بعد عودتها إلى مقعدها في الجامعة العربية .. ماذا ينتظر سوريا ؟
وافقت الدول العربية على إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب، والذي عقد أمس الأحد، في القاهرة، لتستعيد مقعدها بعد غياب دام 12 عاما.
بعد عودتها إلى مقعدها في الجامعة العربية .. ماذا ينتظر سوريا ؟
وقال الدكتور كمال يونس أستاذ العلوم السياسية، أن عودة سوريا رسميًا إلى جامعة الدول العربية لها أبعاد سياسية واقتصادية وامنية، تصب جميعها في مصلحة الدولة السورية التي تعاني على مدار 12 عام من الصراعات الداخلية والإرهاب، مؤكدًا على أن سوريا تحتاج إلى القيام بخطوات فعلية مدعومة عربيا للحفاظ على هويتها العربية.
وأضاف الدكتور كمال يونس أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية تعتبر حدث مهم من الناحية الرمزية فقط، لكنها مجرد بداية متواضعة جدا لعملية ستكون طويلة وشاقة للنظام السورى، مضيفًا أن النظام السوري عليه تأكيد حسن نوايه في إعادة التوافق بين جميع أطياف الشعب والسعى إلى مصالحة عامة بين جميع السوريين.
ومن جهة أخرى، أكد "يونس"، أن الدولة السورية هي المستفيد الأكبر من إعادة العلاقات بشكل كامل مع الدول العربية سياسيًا واقتصاديًا وامنيًا:
اقتصاديًا : الاقتصاد السوري في حاجة ملحة إلى الدعم العربي
واوضح أستاذ العلوم السياسية، أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية لها تأثير إيجابي وكبير لأنه من المتوقع أن تحظى بمساعدات قد يكون لها تأثير في دعم سوريا اقتصاديا، في ظل انكماش الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنحو 3.2 في المئة في عام 2023، وبعد تراجع بنسبة 3.5 في المئة العام الماضي، بضغط من النزاعات الداخلية.
وأشار "يونس"، إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية أثر إيجابي على اقتصادها الذي ينتظر الدعم لإعادة إعماره، بعد حروب أهلية وخسائر استمرت منذ عام 2011،مشيرًا إلى أن الفترة الأخيرة من المتوقع أن تضاعف الاستثمارات والتبادل التجاري بين سوريا والدول العربية، خاصة فيما يخص إعادة إعمار البلاد.
سياسيًا : عودة سوريا إلى الحاضنة العربية اكسابها شرعية دولية
وقال "يونس" أنه من المتوقع إن الرئيس السوري بشار الأسد سيشارك في قمة الجامعة العربية القادمة في الرياض خلال الشهر الجاري، مما يدفع نحو تقوية دولة المؤسسات والتأكيد على أهمية احترام الإقليم لسيادة واستقلالية ووحدة سوريا ضد أى مشاريع إقليمية طائفية وأجندات خارجية.
وأضاف "يونس" أن عودة سوريا سيدفع بمشاركة عربية ذات تأثير لانجاح تسوية سياسية شاملة حيث يتضمن عناصر وقف إطلاق النار بالتوازى مع مفاوضات تدفع نحو وضع دستور جديد يجرى على أساسه انتخابات عامة فى البلاد، التصدى لظاهرة الإرهاب، تدفق المساعدات الإنسانية، الإفراج عن المحتجزين والمختطفين، عودة اللاجئين وبدء عملية إعادة الإعمار للمدن المدمرة.