بعد إعلان الرئيس السيسي .."نبيل نجم الدين": القاهرة مدركة لحجم المؤامرة التي تحاك بالسودان
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الدولة المصرية اضطلعت بمسئوليتها تجاه السودان، باعتبارها دولة جوار رئيسية من خلال تكثيف التواصل، مع الأطراف الفاعلة كافة، والشركاء الدوليين والإقليميين للعمل على إنهاء الصراع الداخلي، جاء ذلك خلال كلمة الرئيس التي ألقاها اليوم السبت، فى اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقى حول السودان.
بعد إعلان الرئيس السيسي .. "نبيل نجم الدين": القاهرة مدركة لحجم المؤامرة التي تحاك بالسودان
وأوضح الرئيس السيسي، أن مصر استندت فى تحركاتها، إلى عدد من المحددات التى نأمل أن تأتى الجهود الإقليمية والدولية متسقة معها، وهي:
أولا: ضرورة التوصل لوقف شامل ومستدام لإطلاق النار وبما لا يقتصر فقط، على الأغراض الإنسانية.
ثانيا: وجوب الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية فى السودان والتى تعد العمود الفقرى، لحماية الدولة من خطر الانهيار.
ثالثا: إن النزاع فى السودان، هو أمر يخص الأشقاء السودانيين ودورنا كأطراف إقليمية، مساعدتهم على إيقافه، وتحقيق التوافق حول حل الأسباب، التى أدت إليه فى المقام الأول، وتؤكد مصر فى هذا الصدد، احترامها لإرادة الشعب السودانى، وعدم التدخل فى شئونه الداخلية، وأهمية عدم السماح بالتدخلات الخارجية، فى أزمته الراهنة.
رابعا: إن التداعيات الإنسانية للأزمة السودانية، تتجاوز حدود الدولة وتؤثر على دول الجوار، التى يتعين التنسيق معها عن قرب، وقد التزمت مصر بمسئولياتها فى هذا الشأن، عبر استقبال حوالى "150" ألف مواطن سودانى حتى اليوم بجانب استضافة حوالى "5" ملايين مواطن سودانى، تتم معاملتهم كمواطنين.
وقال الدكتور نبيل نجم الدين المتخصص في العلاقات الدولية والشأن السوداني، أن ما قدمته الدولة المصرية بشأن الصراع الداخلي السوداني في غاية الحكمة، وجاء نابعًا من إيمان الدولة المصرية الراسخ أن أن استقرار السودان هو استقرار للدولة المصرية، مضيفًا أن العبث في استقرار السودان له تأثيرات سلبية على الأمن القومي المصري.
وأضاف الدكتور نبيل نجم الدين المتخصص في العلاقات الدولية والشأن السوداني، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، أن القيادة المصرية مستعدة لإستضافة الأطراف المتنازعة وتأمين التفاوض، مشيرًا إلى أن القاهرة هي العاصمة الكبري المؤهلة حاليًا لمساعدة الأشقاء في الخرطوم لتجاوز تلك المرحلة الخطرة.
وأكد "نجم الدين" على أن توجه القيادة المصرية حكيم في التعامل مع الملف السوداني، مشيرًا إلى أن القاهرة تم استفزازها للإنخراط في الصراع السوداني إلا أن حكمة القيادة السياسية وإدراكها لحجم المؤامرة التي تحاك بالسودان اكسبها القدرة على تقدير الموقف ببراعة.
وأوضح المتخصص في العلاقات الدولية والشأن السوداني، أن القرارات الأخيرة للجيش السوداني باستدعاء قوات الاحتياط وإعلان التعبئة العامة، لن يؤدى إلى المفاوضات السلمية، مؤكدًا أن الصراع في السودان لن يحل بالقوة العسكرية وذلك بسبب انتشار قوات الدعم السريع في المدن والاحياء السكانية، وبالتالي دعوة قوات الاحتياط لا يساعد على أنهاء الاحتراب الداخلي.
وأشار "نجم الدين" إلى أن السودان يمر بمنحى في غاية الخطورة، مؤكدًا أن مثل تلك القرارات تزيد من استعمال القوة وعلى المسؤولين عن هذه الحرب العباثية الاتجاه إلى طاولة المفاوضات والتخالي عهن القرارات التي من شأنها تصعيد الموقف عسكريًا، مؤكدًا أن تسليح المدنيين يعني أن السودان تتجه نحو التصعيد العسكري الذي قد يؤدى إلى حر أهلية شاملة.
وأردف "نجم الدين" أن الإدارة الأمريكية تعكف على تجهيز حقبة من العقوبات على آى من الطرفيين في حالة انتهاك الهدنة ومعاودت القتال، ودعى الأطراف السودانية إلى تغليب الحكمة ووقف القتال، على أن يتمركز كل طرف في موضوعه والجلوس على طاولة المفاوضات للحفاظ على ماتبقي من السودان.