هاكان فيدان.. كل ما تريد معرفته عن كاتم أسرار أردوغان
هاكان فيدان.. بعد 13 عاما قضاها في قيادة جهاز الاستخبارات التركي، انتقل هاكان فيدان إلى قيادة دبلوماسية بلاده، بعدما تم تعيينه في منصب وزير الخارجية بالحكومة الجديدة التي تسير البلاد في السنوات الخمس المقبلة، حسبما ذكرت شبكة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية.
هاكان فيدان.. كل ما تريد معرفته عن كاتم أسرار أردوغان
برز اسم هاكان فيدان عقب محاولة الانقلاب عام 2016، حيث نظر له على أنه صاحب الدور الأبرز في إنقاذ أنقرة من الغرق في دوامة الانقلاب العسكري الخامس، ووصفه أردوغان بأنه "كاتم أسراره"، ويلقبه الأتراك بـ"ثعلب المخابرات".
وقاد هاكان فيدان عمليات التقارب التي قامت بها تركيا مع دول عربية خلال الفترة الأخيرة، كما أنه كان المسؤول عن عملية المفاوضات التي تتم مع سوريا لإعادة العلاقات مع دمشق، بدعم روسيا وإيران.
المحلل السياسي التركي نوزاد صواش، يقول إن هاكان فيدان سيجد أمامه عددا من الملفات الدبلوماسية المُلحة، وإن كان هو نفس الشخص الذي كان يتولى جزءا منها، لكن هذه المرة سيجد نفسه رجل الأضواء وليس الظل، وهو الدور اعتاد على ممارسته خلال العقد الماضي.
ويضيف صواش لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن فيدان سيتولى استكمال عملية تهدئة التوتر في المحيط التركي، وسيكون على رأسها استكمال عملية التفاوض مع سوريا الذي كان جزءا منها، وكذلك تقوية العلاقات مع مصر، التي تسير الآن في الطريق الصحيح بعد الإعلان عن ترفيع التمثيل الدبلوماسي.
ويتابع: "ستكون هناك مباحثات حول ملفات اليونان وقبرص وأرمينيا التي حضر رئيس وزرائها باشنيان حفل تنصيب أردوغان، في إشارة على إمكانية حدوث اختراق في هذا الملف العسير منذ عقود، كما كان لها دور في إرسال مساعدات ومجموعات إنقاذ أثناء الزلزال الأخير".
هاكان فيدان يثير الجدل بعد تعيينه وزيرا لخارجية تركيا
تصدر هاكان فيدان قائمة محركات البحث "جوجل" في مصر اليوم الأحد، بعدما تم اختياره من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتولي منصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة.
ووفقاً لوكالة أنباء تركيا، حملت التشكيلة الوزارية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الكثير من الرسائل، لاسيما اختيار أردوغان لرئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان، لشغل منصب وزير الخارجية في التشكيلة الوزارية الجديدة، خلفاً للوزير مولود تشاويش أوغلو، الذي أصبح عضواً في البرلمان.
وأثار اختيار هاكان فيدان لهذا المنصب الكثير من التساؤلات، وخصوصا أن مراقبين توقعوا أن يتم تعيينه بمنصب وزير الداخلية خلفاً للوزير السابق سليمان صويلو، كون المنصب أمني وقريب من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات، وفق وجهة نظرهم، لكن منصب وزير الداخلية كان من نصيب والي إسطنبول علي يرلي كايا.
وفي الفترة الأخيرة، ظهر واضحا ظهور هاكان فيدان وخاصة بالاجتماعات الرباعية التي جمعت وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري في موسكو، إضافة إلى رؤساء الاستخبارات.
وحول ذلك، قال المحلل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو لـ"وكالة أنباء تركيا"، إن "تركيا اليوم تدخل حقبة جديدة ومرحلة جديدة مختلفة كلياً عما سبق، وهذه هي رؤية تركيا الجديدة في ميلادها الجديد الذي يتكون من قرن تركيا، وبالتالي كان لا بد من أن تكون الحكومة مختلفة بناء على النظرة الشاملة للخمس سنوات المقبلة".
ورأى أن "تعيين هاكان فيدان وزيرا للخارجية هو رسالة متعددة الجهات لمن كان داعما للمعارضة وداعما للإرهاب بأنه يتلقى اليوم رسالة قوية من خلال تعيين فيدان في هذا المنصب، بمعنى أن الشخص يمتلك القوة والمعلومات والتركيز ولن يكون هناك مجال لـ (اللف والدوران)، وهي الرسالة المراد إيصالها".
وكان العنوان الأبرز للتشكيلة الحكومية الجديدة بأنها تضم رجل استخبارات بارز وهو هاكان فيدان، واقتصادي مميز وهو محمد شيشمك.
هاكان فيدان
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي ورئيس تحرير موقع "180 ترك" مصطفى إبراهيم لـ "وكالة أنباء تركيا"، إن "هناك ارتباطاً وتعاوناً بين وزارة الخارجية وجهاز المخابرات في أي دولة، وبالتالي فإن السفارات والقنصليات لأي دولة تضم مسؤولين رفيعي المستوى يتعاونون معاً في إدارة ملف العلاقات الخارجية، ولذلك فإن تولي هاكان فيدان لحقيبة الخارجية ليس شأنا بعيدا عنه ولا عن تخصصه، بل هو قريب جداً من الميدان الذي كان يعمل به عندما كان رئيساً لجهاز الاستخبارات التركية".
وأضاف أن "القيادة السياسية تعلم أن فترة الرئاسة الجديدة والبرلمان الجديد أيضأً يبدآن مرحلة مهمة جدأً في تاريخ تركيا وهي مرحلة القرن التركي، وتعلم أن العلاقات مع دول الجوار تعاد صياغتها وترتيبها، ومن أجل ذلك هي تعلم أن وزارة الخارجية تحتاج لوزير يمتلك رؤية ومعارف مواكبة ومناسبة للمرحلة الجديدة".
واعتبر أن "هاكان افيدان كان رئيساً ناجحأً بامتياز لجهاز الاستخبارات التركية، وهو شخص اعتاد على النجاح، والأداء القوي، لذا فإنه من أكثر الشخصيات المناسبة لتولي ملف الخارجية كونه يعلم كل كبيرة وصغيرة عن دول الجوار ودول المحيط الإقليمي، وكذلك عن الدول التي تربطها علاقات قوية ومؤثرة بتركيا".
يذكر أنه في العام 2020، كشفت صحيفة "حرييت" التركية، عن مخطط اغتيال كان سيستهدف رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان من قبل تنظيم "جولن"
وكتب عبد القادر سيلفي، الكاتب في الصحيفة تقريرا كان له صدى كبيرا بالإعلام التركي، قائلاً، "كانوا سيقتلون رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان هناك، كان اغتيال فيدان أول مخطط اغتياليّ من قبل تنظيم جولن ضد حزب العدالة والتنمية".
وأضاف سيلفي "لقد أرادوا له القدوم إلى مقر الحزب، في 7 فبراير 2012، ولكن ماذا كان سيحصل لوكان قد حضر بالفعل؟ لقد كانوا سيقتلونه".