في ذكرى وفاة صالح سليم.. رسخ مبادئ "الاهلي فوق الجميع" وصنع التاريخ
في مثل هذا اليوم وتحديدًا 6 مايو2002، رحل عن عالمنا صالح سليم اسطورة النادي الأهلي والكرة المصرية، بعد صراع كبير من المرض، 21 عامًا مر على رحيل المايسترو، ولكن تبقى ذاكراه خالده في قلوب الاهلاوية بشكل خاص وجماهير الكرة المصرية بشكل عام.
ولد المايسترو في 11 من سبتمبر عام 1930، في حي الدقي، بمحافظة الجيزة ، من أسرة كبيرة وراقيه، والده الدكتور محمد سليم أحد رواد أطباء التخدير في مصر، ووالدته السيدة زين الشرف، التي كان والدها من أشراف مكة المكرمة قبل انتقاله للعيش في تركيا ومنها إلى مصر .
في ذكرى وفاة صالح سليم.. رسخ مبادئ "الاهلي فوق الجميع" وصنع التاريخ
في مستهل مشواره الكروي التحق صالح سليم بفريق مدرسة الأورمان الإعدادية، ومن ثم منتخب المدارس الثانوية أثناء دراسته بالمدرسة السعيدية، بعد ذلك اكتشفه الأستاذ حسن كامل المشرف على فريق الأشبال بالنادي الأهلي، ونال إعجابه كثيره، والتحق الصبي بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944.
ليبدأ التألق مع ناشئي الأحمر، مما أدى إلى تصعيده إلى الفريق الأول وهو في السابعة عشرة من عمره، وخاض أول مباراة له مع الفريق الأول أمام المصري وديا عام 1948، وفاز الفريق وقتها بهدفين مقابل هدف واحد، أحرز صالح سليم هدف الفوز، وكانت أول مباراة رسمية له في صفوف القلعة الحمراء أمام يونان الإسكندرية في الأسبوع الثالث لبطولة الدوري موسم 1948 وفاز الأهلي بهدفين.
في عام 1963 اتجه اللاعب إلى الاحتراف بعد التالق الذي حققه مع المارد الاحمر، وانضم لفريق جراتس النمساوي ، وعاد لجدران القلعة الحمراء حتى عام 1967 حيث قرر اعتزال كرة القدم.
الاعتزال لم يكن المحطة الأخيرة، صالح سليم أصبح من أهم رؤساء الأهلي
لم تكن محطة الاعتزال هي المرحلة الأخيرة لصالح سليم داخل الأهلي، بل تدرج في الوظائف الإدارية بالنادي، وبدأ الرحلة الإدارة كمدير للكرة عام 1971 حتى عام 1972، وأصبح بعد ذلك عضو مجلس إدارة بعد أن قرر خوض انتخابات مجلس الإدارة وحصل على نسبة 45% من الأصوات بفارق بسيط عن رئيس النادي الفريق أول عبد المحسن كامل مرتجي.
وكان سليم يطمح للرئاسه، وخاض الانتخابات للمرة الثانية في عام 1980 واستطاع الفوز برئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي، وكان نجوم النادي الأهلي في ذلك الوقت "محمود الخطيب، مصطفى يونس، ثابت البطل، مجدي عبد الغني" أول الداعمين له.
استمر صالح سليم في رئاسة النادي الأهلي حتى عام 1988 ، وابتعد عن الساحة الرياضية لترك الفرصة للآخرين لخوض التجربة.
وتراجع أداء الأهلي بشكل ملحوظ، ولم يكن هناك حل سوي عوده المايسترو من جديد، لإعادة بناء النادي الأهلي، وعاد مره اخرى في العام 1990.
وترك صالح سليم بصمته في صفوف الأحمر إلى يومنا هذا، فالجميع يردد شعاره المعروف (الأهلي فوق الجميع) ومقولته الشهيرة: (الأهلي ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه).
كان سليم العامل الأساسي للأهلي دائما والورقة الرابحة التي لا يتخلى عنها الأحمر ابدأ ، حقق مع النادي الأهلي 11 بطولة دوري من أصل 15 بطولة شارك فيها ، منها بطولة كأس مصر 8 مرات، إلى جانب كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961 مع الأهلي، وعلي المستوى الدولي انضم صالح سليم إلى منتخب مصر عام 1950، وكان قائد الفريق الذي فاز ببطولة أمم أفريقيا 1959، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأولمبية بروما عام 1960.
سجل صالح سليم 101 هدف في شباك اخصامه ، منهم 9 أهداف سجلها خلال فترة احترافه في النمسا مع فريق جراتس، و 92 هدفاً أحرزهم مع النادي الأهلي في بطولتي الدوري والكأس.
بات صالح سليم هو اللاعب الوحيد الذي أحرز سبعة أهداف في لقاء واحد، وكان ذلك أمام النادي الإسماعيلي، في مباراة أحرز فيها الأهلي ثمانية أهداف، بالإضافة انه له انجازين شخصيين آخرين هما أكبر عدد من البطولات يحرزها نادي في عهد رئيس واحد، 53 بطولة، وإحرازه هو وجيله من اللاعبين الدوري 9 مرات متتالية، وهو رقم لم يكسر حتى وقتنا هذا.
ولقب صالح سليم ب "المايسترو"، بسبب مهارة الفائقة في منطقة وسط الملعب وقدرته علي قيادة الفريق فنياً من داخل أرض الملعب وكأنه مايسترو يقود فريق موسيقي، وتاريخ صالح سليم في الملعب، لن يتكرر حتي الآن، فهو الأفضل دائماً والمثل الأعلى لأغلب لاعبي كرة القدم.
السرطان كان نهاية القصة الأعظم في تاريخ النادي الأهلي
عاني صالح سليم مع مرض سرطان الكبد عام 1998، وكان يقوم بفحوصاته الدورية كل 6 أشهر لدى طبيبه في لندن ، وازدادت حالة الصحية سوءاً، فانتشرت الخلايا السرطانية إلى خارج الكبد وانتقلت إلى الأمعاء فاضطر الأطباء إلى إجراء عملية استئصال لأجزاء من الأمعاء، ودخل في "غيبوبة متقطعة" إلى أن وافته المنية صباح يوم السادس من مايو عام 2002، ليفقد التاريخ أعظم قصة للاعب ورئيس نادي مر علي النادي الأهلي.