موسم حصاد القمح.. مصر تعتمد الاكتفاء الذاتي من "الذهب الأصفر" لتلبية احتياجاتها (خاص)
سعت الدولة المصرية خلال السنوات القليلة الماضية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح الاستراتيجي، وذلك بتوجيهات من القيادة السياسية لتحقيق الأمن القومي الغذائي المصري ضمن خطة للدولة لإضافة 1.5 مليون فدان قمح جدد خلال 3 سنوات، عبر تشجيع زراعته واستصلاح كميات جديدة من الأراضي وزراعتها بكميات قمح إضافية في الفترة المقبلة.
وقد اتخذ الرئيس عبدالفتاح السيسى، عدد من الخطوات الاستباقية لمواجهة الأزمة العالمية فى إنتاج المحاصيل بصفة عامة، وذلك بسبب الحرب الروسية الإوكرانية والتي يمثل إنتاجهما من القمح ما يقرب من 25% من الناتج العالمي للقمح، حيث شهدت الأسواق العالمية تغييرات في سلسلة التوريدات بالنسبة إلى المحاصيل الاستراتيجية الهامة، لذلك قامت الدولة بإحياء مشروع توشكى، والفرافرة، والعوينات، ومستقبل مصر، وزيادة المساحات المزروعة ودعم كافة الإجراءات لتلبية احتياجاتها من المحاصيل.
ويعد موسم حصاد القمح 2023، موسم استثنائي بحسب توقعات وزارة الزراعة التي تسعى إلى تحقيق هدف طموح وهو الوصول إلى 80 % من الاكتفاء الذاتي للقمح بنهاية العام 2025.
يذكر أن الدولة اتخذت الدولة العديد من الإجراءات لضمان نجاح موسم توريد القمح المحلي، والتي يتمثل أبرزها اقرار الحكومة حافزاً إضافياً لتوريد القمح، ليضاف للأردب اعتباراً من الموسم المقبل ليصل سعره 1250 جنيه، كما تم تجهيز غرفة عمليات مركزية بالوزارة، إلى جانب تخصيص 450 لجنة لاستلام القمح والقيام بعمليات الوزن والفحص.
نقيب الفلاحين لـ"مصر تايمز": المساحات المزروعة بالقمح شهدت زيادة تقدر بنصف مليون فدان خلال العام الجاري
قال حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، انن الحكومة تواجه العديد من التحديات وتحديدًا في تحقيق الأمن الغذائي في ظل استمرار الزيادة في عدد السكان التي تجاوزت الـ"100" مليون نسمة، وحجم تعديات غير مسبوقة على الأراضي الزراعية في الدلتا، بجانب أزمة نقص السلع الغذائية عالميًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وأكد نقيب عام الفلاحين حسين أبو صدام، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، أن الدولة المصرية والقيادة السياسية تتحرك بخطوات سريعة واستباقية لتحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر من المحاصيل وتحديدًا القمح، مضيفًا أن المشروعات التي قامت الدولة المصرية بتنفيذها قادرة خلال السنوات القليلة القادمة بتحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر من المحاصيل الاستراتيجية.
وأشار أبو صدام، إلى أن المساحة المزروعة بالقمح هذا العام شهدت زيادة أكثر بنحو نصف مليون فدان، مقارنة بالعام الماضي، وذلك يعود لعدة أسباب من اهمها تشجيع الفلاحين على زراعة المحاصيل الاستراتيجية والقمح بشكل خاصة، وذلك من خلال إزالة كل المعوقات للمزارعين وتلبية احتياجاتهم وأضافة حافزاً إضافي لتوريد القمح ليصل سعره 1250 جنيه.
وزير الزراعة الأسبق لـ"مصر تايمز": موسم حصاد القمح مبشر وزيادة الإنتاج المحلى من القمح ليتجاوز 10 ملايين طن
من جانبه، يرى الدكتور صلاح يوسف وزير الزراعة الأسبق، أن هناك اهتماما على أعلى المستويات من الحكومة المصرية بالتوسع العاجل في المساحات المنزرعة من القمح لما له من اههمية استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي المصري، مضيفًا أن موسم حصاد القمح لعام 2023، مبشر للغاية حيث تقدر احتياجات مصر من القمح بـ 18 مليون طن سنويا، مع توقع زيادة الإنتاج محليًا ليتجاوز الـ 10 ملايين طن من القمح.
وأكد وزير الزراعة الاسبق صلاح يوسف، في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز"، أن التقارير الحكومية تشير إلى زيادة الطاقة الإنتاجية من القمح بنسبة تقترب من 3 أضعاف الطاقات التخزينية، ليكفي الاحتياطي الاستراتيجي منه لأكثر من 4 أشهر، كما زادت المساحات المنزرعة من القمح بنسبة نحو 124% منذ عام 2017، لتصل لنحو 3.5 مليون فدان.
وأشاد صلاح يوسف، بدور وزارة الزراعة بتكثيف حملات الإرشاد الزراعي، لمساعدة المزارعين على زيادة إنتاجية محصولهم، فضلاً عن توفير أي مستلزمات تؤدي لزيادة الإنتاجية ودعم جودة المحصول، مؤكدًا على ضرورة اتباع أحدث الاساليب العلمية في الزراعة وذلك لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة بزيادة حجم الإنتاج وتقليل الانفاق.