزن يخيم عليها دائمًا، وفي سمائها تطلق رصاصات الارهابيين وتسكن بصدور أبنائها.
من الذاكرة.. حكاية عريس الجنة "محمود ناجي" شهيد الغدر بسيناء
وفي 2018 اتشحت جنوب سيناء بالسواد حزنًا على وفاة الشهيد "محمود ناجي"، بعدما قتل برصاص الغدر في عمر ال30 عامًا، حال دفاعه عن وطنه وهجومهم على وكر إرهابي، تاركًا نجلته لم تتم الشهرين بعد.
محطات في حياة الشهيد
وسط دموع الحزن لفقدانه تسبقها دموع الفرح والزغاريد لاستشهاده، ردد أهله وجيرانه كلمات “ربنا يرحمك ياحودة يا شهيد ويصبرنا على فراقك”، وكأنهاكلمات تبث في قلوبهم الصبر والسلوان، التي تصبرهم على فراق "عريس السماء".
والتقى “مصر تايمز”، مع أسرة الشهيد "محمود ناجى" ابن مدينة طور سيناء ، الذى استشهد أثناء مداهمة أوكار الارهاب بشمال سيناء، وتحدث عن طقوسه الخاصة بشهر رمضان، وبدأت والدته بكلمات “كان يختم القرأن اكتر من مرة ومداوم على صلاة التراويح بالمسجد ”.
تدمع عين والدة الشهيد وتحاول السيطرة عليها، إلا أنها يخونها الدمع ويندثر من عينيها، قائلة:"فراقه صعب تحمله، ومكانه سيظل محفور فى القلوب حتى آخر يوم في عمري، ولكن بستقوى عندما أنظر إلى ابنته " تيه"، التي أصبحت عمرها 5 أعوام حاليًا، أتذكر مواقف كثيرة معه منذ الصغر كان محب اللعب المسدسات من أجل قتل العدو، ومنذ صغرة يتمنى قتل العدو ويلعب مع الاطفال لعب العسكر والحرامية، وكان يقول إن الحرامى عدو، وتمنى اللحاق بالقوات المسلحة للقضاء على الإرهاب وأعداء الوطن".
كواليس الأيام الأخيرة قبل استشهاد "عريس السماء"
وتروي والدة الشهيد كواليس الأيام الأخيرة قبل استشهاده، وأنها رأت منام تقوم فيه بعمل حنة الشهيد وفوجئت باحمرار يديها، وسألت شخص يرتدي بجلباب أبيض فقال لها "محمود عريس السماء وليس عريس الأرض".
وعن يوم استشهاده، تقول والدته "اتصلت بيه يوم الحادث صباحًا وقالى هجيب فطار طعمية لان لطعمية ريحتها حلوة، في نفس اليوم كان قلبى مقبوض وتنتابى شعور قلق عليه، وإحساس غريب لم أشعر به من قبل أن ابنى مات، وباليل اتصل بيا قائد كتيبته بلغ والده باستشهاده، وفي اليوم التالي جاء الشهيد ملفوف بعلم مصر، قلبي أتفطر لما شوفته ملفوف بعلم مصر، شاهدت رأسه مكسرة من كتر الرصاص، قَبلت رأسه ويده الشريفة الطاهرة ووجدته مبتسمًا وكأنما أدي كامل واجبه ورسالته في الحياة".
وتابعت "يوم تشيع جثمانه جائنى القائد واعطانى متعلقاته واوصانى وصية الشهيد أننى سألتقي بالرئيس السيسى أثناء تكريمي، وأن اوصل له رسالة الشهيد وهى أن يحافظ على مصر وتطهيرها من الإرهاب والخونة وأعداء الوطن".
تكريم الدولة للشهيد
ولم تنسي القوات المسلحة دور أبطالها ممن ضحوا لأجل وطنهم، بل قامت بتخليد أسمائهم وإطلاق اسم "محمود ناجي" على مدرسته الثانوية، وكُرمت الأسرة من قِبل الرئيس السيسي وحصلت على عشرات الدروع.
واختتمت حديثها لـ"مصر تايمز"، بقول "اليوم بعد مرور 5 أعوام على رحيله وسادس رمضان على استشهاده، افتقدنا الشعور برمضان والشعور بأي شئ من بعده،"ربنا يصبرنا ويربط على قلوبنا، ومازال مكانه على السفرة فاضى وأقوم بوضع طبقه وشوكته وسكينته ومعلقته على السفرة في انتظاره للأفطار معانا".