توقعات أسعار الذهب في مصر خلال عيد الأضحى المبارك
عيد مبارك.. ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء في ظل تراجع الدولار الأمريكي قبل البيانات الرئيسية التي تصدر هذا الأسبوع عن الولايات المتحدة الأمريكية، بينما ينتظر المتداولون خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لتقييم مستقبل رفع الفائدة.
توقعات أسعار الذهب في مصر خلال عيد الأضحى المبارك
يتداول سعر الذهب الفوري وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1924 دولار للأونصة مرتفعاً بنسبة 0.1% وذلك بعد تراجع الذهب يوم أمس ليغلق تحت المستوى 1930 دولار للأونصة الذي يعد المقاومة الحالية لسعر الذهب في هذه المنطقة.
انخفض الذهب منذ بداية شهر يونيو وحتى الآن بنسبة 1.8% بينما يظل المعدن النفيس مرتفعاً منذ بداية العام وحتى اليوم بنسبة 5.4%.
التذبذب الحالي في أسعار الذهب العالمي يأتي في ظل محاولات المستثمرين لخلق توازن بين مخاوف الركود الاقتصادي وبين استمرار التشديد النقدي للبنوك المركزية ورفع أسعار الفائدة، وهو ما نتج عنه التذبذب الحالي في الذهب بدون اتجاه واضح، وإن كان الاتجاه الهابط هو الغالب حالياً على حركة الذهب.
يصدر هذا الأسبوع بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري عن الاقتصاد الأمريكي، والذي يعد مؤشر التضخم المفضل لدة البنك الفيدرالي، ومن المتوقع أن يستمر التضخم على المستوى السنوي عند 4.7% خلال شهر مايو دون تغير عن القراءة السابقة.
على الرغم من توقع استقرار التضخم الأمريكي في مايو إلا أنه يبقى أعلى بكثير من مستهدف البنك الفيدرالي عند 2%، وهو ما يدفع البنك إلى التمسك بسياسة التشديد النقدي والاستمرار في رفع الفائدة.
من جانب آخر سيكون هناك فرصة للأسواق للاستماع إلى رئيسة المركزي الأوروبي لاغارد جنبًا إلى جنب مع رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ورؤساء البنوك المركزية العالمية الأخرى، في حلقة نقاش في المنتدى السنوي للبنك المركزي الأوروبي في سينترا في البرتغال يوم غد الأربعاء.
من المرجح أن يكون التضخم في مقدمة المواضيع خلال هذا المنتدى، بالإضافة إلى معرفة توجهات البنوك المركزية الأكبر في العالمي خلال النصف الثاني من العام.
هذا وتضع الأسواق حالياً تسعير برفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي خلال شهر يوليو بمقدار 25 نقطة أساس باحتمال بنسبة 77%، على أن تبدأ أسعار الفائدة في الانخفاض بداية من العام القادم بشكل تدريجي.
الدولار الأمريكي انخفض خلال تداولات اليوم قبل صدور الأحداث الهامة هذا الأسبوع، حيث انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية بنسبة 0.2% وذلك بعد ارتفاع المؤشر خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.6%.
عاد العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى الارتفاع اليوم بعد أن انخفض يوم أمس لأدنى مستوياته منذ 3 أسابيع، ليرتفع اليوم بنسبة 0.6% عند المستوى 3.744%، بينما تراجع العائد على السندات لأجل عامين اليوم بنسبة 0.8% ليسجل أدنى مستوى في أسبوع عند 4.668%.
عيد مبارك.. على الرغم من التذبذب الحالي في العائد على السندات إلا أنه يبقى بالقرب من مستويات قياسية، وهو ما يؤثر سلباً على أسعار الذهب منذ كون المعدن النفيس لا يقدم عائد لحائزيه ليزيد هذا من تكلفة الفرصة البديلة للذهب.
