الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
سياسة

"100 يوم كذب وفشل".. الجماعة الإرهابية باعت الوهم للشعب المصري

الجمعة 30/يونيو/2023 - 12:45 م
مصر تايمز

تحتفل مصر اليوم الجمعة بالذكرى العاشرة لثورة الـ30 من يونيو التي نجحت في الإطاحة بجماعة الأخوان الإرهابية، ذلك  خرج الملايين من أبناء الشعب المصريّ العظيم، منتفضين ضد قوى الشر والظلام الذين اختطفوا الوطن، وأرادوا أن يغيروا هويته، فملأ المصريون الشوارع والميادين في كل أنحاء مصر المحروسة في مشهد حضاريّ شهد له العالم أجمع، حيث صنع الشعب المصري واحدة من أعظم الثورات في التاريخ؛ استعاد بها وطنه، وأنقذ البلاد من الفوضى والانهيار، لتمارس الدولة هيبتها ودورها الوطنيّ في بناء الحاضر وتأمين المستقبل.

"100 يوم كذب وفشل".. الجماعة الإرهابية باعت الوهم للشعب المصري

 

ثورة 30 يونيو جاءت استجابة طبيعية لإرادة الشعب المصري العظيم الذي رفض الخضوع لتهديدات جماعات التطرف والإرهاب وجعل مصلحة الوطن والحفاظ على مقدراته فوق كل اعتبار.

 

وبمناسبة الإحتفال بذكرى مرور 10 سنوات على إندلاع ثورة الثلاثين من يونيو، نلقي الضوء على فشل الجماعة الإرهابية في تحقيق وعودها للشعب المصري بتحقيق العديد من الإنجازات في عدد من الملفات خلال الـ 3 أشهر الأولى من تولي الرئيس المعزول محمد مرسي رئاسة البلاد.

 

فى بداية حكم الرئيس المعزول محمد مرسى قطع على نفسه عدة وعود لتحقيقها في المائة يوم الأولى للحكم، كان أبزرها مشكلات المرور والوقود والأمن والخبز والنظافة، إلا أنه كعادة "جماعة الإخوان" منذ نشأتها دائما ما تتنصل من وعودها، حيث سرعان ما تبخرت تلك الوعود، لتقدم دليلا مبكرا على فشل حكمهم وتفضح مخطط إسقاط الدولة المصرية عبر سياسات وقرارات تأكد فيما بعد أنها كانت ممنهجة.

 

لم يفشل المعزول وجماعته فقط في إدارة الدولة، وإقحامها فى مشكلات اقتصادية واجتماعية وسياسية، بل وصل الأمر ذروته بمخطط لتفتت الجبهة الداخلية ما فاقم الأوضاع بصورة مفزعة.

 

وجاءت الاحتجاجات العمالية والإضرابات والتظاهرات كرد عملي وواقعي على فشل الرئيس المعزول وجماعته وذراعه السياسية حزب "الحرية والعدالة" في تنفيذ الوعود التي قطعها على نفسه، والتي تسببت في حملة استهجان واستنكار واسعة شملت الرأى العام برمته.

 

الجماعة الأرهابية بدأت عامها الرئاسي الوحيد بمشروع المائة يوم، والذي شمل خمسة محاور: الأمن، الوقود، الخبز، النظافة والمرور، وأعدت خطة تحت عنوان "رئيس يلتف حوله الشعب" من أجل دعم الرئيس مرسي في ذلك الوقت، قبل أن تتحول الخطة بعد عام كامل إلى "رئيس يعزله الشعب" نفذها المصريون في الثلاثين من يونيو.

 

فلم يتحقق على أرض الواقع أي نتائج ملموسة للوعود، التي قطعها المعزول على نفسه منذ توليه الحكم، حيث انتشرت طوابير الخبر في كافة المحافظات، وتدهورت مشاكل التوزيع بعد أن لجأ المعزول إلى إسناد المهمة لحزب الحرية والعدالة واللجان التابعة له، كما تدهورت حالة رغيف الخبز، لتزداد الأعباء والمشكلات على المواطنين.

