السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

الرهان الذي خسره إيمان البحر درويش بسبب إيناس الدغيدي فإعتزل السينما

الخميس 13/يوليو/2023 - 01:20 م

منذ أيام قليلة صُدم الجميع بصورة متداولة للنجم إيمان البحر درويش نشرتها إبنته علي صفحتها الخاصة على الفيس بوك وقد قهره المرض وغيًر ملامحه التي كانت في يوماً من الأيام سبب كبير في شهرته و نجوميته التي بدأت في مطلع الثمانينات و كاد أن يكون المطرب الأول في السينما المصرية في تلك الحقبة الزمنية حيث لم يكن هناك مطرب سينمائي أفلامه تنجح نجاحاً كبيراً إلا إيمان البحر درويش الذي بدأ بفيلم "تزوير في أوراق رسمية" 1984 مع محمود عبد العزيز و ميرڤت أمين و هشام سليم

 

 


وكان الفيلم و مازال من الأفلام الهامة في تاريخ السينما المصرية ولعل ما يميزه هو نهاية الفيلم التي ظلت معلقة و هي ما زادت نجاح و جماهيرية للفيلم حتي وقتنا هذا حتي أن رواد السيوشيال ميديا يأخذون مشهد النهاية و يعلقون عليه حتي الآن وبرغم أن دوره لم يكن بطولة مطلقة إلا أنه كان سبب رئيسي في نجاح الفيلم نجاح كبير في فترة السينما كانت فيها مفتقدة تماماً الفيلم الغنائي الناجح


وبدأ مشوار إيمان البحر درويش في السينما الغنائية في إنطلاقة كبري و قدم في العام التالي فيلم " حكاية في كلمتين " مع ليلي علوي و نجح الفيلم نجاحاً كبيراً خاصةً أنه توافر فيه كل عناصر الجذب الجماهيري من كوميديا و إستعراض و غناء و قصة درامية رومانسية

 

وهكذا بدأ إسم إيمان البحر درويش يتردد في السينما ليكمل المسيرة بأفلام غنائية مهمة وغير تقليدية مثل فيلمي "لقاء في شهر العسل" 1987 مع إلهام شاهين الذي غني فيه أغنية"ضميني وإنسي الدنيا" التي أصبحت الأغنية الرسمية في جميع الأفراح و بها بدأت موضة غناء العروسين في الأفراح بعد ما كان يقتصر الزفاف فقط علي جلوس العروسين علي "الكوشة" فقط و تقوم الفرق الموسيقية بالغناء والرقص دون أي تدخل من العروسين أو الأهل والأصدقاء ، ولولا هذه الأغنية ما كانت موضة غناء العروسين في الأفراح.

 

 

ثم قدم فيلم " طير في السما" 1988 مع آثار الحكيم و سمير غانم و دلال عبد العزيز وكان تأكيد للنجاح والتفوق الذي قدمه في أفلامه السابقة و كانت أغنيته " أنا طير في السما" يتغني بها كل الوطن العربي في ذلك الوقت من المحيط إلى الخليج حيث كانت أغنية كلماتها جديدة و لحنها هو الآخر نقلة موسيقية مختلفة عن السائد من موجة الأغاني الشبابية التي أصبحت سمة هذه الفترة

 

ثم جاء فيلم "زمن الممنوع" 1988 مع ليلي علوي و إخراج إيناس الدغيدي فأراد أن يتحدي نفسه في هذا الفيلم و صرح تصريح صحفي هام "أراهن علي نجاح هذا الفيلم ولو فشل لن أقدم أفلام في السينما إطلاقاً"،  وبكل أسف ولأول مرة يفشل فيلم لإيمان البحر درويش فشلاً ذريعاً بل و كاد الجمهور أن يحطم صالات العرض بسبب سؤ الفيلم و يريدون أن يستردوا ثمن تذكرة الفيلم ويبكي إيمان البحر درويش علي فشل الفيلم الذي راهن عليه أمام الجمهور و يفي بهذا الرهان و لم يقدم أي عمل سينمائي ولم يظهر علي شريط السينما في أي عمل سينمائي مطلقاً حتي ولو بصوته أو كضيف شرف.

 

 

وشهد فيلم "زمن الممنوع" مناقشات و خلافات حادة بين إيمان البحر درويش و إيناس الدغيدي بسبب تمسك إيناس الدغيدي في تصوير مشاهد جريئة بين إيمان البحر درويش وليلي علوي وللأسف خضع إيمان البحر درويش في تصوير مشهدين بطريقة غير مباشرة تؤدي الغرض ولا تكون مستفزة كمشاهد إيناس الدغيدي المعروفة و عندما نري الفيلم نشعر بأن هذا ليس إيمان البحر درويش و أن دوره دور ليس مناسب له بالمرة.


ولا حتي إيناس الدغيدي إقتنعت بالفيلم و ندمت عليه و صرحت بذلك معلله فشل الفيلم لأنه ليس كما كانت متصورة وأن إيمان البحر درويش هو السبب الرئيسي في فشل الفيلم بسبب تدخله المستمر في كل كبيرة وصغيرة و قالت أيضاً أن غرور إيمان البحر درويش جعله يشعر بأنه عبد الحليم حافظ و أن رأيه فوق الجميع

 

ومن المدهش أن هذا الفيلم لا أحد يراه ولا أحد حاول أن يراه ولا نادراً ما يذاع في أي قناة فضائية و إن حدث و تم عرضه فيكون في قناة فضائية غير قوية و لا يحرص على متابعتها أحد وهكذا أنتهت نجومية إيمان البحر درويش في السينما رغم محاولاته في المسرح والتليفزيون من آن لآخر مثل مسرحية " إنقلاب " مع نيللي.


ومسلسل "حبيبي الذي لا أعرفه" أيضاً مع نيللي وكان آخر ما قدم من عمل فني متميز إسترعي الانتباه كان مسلسل "الإمام الشافعي" 2007 وبرغم فشل المسلسل جماهيرياً بسبب إذاعته في أوقات غير مناسبة للمشاهدة إلا أنه يظل عملاً فنياً تاريخياً مهم و يضاف لتاريخ إيمان البحر درويش.

 

وفي النهاية فقد فقدت السينما المصرية نجم غنائي كبير كان من الممكن أن يقدم أفلام سينمائية غنائية يعيد بها زمن فريد الأطرش و محمد فوزي وعبد الحليم حافظ بسبب غرور إيمان البحر درويش الذي جعله يري نفسه فوق الجميع و بسبب أيضاً ما فعلته إيناس الدغيدي التي أصرت ان تخوض تجربة فاشلة بكل المقاييس.

 

والخاسر هنا الجمهور الذي كنا في أمس الحاجة لتقديم أفلام غنائية بشكل جديد ومختلف وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نتمني الشفاء للفنان الكبير الموهوب إيمان البحر درويش الذي لولا تخبطات فنية و نفسية كثيرة مر بها في مشواره الفني لكان أهم و أفضل مطرب في هذا العصر