تحت وهم العرض والطلب.. أسعار الذهب فى مصر تقفز 470 جنيه خلال ابريل
وفقا لكل النظريات الاقتصادية المعروفة فى جميع اسواق العالم النامي والمتقدم، فإن عوامل العرض والطلب دائما ما تتحكم فى أسعار أي سلعة أو منتج وتحدد اتجاهها ما بين الصعود أو الهبوط، بينما الأمر اختلف كليا فى السوق المصري فيما يتعلق بأسعار الذهب التي أخذت فى الارتفاع المتواصل بلا أية مبررات أو أسباب وحتى بعيدة كليا عن نظريات العرض والطلب.
تحت وهم العرض والطلب.. أسعار الذهب فى مصر تقفز 470 جنيه خلال ابريل
ونتيجة لتك العشوائية وكسر كل النظريات الاقتصادية، فقد ارتفعت اسعار الذهب فى السوق المصرية خلال شهر ابريل الجاري بنحو 470 جنيها دفعة واحدة، اي بزيادة بلغت نسبتها 21.5% وهي نسبة ارتفاع قياسية، وما زالت الأسباب الحقيقية غير معلومة، بينما وعلى النقيض تماما فلم يحقق المعدن الأصفر ارتفاعات بالأسواق العالمية سوي بنسبة بسيطة للغاية لم تتجاوز الـ 1 % خلال شهر ابريل الجاري .
كما أن وهم العرض والطلب بات وسيلة للتلاعب، بدعوى أن السوق حر، والطلب مرتفع مع نقص الخام، إلا ان المستغرب هو تفاعل السوق مع حركة ارتفاعات السعر العالمي، وينفصل عنه فى أوقات الهبوط، وتزايد الطلب لن يحرك الأسعار بهذه الوتيرة خلال تعاملات واحدة، خاصة وأن أسعار البورصة العالمية مستقرة لمدة تزيد عن 16 جلسة تداول، كما ارتفعت أسعار الفضة بنفس نسب ارتفاع الذهب تقريبًا، على الرغم من الطلب المنخفض عليها، ما يستوجب
ضرروة تحرك الأجهزة المعنية في الحفاظ على مدخرات المواطنين وطرح أسعار عادلة، تتوافق مع الأسعار العالمية وسعر الصرف العادل، وآلية العرض والطلب الحقيقية.
وتحاول شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية جاهدة وبشتى الطرق السيطرة على الاسعار قبل الإنفلات، تارة بإبداء النصح للمستهلكين بضرورة التروي قبل البيع او الشراء، وتارة أخرى بتوجيه انتباه المستهلكين بضرورة التوجه لاقتناء المشغولات الذهبية بدلا من الاقبال الكبير الذي تشهده السبائك الذهبية والجنيه الذهب، الأمر الذي دفع الغرفة لعقد اجتماع طارئ لمناقشة الارتفاعات الغير مبررة فى اسعار الذهب وإبداء حلول للسيطرة على الأمور قبل إنفلاتها .
وفى هذا السياق أشار سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة" المتخصصة فى تداول الذهب والمجوهرات عبر الانترنت، في بيان اليوم، إن أسعار الذهب ارتفعت بقيمة 470 جنيهًا بالأسواق المحلية خلال تعاملات شهر أبريل الماضي، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 للتعاملات عند مستوى 2200 جنيه، ولامس مستوى 2900 جنيه، واختتم تعاملات الشهر عند مستوى 2670 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية بقيمة 158.7 دولارًا بالبورصة العالمية.
وأضاف، أن التعاملات افتتحت عند مستوى 1970 دولارًا، ولامست مستوى 2010 دولارات، واختتمت التعاملات عند مستوى 1990 دولارًا.
وأضاف إمبابي، أن أسعار الذهب ارتفعت بقيمة 240 جنيهًا وبنسبة 9.9% خلال تعاملات الأسبوع مساء أمس السبت، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 تعاملات الأسبوع عند مستوى 2430 جنيهًا، ولامس مستوى 2900 جنيه، واختتم التعاملات عند مستوى 2670 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بقيمة 6 دولارات وبنسبة 0.3%، حيث افتتحت الأوقية تعاملات الأسبوع عند مستوى 1984 دولارًا، ولامست مستوى 2000 دولار، واختتمت التعاملات عند مستوى 1990 دولارًا.
وأشار، إلى أن أسواق الذهب شهدت اضطرابات خلال شهر أبريل وخاصة الأسبوع الأخير، نتيجة التلاعبات الفجة في الأسعار، تحت وهم العرض والطلب، مستغلين تزايد اقبال المواطنين على الشراء بغرض التحوط والحفاظ على قيمة الأموال، في ظل مخاوف تراجع الجنيه أمام الدولار، ما دفع البعض لتسعير الذهب بأسعار تحوط للدولار تتجاوز سعر البنك المركزي والأسواق الموازية.
وأوضح، أن منصته "آي صاغة" اتجهت لتعليق نشر أسعار الذهب، أكثر من مرة خلال شهر أبريل، نتيجة اعتماد مسعرو السوق تسعيرًا محليًا غير عادل يتسم بالمبالغة، ولا يرتبط بمحدات السوق كأسعار البورصة العالمية، و سعر صرف الدولار الرسمي وآلية العرض والطلب.
