تعرف على سر ابتعاد "المايسترو" عن الفن في ذكرى ميلاده
الجمعة 11/سبتمبر/2020 - 06:22 م
يُصادف اليوم 11 سبتمبر، ذكرى ميلاد "المايسترو" الراحل صالح سليم، صاحب الإنجازات التي جعلت منه رمزاً للنادي الأهلي، حيث لم يشهد الأهلي نهضة واستقرار مثلما شهد في عصره ، منذ أن كان لاعباً في النادي مروراً بتوليه رئاسة مجلس الإدارة، كما لُقب بـ "المايسترو"؛ بسبب تاريخه الأسطوري في الرياضة، وكان يضع الخطة التي يسير عليها جميع أعضاء النادي الأهلي، ورغم نجاحه المشهود في الكرة، إلا أن النقاد أجمعوا على أنه ممثل فاشل.
بدايته الفنية
تسببت شعبية صالح في مجال الرياضة برغبة المنتجين، والمخرجين في إسناد أدوراً سينمائية له في أفلامهم، وخاض سليم التجربة الفنية مقدماً ثلاثة أفلام حازت إعجاب الجمهور، لكنها لم تنل إعجاب النقاد من ناحية تمثيل صالح سليم.
كواليس أفلامه
(السبع بنات – الشموع السوداء – الباب المفتوح)
السبع بنات
بدأ صالح سليم مسيرته الفنية بفيلم "السبع بنات"، أمام نخبة من نجوم الفن أبرزهم: سعاد حسني، ونادية لطفي، وزيزي البدراوي، وأحمد مظهر، والفيلم من إخراج عاطف سالم، وتم ترشيح صالح سليم للدور من قِبل الممثل الراحل "أحمد رمزي"؛ نظراً لعلاقة الصداقة القوية التي كانت تجمعهما.
وحصل سليم على مبلغ 50 جنيهًا "عربون" مقابل توقيعه لعقد فيلم "السبع بنات" من أصل مبلغ 150 جنيهًا، ثم كان أول صدام لصالح مع أهل الفن و السينما عندما طلبوا منه الدخول لغرفة المكياج فرفض، لكن فريق العمل أصر، فاستسلم ثم أعلن بعدما خرج منها أنه نظر في المرآة فلم يعرف نفسه.
ولم يكن دور صالح سليم في "السبع بنات" كبيراً، بل كان يُعد ضيف شرف، وكُتب اسمه على الأفيش بهذه الطريقة: "ولأول مرة لاعب الكرة الدولي، صالح سليم".
الشموع السوداء
قدم صالح سليم دور بطولة لأول مرة في فيلمه الثاني "الشموع السوداء"، أمام المطربة والفنانة الراحلة نجاة الصغيرة، وكان السبب وراء تقديم سليم لهذا الفيلم، هو ترشيح المخرج العبقري "عز الدين ذو الفقار" لصالح سليم، وإصراره عليه.
وكان سليم على وشك أن أن يترك العمل أثناء التصوير، وبالفعل سافر إلى الإسكندرية؛ بسبب التزامه بالمواعيد، بينما لا يلتزم بها أهل الفن والسينما، مما أزعج سليم، وكاد أن يوقفه عن التصوير، ولكن عز الدين ذوالفقار لم يتركه، وأرسل له مساعديه إلى باب البيت والنادي، وظل يسترضيه حتى وافق سليم على استكمال تصوير الفيلم.
بالإضافة إلى شكوى سليم من صوت نجاة المنخفض، ومن كثرة طلبات إعادة التصوير في كل مشهد، ونجح الفيلم عندما عُرض على شاشات السينما والتليفزيون رغم ذلك، وقدم صالح سليم أفضل أدواره السينمائية، والذى ارتفع أجره فيه لـ 300 جنيهًا.
وعندما سئُل صالح سليم في ندوة أقيمت بنادي سبورتنج بالإسكندرية عن كيفية إقناعه للجمهور بدوره كـ "كفيف"، وعن عشقه بكبرياء عندما وقع في الحب، فأجاب صالح سليم أن كلمة السر تكمن في عم رجب؛ حيث اقترح عليه عم رجب أنه سيقف وراء الكاميرا في نقطة معينة بمنديل أبيض، وعلى صالح سليم التركيز على المنديل الأبيض أثناء تأديته الدور، مما ساعده على التركيز، وإتقان الدور.
الباب المفتوح
لم يكن صالح سليم ينوي إعادة تجربته السينمائية مرة آخرى، ولكنه وافق على فيلمه الثالث والأخير"الباب المفتوح"؛ من أجل علاقة الصداقة القوية التي كانت تجمعه بسيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة"، التي ألحت على صالح سليم بقبول دوره في الفيلم، وبالفعل قَبَلَ سليم الدور، وشاركها في بطولة الفيلم.
هجوم النقاد
تعرض صالح سليم لهجوم شديد من النقاد السينمائيين منذ عرض فيلمه الأول "السبع بنات"، وكان هذا التصريح أبرز تصريحاتهم ضد سليم : "دخيل على مهنة التمثيل والسينما، ومنهم من قال هنخسر لاعب كرة عظيم، وممثل فاشل"؛ لذلك كان رأي صالح سليم نفسه أنها تجربة فاشلة، وقرر حينها عدم تكرارها.
وكان لرأي الكاتب الصحفي الكبير لويس جريس، دوراً رئيسياً في توقف المايسترو عن مشواره السينمائي، لأنه كان من أشد منتقديه.
وأبدى لويس رأيه بعد عرض فيلم " الشموع السوداء" مباشرة، قائلاً: "نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة في مجال السينما، المسكين جذبته الأضواء حتي صرعته وتركته للجمهور، والذي استرعي انتباهي ليلة الافتتاح، أن الجمهور من معجبيه الكرويين، لم يحاسبه علي هفوته، بل استقبله بالهتاف والتصفيق، ولكنهم همسوا لبعضهم بأنه (ممثل فاشل)".
كما كتب لويس عن صالح سليم مرة آخرى بعد عرض فيلم "الباب المفتوح"، وجاء في مقالة لويس: "فشل المايسترو، دارت حوله الحوارات أكثر مما دار عن قصة لطيفة الزيات الممتازة، أو تمثيل العظماء فاتن حمامة، ومحمود مرسي، وحسن يوسف، أو المخرج العبقري بركات، ففشله السينمائي تأكد للمرة لثانية، ولكنه فشل الرجل الناجح، فشل نجم مشهور أُطلق عليه لقب المايسترو، ولعل الكثيرين من أصدقائه سينصحونه بالابتعاد عن السينما، لأنه لا يصلح لها، وكفاه أنه لُدغ من جحر واحد مرتين، فترك صالح سليم عالم الفن؛ عملاً بنصيحة لويس جريس.