الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

حكاية 4 مصريين ضحايا حادث سير بليبيا.. سافروا بحثًا عن لقمة العيش فعادوا لأسرهم في الكفن

الأحد 14/مايو/2023 - 10:49 ص
مصر تايمز

خيم الحزن على أهالي محافظة أسيوط بعد وفاة 4 من شبابها المتوفيين في حادث سير بدولة ليبيا، كانوا قد قصدوا دولة ليبيا باحثين عن لقمة عيشهم، من أجل توفير حياة كريمة لأسرهم وتحقيق أمنياتهم، ولكن أمر الله نفذ ولم يكتب لهم تحقيقها.
 

 

حكاية 4 مصريين ضحايا حادث سير بليبيا.. سافروا بحثًا عن لقمة العيش فعادوا لأسرهم في الكفن


تستعد محافظة أسيوط تشييع جثامين شهداء الغربة ممن حُرموا من دفئ العائلة بحثًا عن مصدر دخل يكفل لهم عيش كريم، تركوا أحلامهم وذهبوا لتحقيق أمنيات أطفالهم وزوجاتهم، في بلاد غريبة لا يعرفون بها إلا مرار الغربة وشعور الوحدة وألم الفراق.

 


الضحية الأولى.. "رجب" اعتاد السفر وخانه الطريق ليعود فى الكفن



وكان أول ضحايا شهداء الغربة بدولة ليبيا، هو "أحمد رجب كدش"، دبلوم تجارة، ٣٥ عام، متزوج ولديه طفلين، وفي انتظار الثالث الذي لم يره وفارق الحياة قبل ولادته، إعتاد على السفر إلى ليبيا باستمرار كل ٦ أشهر تبادلا مع عمه، نظرًا لامتلاكهم تجارة كبيرة منذ أعوام عديدة، من الجدود والآباء ثم الأبناء.

وعن الساعات الأخيرة قبل سفرية الحادث، أوضح الشيخ "سعد" صديق الشهيد أنه رآه وكان يستقل السيارة التى ستقوم بنقله إلى المطار، ولوح له بيده ولكنه أبي نظراً لانشغاله وقتها، وقال "ليتنى تركت كل شىء لأودع واضم صديقى وشريكى، بعد أن وصل الضحايا إلى مطار بنغازي بدولة ليبيا فجر الخميس، ثم أخذ سيارة أخرى لتوصيلهم إلى اجدابيا حيث عملهم، ثم وقع حادث تصادم سيارتهم مع أخرى ليفارق الحياة ومعه 3 من خيرة شباب القرية، منذ سنوات عديدة ذهاباً وإياباً الى ليبيا لم يكن أحمد يعلم أنه سيعود هذه المرة بالكفن، تاركاً آلام وحزن شديد فى قلب أسرته وأصدقائه".



الضحية الثانية.."حسام" تمنى الذرية الصالحة وودع الدنيا قبل رؤية أول أطفاله



وعن الضحية الثانية ممن تمنى الذرية الصالحة والبنون، وعندما تحقق حلمه و رزقه الله بطفل لم يولد بعد، حُرم رؤيته ومات قبل ولادته، تاركًا له مشاعر اليُتم الفقد والفراق منذ الصغر.

ويسرد الشيخ "مصطفى" باقي قصص الضحايا، موضحًا أن حسام متزوج منذ 4 أعوام ولم يرزق بالأطفال إلا فى وقت قريب، فقد ترك زوجته حامل فى أول طفل لهم طالما تمنو رؤيته، مشيراً إلى أنه ابن عم الضحية الأولى وزوج ابنة عمه، وكان يعمل في ليبيا مع أحمد ابن عمه، لكنه لم يكن ميسور الحال بل سافر وعاش مرارة الغربة من أجل جمع النقود لتوفير سبل الحياة ولقمة العيش لأسرته وطفلة المنتظر، لكن قدر الله أن يموت شهيداً.
 



الضحية الثالثة.."كريم" فقد طفليه وبعدها حياته فى أيام قليلة



وسعي "كريم" جاهدًا للعمل من أجل الحصول على ما يكفي لإجراء عملية حقن مجهري لزوجته، ونجح في ذلك ولكن فرحته لم تكتمل بعدما اجهضت تؤام، وتكتمل المأساة بوفاته وتركها وحيدة بلا سند أو ونيس.

ويستكمل "سعد" حديثه عن ثالث الضحايا، حيث أوضح أن كريم عامل وغير حاصل على مؤهل علمي، متزوج منذ سنوات ولم يرزق بذرية خلالها، سافر إلى ليبيا لجمع النقود ليجري لزوجته عملية حقن مجهرى ونجح في ذلك، قائلًا " بعد فترة قصيرة من إجراء العملية أجهضت الزوجة وفقدان تؤام، وغادر هذه المرة وسيعود في الكفن مع إرث من الحزن والألم الزوجة المكلومة".



الضحية الرابعة.. "محمد" حفظ القرآن وعمل على مساعدة أهل قريته



وفى النهاية يأتى دور الضحية الرابعة وهو محمد أحمد عبد الجابر، 25عامًا، حاصل على ليسانس لغة عربية، فهو غير متزوج، لديه شقيقين يصغرانه والاب والام، بعد أن أنهى دراسته تطوع لتدريس اللغة فى معهد القرية الأزهرى، والتحق بالجيش، ثم فكر وقرر أن يسافر ليجمع المبالغ المالية التى يحتاج إليها إخوته لإكمال مسيرتهم التعليمية، ولأول مرة في حياته سافر إلى ليبيا، وعندما وصل و وطئت أرضها انتهت حياته وطوى قصته في هذا المكان، ويعود بكفنه.