أسامة قابيل: إخفاء الأمراض والعيوب الخلقية فترة الخطوبة يعتبر غش وتدليس
قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن فترة الخطوبة بين الطرفين لابد أن تتسم بالصراحة والوضوح، حتى تبنى الحياة الزوجية على المودة والرحمة، لافتا إلى أن الكثير فى المجتمعات يخفون عيوبهم خاصة المرضية، مما يحول الزواج إلى جحيم، لبنائه على الغش والخداع.
وأوضح العالم الأزهري، خلال تصريحات صحفية، أن الطرفين عليهما المصارحة بكل شيء فى فترة الخطوبة، خاصة فيما يتعلق بالظروف المرضية، مشيرا إلي أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "من غشنا فليس منا"، والله يقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
وتساءل: "هل يعقل بعد الزواج ان يكتشف الزوج أو الزوجة أن أحدهما مصاب بمرض نفسى أو عيب خلقى أو مرض جنسي، أو مرض معدى"، لافتا إلى أن كل هذه الأمراض يترتب عليها فسخ الزواج لوقوع الغش والتدليس، وهو ما تمتلأ به أروقة محاكم الأسرة، من هذه النوعية من القضايا.
وأضاف أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا جاءكم ترضون ده وخلقه فزوجوه"، وبالتالي ليس من الدين أو الخلق التدليس فى أى حال من الأحوال سواء الأمور الصحية أو المادية أو أى أمور يترتب عليها مشكلات حال انكشافها بعد ذلك.
وأشار إلى أن سيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قال: "تنكح المرأة لأربع مالها وجمالها ونسبها ودينها"، وهذه تعتبر المعايير الحقيقة لإقامة الأسرة السوية، وأى غش أو تدليس أو عدم قول الحقيقة فيها، يعتبر تدمير للأسرة واستقرارها.
واستكمل: "اذا اكتشف أحد الطرفين وجود عيب أو أمر خطير قد اخفاه قبل الزواج، فعليه أن يرضى به او يرفضه، فإن رفضه عليه أن يذهب إلى الأهل وليحكم العقلاء فإن استحال الأمر فعليه الذهاب إلى المحكمة المختصة مع الحفاظ على الستر وعدم التشهير بالطرف الآخر، لأن كل حالة لها حكم منفرد".
واختتم: "بعدما انتشرت حالات الغش فى فترات الخطوبة بشكل كبير وترتب عليها تدمير الأسر، أناشد كل أب وأم تربية أبنائهم على الوضوح وعدم الغش والخداع، خاصة فيما يتعلق بالزواج لأنه ميثاق غليظ، لابد أن يبنى على المصارحة والمودة والرحمة، وعلى كل مقبل على الزواج أن يكون عنده يقين بالله، ويبنى حياته على الوضوح والمصارحة خاصة فيما يتعلق بالامور الصحية والمادية حتى يكون أسرة مستقرة".