الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

مشاوير

الثلاثاء 15/ديسمبر/2020 - 08:09 م

الخميس 30 سبتمبر 2018
كان يوم عمل طويل ومرهق.. لم أشعر بنفسي إلا مع دقات الخامسة عصرًا والتى تعنى إنتهاء آخر أيام عمل هذا الأسبوع.. خلعت نظارتى الطبية التى لا أري بدونها التفاصيل ووضعتها بجانب جهاز الحاسوب، بعدها فتحت الدرج الأول من مكتبى وأخرجت الورقة التى أضعت نصف اليوم فى كتابتها.. نظرت إليها لثوان ولأمضتى التى تذيل طلبى المدون فى الورقة (ماجد عبد الرحمن الغزولى).. بعدها أغلقت الدرج وأخذتها بعد أن وضعت النظارة داخل الحافظة وتركت مكتبى متجهًا ناحية سكرتير المدير العام.. بعد سلامات رسمية لا داعى لها تركت له الورقة وقلت له (ياريت تكون فى بوسطة سيادة المدير يوم الأحد.. وأنا السبت بليل هبعت ميل فيه كل التفاصيل.. شكرا) 

فور خروجي من باب الشركة تلقيت رسالة على تطبيق الواتساب.. كنت متأكد قبل فتح هاتفى ببصمة وجهي أنها منها.. وبالفعل وجدت الرسالة منها.. ابتسمت تلقائيا حتى قبل فتح الرسالة الصوتية التى تحمل صوتها.. تلك النغمة التى تنافس آله الكمانجا فى الجمع الغريب بين الرومانسية والشجن.. الحب والحزن.. خليط مشاعر يجعلك فى عز سعادتك حزين.. وفى قمة حزن تبتسم.

فتحت التسجيل الصوتى بعد أن أستقليت سيارتى وسمعتها وهى تقول (مستنياك.. متتأخرش.. عاوزة أحضر شنطة السفر وأحنا مع بعض).. ابتسمت رغم قبضة قلبى ثم أنطلقت متجهًا لمنزلها بمنطقة المهندسين، الذهاب من أكتوبر للمهندسين فى ساعة الذورة فى طرق المحروسة يشبه الملاحم الفارسية.. الأقوى سيصل على جثث الآخرين .. وقفت فى إشارة جامعة القاهرة وأغلقت مبرد هواء السيارة ثم تحت الشباك قليلا لأدخن سيجارة انفث فيها همومي.. رأيته يتقرب منى.. رجلا فى الستين من عمره يلف على السيارات بخطوات بطيئة يمسح الزجاج الأمامى مسحة تزيد اتساخ الزجاج ولكنه علم أيه حال يحصل على قوت يومه.. اقترب من الزجاج سبقته بنظره تعنى شكرا.. لكنه صمم فبحثت فى جيبى عن أىجنيهات فكة واخرجت كل الفكة التى أملكها ثم فتحت الزجاج أكثر ومددت له يدى.. وفجأة دون أي مبرر قال لي " ربنا يريح بالك ويخليلك اللي واخداه" ابتسمت نفس الإبتسامة الحزينة عندما سمعت تسجيلها الصوتى ثم انطلقت.

هل تحدث المعجزة وتتحق الدعوة وتبقى شهيرة هنا.. بجواري؟.. سألتنى في مرة ماهي اقصى احلامك.. صمتت لثوان وقلت لها ( هتصدقيني؟) هزت رأسها بنعم فهى على دراية بما يدور فى عقلي المناخوليا.. قلت لها( أخدك ونعيش في البحر الأحمر.. يبقى معانا فلوس تكفينا نعيش كويس ومانشوفش ناس كتير.. نجيب كلب بس يكون جرو عشان بخاف من الكلاب ونربيه على أيدينا.. ويفضل بوزنا فى بوز بعض لحد ما أنا أعجز.. أنتي مستحيل هتعجزى) ضحكت ضحكتها التى أكاد أجزم إنها أروع من صوت قيثارة روما التى كانت تعزف حين يتم إعلان إمبراطور جديد.. سألتني وقتها (ليه مش هعجز يعني مش بني ادمة؟).. في الحقيقة أنا أشعر إنها من المحظوظين التى حصلت على أكسير الحياة الذى يطيل العمر ويورد البشرة كلما تقدم السن.. وأنا من المتعايس الذى سيهاجمهم آلام المفاصل فى بداية الأربعينيات.
 
تأملت مخاوفي بعيدًا عن خوفى من الكلاب وفوبيا الأحذية الضيقة.. وجدت أن أعظم مخاوفى التى تتجدد دائمًا هو الفراق.. أفارق أحبابي منذ التاسعة من عمرى.. حين سافر والدى ووالدتى للعراق بحثًا عن الرزق وتوفير حياة كريمة.. ثم ليبيا ثم السعودية وبعد أن انهك المرض والدى عاد لهنا ليفارق فراقًا جديدًا لكنه أبديًا.. كذلك والدتى التى لحقت به بعدها بسنوات قليلة.. أصبحت وحيدًا.. ربيت سمك كى أشعر بالألفة لكنى اكتشفت أن سمك الزينة نفسه يسبح وحيدًا ليس فى مجموعة.. هكذا يبتسم الحظ لأمثالى .

أخيرًا وصلت.. بعد معاناه وجدت مكان أركن فيه سيارتى.. صعدت للدور 22.. المفتاح فى مكانه فوق المسند الخشبى الكبير الذى يعلو باب الشقة.. فتحت الباب ودخلت.. وجدتها تجلس تقلب قنوات التلفاز فى ملل.. فور رؤيتي ركضت نحوى كأن طفلة صغيرة وجدت والدها بعد فترة من التوهة.. احتضنتها وشممت رائحة جسدها التى ينافس فى روعته أفضل العطور الباريسية.. طبعت قبلة على جبهتها وأنا أتمنى إلا تكون قبلة الوداع.. قالت لى " نحضر الشنطة الأول ولاتشرب قهوة من إيدي" .. اقترحت عليها أن نشرب القهوة أولا".

دخلت المطبخ وأنا خلفها بخطوات بطيئة أراقبها دون أن تشعر.. تلك الجميلة التى أعطت للحياة معنى جديد.. تذكرت وهى تضع البن فى كنكة القهوة أول مرة ألتقينا .. كانت فى إحدى فنادق القاهرة المطلة على النيل.. كان الفندق يحتاج لعازف بيانو للعزف فى الفندق الدوار فى الدور الأخير.. ذهبت وقابلت مديرة شؤون العاملين فى الفندق الأستاذة شهيرة منصور حسين.. تلك السيدة التيى جلست أمامى بوقار لم يستطع إخفاء جمالها الانثوى عنى.. وأنا الذى يتفحص ويتمحص جيدا الأنثى التى أمامه.. تحدثنا كثيرًا وتعرفت على طبيعة عملى النهارى فى شركة الشحن الجمركية وإننى أهوى الموسيقى ودرستها لفترة ثم تفرغت للعمل التقليدى ركضًا خلف أكل العيش كما يفعل أهل هذه البلاد دائما.. وعندما سألتني عن دوافع التقدم لتلك الوظيفة قلت لها سببين.. الأول حتى لا أنسى هوايتى المفضلة والثانى لتحسين دخلى قليلا.. بعد القفزة الأخيرة فى الأسعار الراتب لم يعد يحتمل الكثير.. وبالفعل حصلت على الوظيفة لكنها اشترطت أسبوع تحت التجربة.. الاستمرار فى حالة الإجادة أو توجيه الشكر لي مع ظرف يحمل حساب أسبوع فى حالة عدم استمتاع الزبائن بالعزف.. ولحسن حظى أو سوئه لإنني لا أثق به كثيرا أول أيام التجربة ستكون رأس السنة الجديدة. 

الجمعة 31 سبتمبر 2018
الساعة 11 مساء قبل صعود نجم الليلة مع الراقصة الشهيرة بدأت فقرتي.. عزفت مقطوعة لبيتهوفن.. جيدة لكن الحضور لم يتفاعل كثيرا.. بعدها وجدت فكرة تليق أكثر بهذا اليوم.. لو عزفت لهؤلاء أهم المقاطع والسيمفونيات العالمية لن يلتفتوا.. حضرت لى فكرة مجنونة لكنها مناسبة.. ذهبت لطبال فرقة المطرب الشهير واتفقت على عزف ( اما براوة ) للفنانة نجاة على أن تكون الطبلة كورال للبيانو يقسم الإيقاع ويعطيه الطابع الشرقى.. بالفعل بدأنا الخطة وانطلق الحضور.. رقصا وإشادة حتى إننا استمرينا بعد ميعادنا بساعة أخرى .

في اليوم التالي، أول أيام العام الجديد استدعتني شهيرة فى مكتبها.. أشادت بعزفي ليلة أمس وقال لي "أنا متبعاك من الأول..عجبتنى.. وعجبتنى أكتر أنك مش عاوز الناس اللى حواليك ماتكونش حس بوجود رغم أنك بتلعب موسيقى عالمية.. أنت اللى روحتلهم وعملت اللى يعجبهم"، شكرتها وتبادلنا الحديث حول عملى الصباحي وإنها ترانى عازفًا مميزًا وضرورى أن أتفرغ للموسيقى وأن أترك شركة الشحن.. تجرأت بعدها وطلبت رقمها بحجة إرسال بعض المقطوعات التى ألفتها ورغبتى فى سماع رأيها تفصيلا، جميلة الموسيقى دائما ما تقرب المسافات.

مرت أيام ونحن نتحدث سويًا.. أرسل لها مقطعًا موسيقيًا لتحدثنى بعدها ونتناقش ويأخذنا الحديث لأمور عدة لا علاقة لها بالموسيقى.. مثلا تحكى لى عن صديقتها التى أخفت عنها خبر خطوبتها.. أخبرتنى عن زيجتها الفاشلة رغم إنها كانت عن حب شديد استمر لسنوات.. عن رغبتها فى بداية حمية غذائية للمرة الألف حتى تخسر بعض الوزن من خصرها.. وددت وقتها أن أخبرها أن خصرها يشبه الحان عمر خيرت وبوصف ذكورى أكثر يذكرنى بخصر الفتيات البرازليات اللاتى يتراقصن عراه على شواطيء ريو دي جانيرو.. لكن علاقتنا وقتها لم تكن تسمح.. أخبرتها عن علاقتى ببعض أصدقائي من أيام الجامعة وإننى اعتبرهم بقايا حياتي القديمة.. خوفي القديم من الأحذية الضيقة فبسبب أزمة مالية مر بها والدى فكنت أضطر لإرتداء حذائى القديم والذى أصبح أصغر بنمرتين حتى لا أحمله مصاريف إضافية.. وعن خوفى من الكلاب بعض أن عضني كلب الجيران وذرت بعدها المستشفى أكثر من مرة لأخذ المصل.. حكيت لها عن النسخة القديمة منى والتى أبحث عنها الآن بداخلى لا أجدها .

الخميس6 يناير 2019
بعد أول أسبوع حصلت على راتبي الأسبوعي من الفندق .. ذهبت مباشرة لمكتبها وطلبت مقابلتها .. قابلتها وقلت لها ( انا عازمك بأول مرتب على الغدا .. ممكن؟ ) .. ابتسمت كأنها ترى طفلها يرقص أمامها بعد أن حصل على شهادته الابتدائية .. وافقت لكن مع تعديل بسيط .. انها قررت أن تعزمني عندها في المنزل بمناسبة أول راتب له من الفندق .. قررت أن تطبخ لي بيديها .. حاولت أن أظهر في صورة الرجل الثقيل الذي يفكر قبل أن يوافق لكن ابتسامتي البلهاء التي ملئت وجههي كشف كل شيء.

في تمام السابعة كنت أسفل العمارة .. نظرت لنفسي في مرآة المصعد أكثر من عشرين مرة لأتأكد أن ياقة القميص مشدودة وأنني أبدوا وسيما ولو بقدر بسيط .. على الاقل هي تعلم خلقتي جيدا ودعتنيللععشاء وانا على هذه الخلقة دون أن أضع ماسك عمر الشريف أو أحمد رمزي على وجهي .. حسنا حان الآن ميعاد الصعود للقمر. 

فور دخولي .. اعطيتها الشيكولاتة التي اشتريتها مخصوص من أجلها .. كانت ترتدي فستانا أزرق تشبه فيه أمواج البحر حينما تقرر أن تغرق شخصا .. وكان انا هذا الشخص المذكور الذي غرق في أمواج فستانها .. جلست على الكرسي المقابل لي على السفرة وبدأنا في تناول الطعام .. اتناول من صحن المعكرونة الذي امامي وانا اختلص النظر لها وهي تأكل.. أبدوا كحيوان مفترس اقترب من القضاء على طبقه وهي لم تنته من ربع الطبق الموضوع أمامها .. لاحظت نظراتي فضحكت وطلبت مني التصرف بطبيعتي فهي تحاول ان تأكل ببطء حتى تشبع سريعا .. بعدها انتهينا من الطعام وجلسنا معا امام التلفاز .. لحسن الحظ كان فيلم الناظر الذي اعشقه على روتانا سينما .. اخبرتها بحبي الشديد لهذا الفيلم وشاهدناه سويا ونحن نضحك مع كل مشهد .. بدون سابق انذار وجدت رأسي نائمة على فخذها .. اشاهد الفيلم وانا نائم على ركبتها .. بعدها أخبرتها بإنني أول مرة منذ عشر سنوات انام على قدم سيدة بعد وفاة امي .. مسحت جبهتي بيديها ثم طبعت قبلة عليها لن انساها مدى حييت .. كأنني ولدت من جديد بعدها.

الثلاثاء28 سبتمبر 2019
مر حوالي عام على علاقتنا .. تكررت اللقاءات كثيرًا.. أصبح محور حياتى الشركة والعزف في الفندق وشهيرة .. اطلقت عليها لقب سكر الدنيا .. الحياة كانت عادمة تشبه وصفات الطعام الصحي .. لتأتي هي وتضيف حلاوة لم تكن على البال أبدا .. في كل مرة نتحدث كثيرا حول الاحلام والآمال والطموحات .. تلح علي في تقديم استقالتي والتفرغ للموسيقى .. واخبرها ان الراتب الذي يأتي من الشركة هو المحرك الاساسي لي .. تحاول اقناعي وينتهي الحوار بقبلة تنسينا فيما كنا نتحدث .. مغامرة تلك الفتاة ولا تخشى الخسارة .. عكس انا الذي يحسبها كثيرا ويفكر في الامر اكثر من مئة مرة من كل الزوايا .. احيانا احسدها على قدرتها على اتخاذ قرارت سريعة وجريئة دون أن تخشى العواقب .. وفي احدى المرات وانا امارس نومتي المفضلة على فخذها .. اقتربت بشفتاها ناحية أذني وهمست لي بصوت خافت " احبك كثيرا" .. سعدت سعادة المفلس الذي حصل على ثروة قيمتها مليار جنيه .. طلبت منها الزواج فوافقت لكنها طلبت التأجيل عام ونصف .. لان الفندق طلب نقلها لفرعه في دولة عربية شقيقة قيمة عملتها أربع أضعاف قيمة الجنيه المصري الحبيب وهي وجدتها فرصة ونقلة كبيرة لحياتها .. قالتها ووعدتني بالعودة والسفر لدهب كما كنت أحكي لها دائما .. وانا بيني وبين نفسي اراهن سوء حظي انها لن تعود .. حاولت ان اظهر طبيعيا لكنها كأي أم تعرف ابنها جيدا لاحظت التوتر والتغيير .. طلبت مني الاستقالة مجددا والذهاب معها .. لم تكن هذه الحياة التي طالما حلمت بها .. حلمت بالاستقرار هنا معها والبعد عن الماديات والبشر .. ترددت في الاجابة لكنها تفهمت و احتضنتني كأنها تطمئن قلبي.. الذي لا يريد أن يعود وحيدا مرة أخرى.

في اليوم التالي أرسلت لي صورة سيلفي وهي تمسك جواز السفر والفيزا وعقد العمل مصحوبة برسالة ( حبيبت تكون انت اول واحد يفرح معايا).. اتخذت بعدها قرار يبدو شجاع لكنه في الحقيقة أخيب من الخيابة .. قررت ان اقطع صلتي بها تماما .. اغلقت هاتفي وحساباتي على السوشيال ميديا .. انقطعت عن الفندق .. بدأت حياة معزولة منزوعة السكر بإراداتي .. فكرت طويلا في بداية العلاقة وسألت نفسي هل تعلقت با أكثر من اللازم؟ هل كنت بالنسبة لها مجرد حكاية كتبت نهايتها ؟.. مشوار قصير من ضمن مشاويرها الطويلة.. وجدت ان حياتنا كلها مشاوير .. شوارع رئيسية بداخلها حواري وأزقة نقطعها كلها رغما عنا لانها حياتنا .. قد تصل بطريقة وغيرك يصل بطريقة .. ولا ينبغي أبدا التمسك بوجهة نظرك في تحقيق هدفك طالما هناك خطط بديلة .. لا اعلم هذا تفكير العقل المشوش ام القلب المكلوم .. لكنه تفكير مريح على أية حال .. يجب أن أواجه نفسي بحقيقة الامر.. انا ابحث دائما عن الركن الآمن واذهب اليه رغبة مني في عدم بذل اي مجهود لاكتشاف شيء جديد ومن ثم القي اللوم على العالم .. العالم الذي يخيفني وأراه كبيرا جدا عل أمثالي رغم انني لم احاول مرة واحدة ان اقف امامه واحاول مواجهته .. في كل مرة كنت اقرر الانسحاب .. في كل مرة اعود للركن الآمن اندب حظي وأولول على نصيبي .. لماذا اعاقبها واعاقب نفسي بالفراق مرة أخرى .. هل أخطئت عندما قررت ان تفعل ما لم أجرؤ على فعله .. ام انا الذي اخطيء في كل مرة اعود فيها لركني الهاديء الآمن رافضا المغامرة؟!

الخميس 30 سبتمبر 2019
انتهت شهيرة من صب القهوة في فنجاني .. اخبرتها انني قدمت استقالات اليوم من شركة الشحن .. تلك الورقة التي قضيت نصف يوم اكتبها واقطعها ثم اعيد كتابتها مرة اخرى .. تعلمت منها المغامرة واننا احيانا نكون في حاجة لتغيير الاماكن الامنة بالنسبة لنا لنشعر بشيء من المتعة .. اخبرتها انني سأعاود التقديم في الدراسات الحرة بمعهد الموسيقى .. اخذت رشفة من قهوتي ثم قلت لها ( هترجعي تاني وهنسافر البحر الأحمر سوا مش كدة؟) .. ابتسمت واقتربت مني لتضع قبلة على خدي كأنها الاجابة ثم قال لي ( يلا نحضر الشنطة سوا!)