الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

الإمام و رسالته

الخميس 13/أبريل/2023 - 10:55 م

لعلنا كل عام نتساءل لماذا لا نعد نرى وجود للعمل الدارمي التاريخي و الديني الذي كان عنصر أساسي و هام للغاية في أعمال رمضان منذ أكثر من خمسة عشر عاماً و فجاءة إختفي و أصبح مجرد ذكريات فقط نراها بين الحين والآخر من خلال قناة ماسبيرو زمان التي تذيع هذه الأعمال الدرامية التاريخية و الدينية بشكل مستمر و كلما نراها نترحم علي هذه الأيام و الأعمال الدرامية العظيمة التي كانت تقدم لنا وجبة فنية عظيمة مليئة بالسرد التاريخي العظيم و الموثق من قبل كبار العلماء بالأزهر الشريف. 

ولطالما علت الاصوات و النداءات بعودة هذه الأعمال الدرامية دون جدوى لأسباب يراها الكثير أن مثل هذه الأعمال مكلفة إنتاجياً و لا تحقق الإيرادات التي تغطي تكلفتها وأصبح عودة الأعمال الدرامية التاريخية و الدينية حلم نعم مجرد حلم ليس إلا وفجاءة ظهر هذا المسلسل للنور رسالة الإمام عن الإمام الجليل الإمام الشافعي ويجسد هذا الدور النجم الكبير خالد النبوي في واحد ليس فقط من أجمل أدواره بل هذا الدور سيخلد إسم خالد النبوي مع أسماء العمالقة الكبار اللذين جسدوا أهم الأعمال التاريخية أمثال محمود ياسين و نور الشريف و عبدالله غيث. 

 

ولا عجب أو مبالغة في ذلك فنحن أمام مسلسل تاريخي و ديني في غاية الأهمية و الجمال و الإبداع مسلسل مكتوب بسلاسة يستطيع أي مشاهد مهما كانت ثقافته بسيطة أو محدودة أن يعي ما يتضمنه هذا المسلسل من رسائل و هذا هو الهدف الأساسي من أي إنتاج أي عمل فني درامي تاريخي أو ديني خاصةً أن هذا العمل تم مراجعته من خلال الأزهر الشريف. 

 

رسالة الإمام هذا العمل الدرامي الذي يحمل رسالة هامة لكل من يحاول أن يضع مفاهيم مغلوطة أو متطرفة للدين الإسلامي الحنيف من خلال شرح مبسط و سرد تاريخي سلس و مشوق لحكايات و مواقف حياتية من سيرة الإمام الشافعي رحمه الله. 

 

واختيار سيرة الإمام الشافعي لعودة الأعمال الدينية فيه كثير من الرسائل الهامة في ذلك الوقت الذي اختلطت فيه مفاهيم خاطئه كثيرة بها العديد من الفكر المتطرف الذي كاد أن يسيطر على بعض من عقول الشباب. 

 

وما أجمله من مسلسل نري يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي كل ما يقال فيه من حكم و عبارات علي لسان الإمام الشافعي فنري هذه الحكم و الجمل كوميكس علي وسائل التواصل الاجتماعي علي صفحات الكثير من الشباب. 

 

ولكن هل يصمت من يروجون للأفكار المتطرفة و هم يروا تفاعل شريحة كبيرة من الشباب مع هذا المسلسل فما كان من هؤلاء أصحاب الأفكار المتطرفة أن يشنوا حرب علي صفحاتهم فيها هجوم على هذا العمل الدرامي العظيم ليضعفوا قيمة العمل و أهميته و رسالته الأهم التي تهدم أفكاره فباءت محاولاتهم بالفشل الذريع ويظل هذا العمل الدرامي التاريخي الديني هو حقاً رسالة تحمل معاني كثيرة خاصةً في ذلك الوقت. 

 

شكراً لكل من ساهم في إنتاج هذا العمل من مجرد فكرة عودة الأعمال الدرامية التاريخية و الدينية و كل من كتب و ساهم بقلمه و فكره في صياغة هذا العمل العظيم
وكل من ساهم في ظهور العمل من فنانين و فنيين.


قد ينجح عمل فني ناجح ساحق
ولكن أن يعيش عمل فني في الذاكرة و يكتب له الخلود الفني و يراه جيل لآخر إلي ما شاء الله فهذا هو النجاح الحقيقي و الأهم وهذا ما سوف يحدث مع هذا العمل الدرامي رسالة الإمام. 

 

سيراه أجيال و أجيال كما نري الآن مسلسلات تاريخيه و دينية تم إنتاجها منذ أكثر من أربعين عاماً و لا تزال تعرض و تُشاهد ويتفاعل معها مختلف الأجيال.