عيد مبارك.. تمسك البنك الفيدرالي بالتشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة مرتين خلال النصف الثاني من العام تسبب في ضعف أسعار الذهب بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة ليكسر منطقة التداول التي حافظت على تحركاته العرضية لأكثر من شهر.
ولكن الذهب لم يبدأ في الانخفاض بشكل حاد ومفتوح منذ خروجه من هذه المنطقة بل استقر تحتها وبدأ في التذبذب والتحركات العرضية، والفضل في ذلك يرجع إلى التوترات الجيوسياسية التي تزايدت مطلع هذا الأسبوع بعد الانقلاب العسكري في روسيا.
على الرغم من انتهاء الأزمة سريعاً إلا أن الذهب قد حقق استفادة كبيرة بالحفاظ على مستوياته الحالية وتوقفه عن الهبوط، خاصة أن هذا قد تزامن مع ضعف مستويات الدولار الأمريكي.
بينما تبقى التوقعات إيجابية بالنسبة للذهب على المدى المتوسط في ظل توقع دخول الاقتصاد الأمريكي والعالمي في ركود اقتصادي بنهاية هذا العام في ظل عمليات رفع الفائدة المستمرة منذ العام الماضي من قبل البنوك المركزية العالمية والتي لم تنتهي إلى الآن.
الجدير بالذكر أن الركود الاقتصادي والأزمات العالمية تعد أفضل محفزات لارتفاع أسعار الذهب الذي يعد الملاذ الآمن في الأسواق خلال هذه الفترات.
عيد مبارك.. التوقعات بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية ساهم في تراجع الطلب على أداء صناديق الاستثمار في الذهب بشكل كبير، هذا بالإضافة إلى ضعف أسعار الذهب العالمي وتداولاها عند مستويات خطرة قد تفتح الباب لمزيد من الهبوط.
عيد مبارك.. الطلب على صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب يشهد تراجع خلال الفترة الحالية بالمقارنة مع الإقبال على السندات الحكومية، وذلك مع استمرار سياسة التشديد النقدي من قبل الفيدرالي والتي تأتي بالنفع على أسواق السندات.
عيد مبارك.. صندوق SPDR الاستثماري للذهب والذي يعد أكبر صندوق عالمي بإجمالي استثمارات تصل إلى 60 مليار دولار شهد تراجع منذ بداية الأسبوع يعد أن انخفض الأسبوع الماضي بنسبة 1% وسجل أدنى مستوياته منذ منتصف شهر مارس الماضي. وفق جولد بيليون بينما قد فقد الصندوق الأداء الإيجابي الكبير الذي سجله منذ بداية العام بعد الدعم الذي حصل عليه من ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات 2080 دولار للأونصة، ليسجل ارتفاع منذ بداية العام بنسبة 5.05%، بالرغم من هذا استطاع صندوق SPDR أن يحصل على تدفقات داخلة منذ بداية العام بواقع 9.46 طن من الذهب.
أسعار الذهب في مصر
عاد الهدوء إلى تداولات أسواق الذهب المحلية مع اقتراب عيد الأضحى وتراجع الطلب بشكل عام، ولكن المعدن النفيس استمر في الارتفاع في محاولة لتركيز فكرة حان وقت الشراء من قبل المشاركين في الأسواق.
سجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الثلاثاء 2260 جنيه للجرام وهو أعلى سعر تم تسجيله خلال جلسة الأمس بعد أن ارتفع بمقدار 10 جنيهات للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 18080 جنيه.
يوم أمس شهدت تحركات أسعار الذهب هدوء وتحركات ضعيفة مقارنة مع العشرة جلسات السابقة، وذلك في ظل تراجع الطلب على الذهب مع اقتراب عيد الأضحى، بينما استطاعت الأسعار الاستمرار في الارتفاع على الرغم من ذلك والاغلاق فوق المستوى 2250 جنيه للجرام.
