تشيللو وجيتار..حكاية عم "رأفت" صانع 29 آلة موسيقية بسوهاج: الموسيقي سكنت روحي وبكتب لكل آلة شعر غزل
في ورشة يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1995 بمدينة سوهاج، ترتفع أصوات "دندنة" الآلات الموسيقية المختلفة، والتي يطرق العم "رأفت" جاكوشه بالأخشاب المتنوعة ليشكلها ويخرج في النهاية بأداة جديدة لا ند لها ولا شبه بين أخواتها، بذات الأخشاب وبذات الأدوات ولكن السر في أنامله الذهبية صانعة ما يهم أصحاب الذوق الرفيع.
29 آلة موسيقية صنعها عم "رأفت" صاحب ال60 عامًا في ورشته الخاصة بمدينة سوهاج، مع كل آلة تدخل البهجة في قلوب المارة من الشارع حال سماعهم إياها، وتكتمل البهجة حال بيعها لمن طلبها، يأتي المشتريين من شتي المحافظات، يدفعون ثمن بخس لا يذكر مقابل ما يحصلون عليه من جودة عالية وأداة تمثل فنٍ راقيٍ.
يقول "حفيد الفراعنة" كما يحب أن يلقب نفسه، في بث مباشر على موقع "مصر تايمز"، أنه يصنع كل الآلات يدويًا بدون تدخل آلي، وحَب المهنة منذ سنوات طويلة، ومازال مستمر فيها حتي الآن رغم ضعف الإقبال عليها وغلاء خاماتها، إلا أن حبها شب في قلبه وستظل الآلات الموسيقية أنيسة أيامه طوال حياته، واصفًا إياها بقول "بعتبر الآلة بنتي ميهداش ليا بال غير لما أشوفها وأشم ريحة المكان، وبستخدم أدوات كتير جدًا ملهاش عدد، وفي بعض الآلات غير موجودة بصنعها خصيصًا".
وعن ما يصنعه من الآلات، يشير العم رأفت إلى أنه يصنع "قانون، وعود، وجيتار، وكمان، ومزمار بلدي، وسمسمية، ودوف، وتشيلو، وناي، ورق، والساز، وربابة، ودودوك أرمني، وبان فلوت، ويانجو، وكولة، وكينا، كاخون،"، ويضيف "دا جزء من اللي بصنعه، بلاقي نفسه فيه خصوصًا إني بكتب شعر لكل آلة اتغزل في جمالها، الموسيقي سكنت روحي".
وعن عشقه لها، يستكمل "متعدد المواهب" قائلًا "أنا زي الدكتور الشاطر في بلد مفيهاش عيانين، الموسيقي سكنت روحي ومش لاقي اللي يقدرها، من حبي فيها غنيت وكتبت شعر، نفسي الاقي حد يهتم بيها قبل ما اموت وتموت معايا".