الجدل اللي أثاره مسلسل جعفر العمدة تأكيد على نجاحه.. لكن أي نجاح ؟؟
نجاح محمد رمضان ؟؟ : أكيد .. شخصية جديدة ( ملحمية ) تضاف لشخصيات رمضان .. ربما يظن البعض أن بينهم تشابه لكن الحقيقة أن رمضان يقدم تفاصيل مختلفة ويذاكر على أدواره لصنع ( كاركتر) مختلف كل مرة ( هل تذكرون إعلان اتصالات الذي ظهر فيه بكل شخصياته ؟؟ ) .. نجاح رمضان في تحضير متميز وموهبة كبيرة يظلمها هو خارج السياق حين ينظر للتريند أو يركز مع خناقات السوشيال ميديا .. لكن رمضان ( نجم ) و (شاطر) ولو كره كثيرون .
نجاح فني ؟؟ : محمد سامي ( حريف ) .. يعرف الخلطة الشعبوية الخاصة بالكتابة والإخراج .. يعرف ما أطلق عليه ماركيز ( كيف تحكى حكاية ) .. لكن عندي مشكلة مع سامي ألا وهي ( الفورمات) .. تبدو (مقادير) سامي ثابتة لا تتغير .. تيمة الكتابة (الانتقام)، واللازمة الموسيقية (مميزة لكنها أساس في المقادير)، وهذا العام هناك بطلان مهمان تمت إضافتهما.. ( الإضاءة)، الواعية جدًا في الأماكن المغلقة، وخصوصًا في بيتي جعفر وعيلة حمادة فتح الله.. وتقنيات فنية لطيفة يلعب بها باستمتاع ( تقنية تصغير لبنى ونس وفوتوشوب أبو جعفر ).. هناك أيضًا حالة توهج لكثير من الفنانين بقيادة سامي، لكن هل يمكن اختصار ( النجاح الفني ) في تلك الأشياء فقط ؟؟ .. وهل يعني نجاح العناصر السابقة أن المنتج النهائي عمل سيبقى في روائع الدراما المصرية ؟؟ أم أنه فقط يكمل مشروعًا لسامي ( الأسطورة / البرنس / جعفر العمدة ) آن له أن يفكر ( فنيًا) في تطويره وتغيير المقادير ليطلق العنان لقدراته التي لم تظهر بعد .. بعبارة أكثر مباشرة.. متى نرى سامي (الفنان) وليس سامي (التجاري) ؟! ..
نجاح المشاهدات ؟؟ : المسلسل نجح فعلًا في حصد ملايين المشاهدات على السوشيال ميديا .. لكن.. لدينا مشكلة حقيقية الآن يجب مراجعتها.. أنك لو اكتفيت بمشاهد متقطعة من فيديوهات السوشيال ميديا ستغنيك عن متابعة الحلقة بالكامل.. وهذا في رأيي عيب في عضم الدراما + عيب في السوشيال ميديا (الرسمية) للمسلسل، واللي بتحرق المسلسل بنشر غير واعي لفيديوهاته.
نجاح التأثير الاجتماعي ؟؟ : هنا أظن اننا هنقف كتير قصاد شخصيات المسلسل.. ونتكلم تحديدًا عن شخصية جعفر العمدة مقابل باقي الشخصيات اللي أغلبنا ممكن يكون يعرفها فعلًا، لكن، هل قابل أي منكم جعفر العمدة من قبل ؟؟.. هل يعرفه أو سمع عمن هم مثله ؟؟ .. هل لدى أحد تفسيرًا مقنعًا لاقتناع كثير من الناس بكون جعفر (بطل) حقيقي لهم.. هذه المرة تيمة الانتقام المفضلة عند سامي ورمضان تتكرر للمرة الثالثة.. لكن المختلف أن كل الشخصيات تريد الانتقام !! فهل هذا هو التأثير المطلوب ؟؟ .. وهل فكرة البطل الفتوة صاحب الحق الذي لديه (قوة) بدنية تحل أغلب المسائل هي البطولة التي نريد ترويجها أو غرسها في هذا المجتمع ؟؟ .. هل إنهاء المشكلات دائمًا بخناقة ينتصر فيها القوي أو صاحب العزوة هو الحل ؟؟.. هنا نتحدث عن تأثير الدراما على المجتمع.. وهي ليست مشكلة سامي أو رمضان بالمناسبة، وحرام أن نحملها لهما.. وإنما مشكلة دراما عليها أن تراجع نفسها، لأن المسلسل الأكثر مشاهدة عند المصريين اليوم حين يقدم هذا النموذج من البطولة فالواقع أن هناك بالفعل مشكلة .
هنا بقي لازم نشاور على حد زمانه بيقول: انتو بتكبروا المواضيع ليه يا جماعة ؟؟.. ما الدراما الأمريكية والغربية بوجه عام بتقدم نماذج منفلتة وبلطجية وأبطال وماحدش بيكلمهم ولا عندهم حد بيكتب الكلام اللي بتكرروه ده ؟؟.. بريكنج باد ده إيه غير إنه قصة واحد تاجر مخدرات.. لاكازا دو بابل ده إيه غير قصة عصابة بتسرق البنك المركزي !!.. ومع ذلك لا سمعنا عن حد طلع وانتقدهم، ولا سمعنا حد بيقول: خافوا على المجتمع الأمريكي والأسباني من النماذج دي يا جماعة.. والحقيقة ده رأي ليه وجاهة.. لكن بيغفل كذا حاجة.. وعندي رد عليه .. لكن أحب أشوف ردود حضراتكم في التعليقات..
زي ما احب اتعلم من أساتذتنا في النقد الفني وفي علم الاجتماع .
الخلاصة :
جعفر العمدة عمل فني جيد .. ناجح جدًا جدًا .. مصنوع بعناية وحرفنة وخلطة شعبية تجارية متميزة يجيدها صناعه .. لكنه لن يبقى في ذاكرة الدراما .. قد يبقى الاسم .. ذكرى الشخصية .. قد تبقى مشاهد خناقات بعينها .. لكن، للأسف، لن يبقى المسلسل في ذاكرة الدراما .