التذبذب والتحركات الكبيرة في الأسواق بدأت منذ كسر الذهب للمستوى 2200 جنيه للجرام وانخفاضه إلى أدنى مستوى عند 2130جنيه، ليبدأ من وقتها في الارتفاع والتذبذب بشكل كبير إلى أن استقر في جلسة الأمس وارتفاع إلى المستوى 2260 جنيه للجرام.
من جهة أخرى يبقى الطلب الحالي على الذهب متوسط في ظل ضعف السيولة النقدية لدى المشاركين في الأسواق خاصة أثناء فترة عيد الأضحى، هذا بالإضافة إلى تزايد المعروض من الذهب بعد مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية.
حتى الآن وصل إجمالي الذهب الوارد إلى مصر بدون رسوم جمركية إلى حوالي 300 كيلو جرام من الذهب وفقاً لبيانات مصلحة الجمارك، وهو ما يزيد من المعروض من الذهب ليواجه الطلب على السبائك والعملات الذهبية ويحقق نوعاً من الاستقرار في أسواق الذهب.
تشهد الأسواق المحلية استقرار خلال الفترة الحالية، فقد قام البنك المركزي المصري خلال الأسبوع الماضي بتثبيت أسعار الفائدة دون تغيير عند 18.25% للمرة الثانية على التوالي وللمرة الثالثة منذ بداية العام، ليوافق بذلك توقعات الأسواق التي ترى أن رفع الفائدة حالياً لن يفيد الاقتصاد حتى مع عودة معدلات التضخم إلى الارتفاع في مايو الماضي بسبب رفع سعر السولار.
بينما أشار تقرير لوكالة بلومبرج العالمية أن البنك المركزي المصري لن يقوم برفع الفائدة على المدى القريب بالرغم من عودة التضخم إلى الارتفاع في مايو، وأشار التقرير أن المركزي المصري سيؤجل قرار رفع الفائدة من أجل زيادة احتياطاته من العملات الأجنبية بشكل كافي.
هذا وقد أعلنت الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية عن زيادة قيمة المصنعية للمشغولات الذهبية بنسبة 10 % بدءا من الشهر المقبل طبقا لما هو مقرر تنفيذه بناءً على بروتوكول المحاسبة الضريبية الموقع بين الشعبة ومصلحة الضرائب المصرية، كما ستعتبر السبائك عيار 24 وزن 100 جرام فأقل من المشغولات الذهبية بدءا من الشهر المقبل بناءً على قرار الدكتور علي مصلحي وزير التموين والتجارة الداخلية الصادر برقم 94 لسنة 2023.
ولكن من المتوقع ألا يؤثر القرار بشكل كبير على سعر الذهب كون الزيادة ستكون محدودة على السبائك والمشغولات.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
حتى الآن فشلت محاولات الذهب في الصعود فوق المستوى 1930 دولار للأونصة، مع استمرار المتوسط المتحرك لـ 100 يوم في العمل كسقف للأسعار عند المستوى 1937 دولار للأونصة، لتعد هذه المستويات هي منطقة المقاومة المباشرة أمام الذهب الآن.
وفي حالة عكس الذهب حركته نحو الأسفل سيواجه المستوى 1910 الذي سجل عنده قاع عند انخفاضه الأسبوع الماضي، واغلاق السعر تحت هذا المستوى يدفع الأسعار إلى التراجع نحو 1900 ومن بعده 1880 دولار للأونصة.
وبالنسبة لأسعار الذهب المحلية فإن التذبذب سيكون هو الغالب على أداء المعدن النفيس خلال الفترة الحالية خاصة مع تزايد المضاربات خلال فترة إجازة العيد الأضحى، ونرى الآن محاولة للوصول للمستوى 2300 جنيه للجرام عيار 21 بعد أن أغلق الذهب فوق المستوى 2250 جنيه للجرام.ووفق جولد بيليون بينما إذا تراجعت الأسعار من جديد بسبب ضعف الطلب قد نرى السعر يتحرك بين المستوى 2200 – 2250 جنيه للجرام.