الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
حوادث

في ذكرى ثورة 30 يونيو.. وثيقة قضائية انقذت الجامعات من إجبارها على الإنضمام للأخوان

الجمعة 30/يونيو/2023 - 12:16 م
خفاجي
خفاجي

نعرض فى يوم الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو العظيمة، وثيقة قضائية نادرة انقذت الجامعات المصرية من إجبارها على الإنضمام للجماعة، وتضع مفهوماً لمبدأ استقلال الجامعات.

 

ففى حكم قضائى فى 26 مارس 2013 كتب بماء الذهب للقاضى الوطنى الشريف الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بإلغاء قرار وزير التعليم العالى التابع للجماعة بفرض تقارير الاَداء الذاتية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية ليتعرف على هويتهم السياسية وإرسالها لمكتب الوزير كشرط لصرف بدل الجامعة .


وسجل القاضى فى الحكم كلمات من ذهب لكبرياء العلماء : "إن وزير التعليم العالى استحدث أداة غير قانونية تحمل مهانة لكبرياء أستاذ الجامعة المنارة المضيئة وإهانة لمكانة الأستاذية عند الشعب لا تليق بأساتذة الجامعات وعلمائها تكون أقرب إلى التسلط على أدق بياناتهم الشخصية ليتحسس معرفة هويتهم على غرار نظم الحكم الشمولية منه فى أى نظام أخر".


كما سجل القاضى فى الحكم مفهوماً عظيماً لمبدأ استقلال الجامعات  : "إن جوهر مبدأ استقلال الجامعات يكمن فى الاستقلال المنهجى بالمفهوم الكامل من النواحى الفكرية والإبداعية والاجتماعية , فهو ليس استقلالا مالياً وإدارياً وعلمياً فحسب بحسبان أن الأستاذ وحدة الجامعة لا سلطان عليه إلا لضميره العلمى دون تأثير عليه".


وأشارت المحكمة عن علاقة مبدأ استقلال الجامعات بالدولة : "أن مبدأ استقلال الجامعات من مصاف المبادئ الدستورية، وعلى جميع سلطات الدولة احترامه  فلا تملك الحكومة خرقه أو العبث به، وهذا المبدأ مستمد من حق أعضاء هيئة التدريس والعلماء فى تعليم الأجيال للمساهمة فى رقي الفكر وتقدم العلم وتنمية القيم الإنسانية ليكون ثمرته تزويد البلاد بالمتخصصين والفنيين والخبراء فى مختلف المجالات .. ولا يجوز للدولة أن تفرض على الأساتذة  قيوداً من شأنها أن تؤدي بهم إلى صيرورتهم فى مذهب معين، فلا يصح أن يكون للدولة مذهب محدد للكافة بل يجب عليها أن تحترم التعددية فى المذاهب العلمية التى تنشأ فى المجتمع العلمي ولا يجوز بعد ثورة الشعب بكل أطيافه وطوائفه في 25 يناير 2011 أن تتخذ الحكومة من سلطتها وسيلة لتقييد حرية العلم والفكر والإبداع وأن أى تدخل بأية صورة أو خرق بأي شكل لمبدأ استقلال الجامعات يعد تعارضاً صارخاً مع القيم الحضارية والأخلاقية للمجتمع ، ويمثل تهديداً حقيقاً لمستقبل الوطن والمواطنين".

 


وأضاف الحكم :"إن وزير التعليم العالى التابع للجماعة تغافل عن أن استحقاق بدل الجامعة هو حق لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية ومعاونيهم  فهو ليس منحة فى يد الوزير إن شاء منحها وإن رغب منعها وإنما يستمدون حقهم من القانون مباشرة".


وبعد نطق القاضى بالحكم انبرى العلماء بجميع الكليات داخل القاعة احتفاءً بحكم المحكمة التاريخى  معربين أن القضاء المصرى لا يمكن أن تخطفه أى جماعة .