الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

في ذكرى رحيل "أبو ضحكة جنان".. محطات في مشوار إسماعيل ياسين

الأربعاء 24/مايو/2023 - 01:53 م
مصر تايمز

فنان مصري نجح في تحقيق شهرة واسعة في مصر والعالم العربي، الذي رحل منذ 50 عاما، ويعد من أشهر نجوم الفن وكان يعشقه الجمهور ويتهافتون على ظهوره، وهو الفنان إسماعيل ياسين الشهير بـ " أبو ضحكة جنان" الذى وصل لقمة المجد والشهرة، وحمل اسمه العديد من الأفلام التي يريد الجمهور سماعها حتي الأن ، ولكنه كان طريقاً شاقاً تحمل خلاله العديد من الصعاب والآلام والأحزان سواء فى بداية هذا المشوار أو فى نهايته.


حياة إسماعيل ياسين

 

ولد الفنان إسماعيل ياسين فى 15 سبتمبر عام 1912 م، ويعد الإبن الوحيد لوالده الذي كان ميسور الحال وعاش في السويس، ولكن توفيت والدته وهو طفل صغير، حيث إلتحق إسماعيل بأحد الكتاتيب، ثم بالمدرسة الابتدائية حتى الصف الرابع الابتدائى، وعندما أفلس والده ودخل السجن لتراكم الديون عليه.

 

إضطر إسماعيل ياسين للعمل في محل لبيع الأقمشة، لكي يتحمل مصاريفه، وبعد زواج والده، اضطر ترك المنزل وذلك خوفا من بطش زوجة أبيه وعمل أيضا منادى سيارات بأحد المواقف بالسويس، ومن صغره كان إسماعيل يعشق أغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب ويرددها منذ صغره، وكان يحلم بأن يكون مطربا منافسا له.

إتجه إلى القاهرة عندما بلغ من العمر 17 عاما فى بداية الثلاثينيات حتي يعمل صبيا فى أحد المقاهى بشارع محمد على، وعمل مع الأسطى "نوسة"، وهي كانت من أشهر راقصات الأفراح الشعبية فى ذلك الوقت، وكان يحتاج إلى مزيد من المال تركها ليعمل وكيلا فى مكتب أحد المحامين.
 

بداية مشواره الفني

 

كان يريد تحقيق حلمه في الفني حيث التحق بفرقة بديعة مصابنى، حيث إكتشفه شريك رحلة كفاحه الفنية وصديقه المؤلف الكوميدى الكبير أبو السعود الإبيارى، وكان يجمعهم ثنائياً فنياً شهيراً في ملهى بديعة مصابني ثم في السينما والمسرح، وبالفعل، وكان يعمل في فرقة بديعة ليلقي المونولوجات.

وكان يمتلك أيو ضحكة جنان العديد من المواهب التي جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض، كان مطرب و‌مونولوجست وممثل مبدع، وحيث كان من أوئل الفنانين الذين أُنتجت له أفلام باسمه ومنها : (إسماعيل ياسين في متحف الشمع - إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة - إسماعيل ياسين في الجيش -إسماعيل ياسين بوليس حربي– إسماعيل ياسين في الطيران – إسماعيل ياسين في البحرية – إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين ".


بدايته في السينما

 

بدايته في السينما " خلف الحبايب" عام 1939 الذي إختاره فؤاد الجزايرلي، وبعدها قدم عدد من الأفلام يلعب فيها الدو الثاني منهم " نور الدين والبحار الثلاثة" وفيلم " على بابا والأربعين حرامي" وبعدها بدأ إسماعيل ياسين يخطف الأنظار وقدم العديد من الافلام من بطولته منها " فستعان به الفنان أنور وجدي في معظم افلامه، وحيث قدم أول بطولة مطلقة له فيلم " الناصح"


إستطاع ياسين أن يكون نجما لشباك التذاكر تتهافت عليه الجماهير، وزدهرت شهرته في أعوام و53 و54 عصره الذهبي، حيث كان يمثل بـ 16 فيلما في العام الواحد، وهو رقم لم يستطع أن يحققه أي فنان آخرحتي الأن..

وعلى الرغم من أنه لم يتمتع بالوسامة والجمال، وكانت الصفات المعتادة في نجوم الشباك في ذلك الوقت، فإنه إستطاع أن يجذب إليه الجماهير، وعندما كان يسخر من شكله وكبر فمـه في معظم أعماله، وقفز للصفوف الأولى وأن يحجز مكانا بارزا، مما دفع المنتجين إلى التعاقد معه.

 

بدايته في المسرح

 

ساهم في تاريخ المسرح الكوميدي المصري، وكوّن فرقة تحمل اسمه بشراكة المؤلف أبو السعود الأبياري، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدى 12 عاما حتى 1966 قدّم خلالها ما يزيد علي 50 مسرحية بشكل شبه يومي وكانت جميعها من تأليف أبو السعود الابياري.

وقد قدّم للمسرح 60 مسرحية سجلت جميعها للتليفزيون ولكن أحد الموظفين بالتليفزيون المصري أخطأ وقام بمسحها جميعا، إلا فصلين من مسرحية «كل الرجالة كده» وفصل واحد من مسرحية أخرى، وإن كان من يرى أن ذلك المسح تم بشكل متعمد، وعمل معه في المسرح عدد من الفنانين منهم تحية كاريوكا، سناء جميل، شكري سرحان وغيرهم.

 

أعماله

"كلمة حق" و بيت الطاعة" و دهب" و "حرام عليك" و الحموات الفاتنات" و"إشهدو يا ناس" و"رحلة إلى القمر" و عريس مراتي" و "الطيران" و " لحن حبي" و " خير" و"بين قلبين" و" طريق الخطايا" و " فرسان الغرام" و " لقاء الغرباء" وغيرهم الكثير من الافلام.

 

وفاته

 

ورغم هذا النجاح الساحق الذي حققه إسماعيل ياسين، في الفترة الخمسينيات، إلا أن مسيرته الفنية تعثرت في العقد الأخير من حياته، حيث شهد عام 1961 انحسار الأضواء عنه تدريجيا؛ فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام تقلص هذا العدد تدريجياً وتراكمت عليه الضرائب والديون، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة منها، وعاد مرة أخرى ليعمل كمطرب منولوج كما بدأ، ثم عاد إلى مصر وعمل في عدد من الأدوار الصغيرة  التى لا تتناسب مع تاريخه الحافل..

كان الرئيس السادات يفكر في تكريمه ولكن فقد وافته المنية في 24 مايو 1972، وذلك إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف ولذلك كان يسمى (بالمضحك الحزين) فرغم أن أكثر أفلامه كوميدية ومضحكة إلا أنه كان يعيش حزينا وخاصة آخر أيام عمره.