 

كما تفاقمت أزمة السولار والبنزين ووصل الأمر إلى حد الاشتباك بين المواطنين على جراكن البنزين والسولار، فكانت الطوابير تغلق الطرق الرئيسية، والسوق السوداء تلتهم جزءا كبيرا من الدعم الموجه لمواد الطاقة، وأصبحت مشكلة الوقود كارثة راح ضحيتها أرواح العديد من المواطنين نتيجة المشاجرات أمام محطات البنزين في كل محافظات مصر.

 

وفشل المعزول أيضا في إعادة الأمن والانضباط للشارع، وهو ما ظهر جليا في استمرار الاشتباكات بين الأهالي وانتشار عدد من العمليات الإرهابية ضد المجندين في شمال سيناء، كما امتلأت الشوارع بتلال القمامة في مختلف محافظات الجمهورية.

 

ولم تفلح محاولات مرسي وحكومته وأجهزته في ذلك التوقيت في حل أزمة المرور التي مثلت معاناة يومية لكل المصريين، حيث تفاقمت الأوضاع وتزايدت نسب الازدحام في الشوارع والتكدس المروري بما في ذلك الطرق الرئيسية والدائرية، ومحور 26 يوليو الذي يربط بين القاهرة ومدينة 6 أكتوبر، وازدادت نسبة انتشار الجريمة نتيجة تزايد الأعباء على المواطنين.

 

كما قامت جماعة الإخوان الإرهابية بإصدار العديد من القرارات والإعلانات الدستورية التي تسببت في زيادة الضغط الشعبي على الجهاز الأمني بالخروج في مظاهرات عارمة إلى الاتحادية والتحرير، فقد شهدت مصر أول حالة سحل لمواطن على مرأى العالم أجمع، كما تم الإفراج عن سجناء جهاديين من ذوي الفكر المتطرف استوطنوا سيناء وسعوا إلى تكوين إمارة إسلامية متطرفة تستمد العون من أنفاق التهريب مع قطاع غزة التي حظيت بكل الدعم والحماية من رئيس الدولة ذاته.

 

واستمرت الأزمات الغذائية، والارتفاع المتواصل في أسعار السلع والخدمات دون تدخل حكومي، وتكررت وبشكل متواصل أزمات البنزين والسولار، بما أثر على الحركة الحياتية للمواطن، وانعكس ذلك على الانقطاع المتكرر للكهرباء، وبدأ واضحًا اتجاه حكم جماعة الإخوان الإرهابية لاستخدام المنظومة التموينية لخدمة أغراضه الانتخابية، ومحاولة كسب شعبية عبر التلاعب بالحصص التموينية.

 

ولم ينس المصريون تعهد مرسي بحل مشكلة المواصلات ضمن خمس مشاكل تعهد بحلها خلال المائة يوم الأولى من حكمه، فاستفحلت مشكلة المواصلات خلال العام الذي شهد كوارث يومية للطرق، كما أنه لم يشهد هذا العام من الحكم تشييد أي من الطرق الجديدة، أو إصلاح الطرق القائمة، فضلًا عن تراجع أداء مرفق السكك الحديدية.

 

في الفترة ما بين 20 يونيو حتى 30 يونيو عام 2013، انتفض ملايين المصريين، نساءً ورجالًا، شيوخًا وشبابًا، ليعلنوا أنه لا مكان بينهم لمتآمرٍ أو خائن، وليؤكدوا أنهم لا يرتضون قِبْلَةً للعمل الوطني إلا الولاء لهذا الوطن، والانتماء إليه بالقول والفعل.

 

ونجح المصريون في الوقوف أمام "موجةَ التطرف والفرقة"، التي كانت تكتسح المنطقة، والتي ظن البعض أنها سادت وانتصرت، ولكن كان لشعب مصر، كعادته عبر التاريخ، الكلمةُ الفَصْلْ والقول الأخير، وذلك بعدما ارتكبت جماعة الإخوان الإرهابية، خلال فترة حكمهم للبلاد، والتي استمرت عاما، أخطاءً فادحة أنهت العلاقة بينها وبين الشعب في خلال هذه المدة الزمنية الضائعة من عمر مصر، التي كانت البلاد فيها أحوج ما تكون لاستثمار كل يوم للبناء والتقدم والنمو والاستقرار.