أبو عاصي: الله لم يوجب الحج على غير القادر
علق الدكتور محمد سالم أبو عاصي، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر سابقًا، على قروض الحج، مؤكدًا أن هناك أمرين يجب الاتفاق عليهما وهو أن هناك فتاوى مطبوخة، تطبخ لإرضاء الناس، وهناك من يصدر الفتوى وهو ينظر تحت قدميه فقط، ولا ينظر للعواقب وهذه مسألة تتعلق بالأمن القومي.
وقال خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "آخر النهار"، مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، والمذاع عبر فضائية "النهار"، إن الفقيه قبل أن يصدر فتوى ينظر للنص الشرعي، وفي الوقت نفسه ينظر لواقع الناس، ثم ينزل النص الشرعي على واقع الناس لأن الدين ماجاء إلا لصالح الإنسان وما جاء ليحدث مفسدة في البلاد.
وأضاف، أنه إذا نحن لم نحسن الواقع ستلعب بنا الكتب، مشيرًا إلى أن الآراء الفقهية يوجد بها آراء اجتهادية وآراء نصية، فالشافعية قالوا إن الذي عليه دين ويريد أن يحج عليه أمران الأول ان يستأذن المدين، والأمر الثاني أن يظن أنه قادر على سداد الدين كأن يكون له أموالا ستعود عليه بعد شهر أو عام وهذا هو المقرر في كتب الفقه، وهذا الكلام كان مقررًا في ظرفه ووقته التاريخي وكانت الحياة سهلة وتكاليف الحج ليست كما الآن.
وأكد أن الشريعة اشترطت للحج الزاد والراحلة وبلغتنا المعاصرة أن يكون مع الشخص قيمة الذهاب والعودة والإقامة وكذلك صحة البدن، موضحًا أن الله لم يوجب الحج على غير القادر، وليس على الإنسان شيئًا، متسائلًا: من أين نأتي أن الإنسان يقترض من أجل الحج، مؤكدًا أن نفس الأمر هو عن الأضحية فكل الفقهاء أكدوا أنها سنة، إلا أن هناك بعض المنتفعين ييسرون للناس ذلك حتى يقترضوا من أجله ويضيقون على أنفسهم.
وأنهى كلامه قائلًا: "من يشتغل بالفتوى لابد أن يدرك النص وحالة الناس ويراعي حالة البلد التي يفتي فيها لأن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان".