قمة دول الجوار.. خبراء: محاولة مصرية لإنقاذ السودان من التدخل العسكري الأجنبي
تستضيف مصر، اليوم الخميس، مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار.
أعلنت الدولة المصرية، أن القاهرة ستستضيف في 13 يوليو، مؤتمر قمة دول جوار السودان لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي، وتداعياته السلبية على الدول المجاورة، ووضع آليات فاعلة لتسوية الأزمة بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى.
قمة دول الجوار.. خبراء: محاولة مصرية لإنقاذ السودان من التدخل العسكري الأجنبي
تعدد مبادرات حل الأزمة السودانية
يذكر أن عدد من المبادرات طرحت منذ اندلاع الحرب في السودان، على رأسها المبادرة الأمريكية السعودية، ومبادرة إيغاد المدعومة من الاتحاد الأفريقي والتي تعمل بتنسيق تام معها، وقد تم رفضها، كما رفض الجيش السوداني تدخل الاتحاد الأفريقي بسبب تعليق عضوية السودان.
وتأتي قمة دول جوار السودان في محاولة لصياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المباشر للسودان، وكذلك اتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.
وقال نبيل نجم الدين المتخصص في العلاقات الدولية والشأن السوداني، إن الرفض المستمر من قبل الجيش السوداني للمبادرات الإقليمية والدولية سيجعله يخسر المعركة الدبلوماسية.
وأضاف نبيل نجم الدين، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، أن مؤتمر دول جوار السودان بالرعاية المصرية أصبح السبيل الوحيد لحل الأزمة السودانية، لدور الدولة المصرية الفاعل في حل الأزمة السودانية، مؤكدًا أن الحل العسكري للأزمة في السودان سيزيد الأزمة تعقيدًا ويصعب الأمور على الشعب السوداني، وأن السبيل الوحيد هوالعمل على عقد لقاء وجهاً لوجه بين قادة الجيش والدعم السريع.
ووصف "نجم الدين" أن مبادرة إيغاد بـ "مبادرة لاحتلال السودان" وتهدف إلى وضع شرعية دولية للتدخل العسكري الدولي بالسودان، إذ تنص على إمكانية نشر وحدات مكونة من 7 آلاف جندي لحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وجعل منطقة الخرطوم منزوعة السلاح.
ومن جانبها قالت الدكتورة أسماء الحسيني، المتخصصة في الشأن السوداني، إن استضافة مصر إلي قمة دول جوار السودان يؤكد علي الدور المهم التي تلعبه مصر من أجل الاستقرار في السودان.
وأضافت الدكتورة أسماء الحسيني في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز"، أن زيادة الأزمة السودان يعني تهديد الأمن القومي المصري وأيضا تهدد الأمن القومي إلي الدول المجاورة إلي السودان، لذلك تحاول مصر من خلال تلك القمة أن تبعث رسالة إلي الجميع تقول يجب أي مبادرة تحدث يجب أن تشارك فيها دول الجوار لأنهم هم المتأثرين بزيادة الأزمة السودانية.
وأردفت الحسيني، أن مصر تسعي في تلك القمة بعث رسائل متعددة وأبرزها أن مصر تريد وحدة واستقرار السودان عدم التدخل في الشأن السوداني.
وتابعت الحسيني، أن الملف السوداني ليس غريب علي مصر وأن مصر أعلنت أنها علي مسافة واحدة بين الأطراف السودانية من أجل الوصول إلي حل تلك الأزمة.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل معارك مستمرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، أدت إلى مقتل 3 آلاف شخص وإصابة 6 آلاف آخرين، وفقاً لوزير الصحة السوداني.
كما تسبب الصراع في نزوح أكثر من 2.8)مليون شخص، لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، خصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.