شيخ الأزهر: أبرز التَّحديات العالمية المعاصرة تتمثَّل في انتزاع القيم الدينيَّة والأخلاقيَّة
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الأحد بمقر إقامة فضيلته بالعاصمة الألمانية برلين، السيد محمود فرزندة، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى جمهورية ألمانيا الاتِّحادية.
وقال فضيلة الإمام الأكبر إنَّ حال المسلمين اليوم من فُرقةٍ وتشتت يرجع إلى نزاعات لا إسلاميَّة حذَّر منها القرآن الكريم في قوله تعالى {ولا تنازعوا فتفشلوا}، وقد أدَّى هذا التنازع إلى تشقق الصف الإسلامي وتفرق المسلمين وافتقارهم للرؤية الإسلامية والهدف الإسلامي الموحد الذي نستطيع الرجوع والاحتكام إليه رغم الاختلاف.
وأضاف شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين أنَّ أخطر التحديات الإسلامية المعاصرة هي كيفية إقناع صنَّاع السياسات ومتخذي القرارات بأنَّ هناك مصلحة إسلامية عليا لا بدَّ أن تكون محلَّ اتفاق بين الجميع مهما اختلفت المصالح الذاتية، مشيرًا إلى أن علماء الإسلام تحدثوا كثيرًا عن أهمية الوحدة الإسلامية، إلَّا أن القوى السياسية دائمًا ما تحرِّكُ الأمور عكس ما ترتضيه لغة المنطق والعقل، وترك المصلحة العليا المشتركة والمقايضة بها في مقابل بعض السياسات الذاتية المتفرقة.
وأكَّد فضيلة الإمام الأكبر أن أبرز التحديات العالمية المعاصرة تتمثَّل في انتزاع القيم الدينية والأخلاقية بل والإنسانية من أيِّ وجه للتقدم العلمي، حتَّى أصبحنا نعاني من أزمة حقيقيَّة، وهي الاغتراب وإقصاء الدين من حياة الإنسان، مشددًا على أنَّ الخروج من هذا المأزق لن يكون إلا بتبني أصحاب القرارات العالمية العليا لإطار أخلاقي وإنساني ملزم، وتغليب مصلحة الإنسانية على تلك المصالح الذاتية.
وشدَّد فضيلته على أنَّ الأزهر الشريف متمسِّك بوحدة المسلمين، وأنه لن يتوانى عن المضي قُدمًا في بذل كل ما في وُسعِه من أجل فرض هذا المشروع على الخريطة الإسلامية مهما كلَّفه الأمر من الانخراط في كثيرٍ من المشقة والتَّحديات.
من جانبه، أعرب السفير الإيراني لدى ألمانيا عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وتقدير بلاده لما يقوم به فضيلتُه من جهود للمِّ شمل الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أن إيران تؤمن بقوة الأزهر وقدرته على توحيد المسلمين وتوجيههم إلى الطريق الصحيح، والوقوف في وجه مَن يحاولون نشر الصور النمطية المنحرفة والمغلوطة عن صحيح الدين الإسلامي.
كما أكَّد السفير الإيراني ترحيب بلاده بالحوار الإسلامي الإسلامي الذي دعا إليه شيخ الأزهر في ملتقى البحرين للحوار، وتقديرهم لمشروعات التقارب التي يتبناها فضيلته بين مختلف مدارس الفكر الإسلامي، مؤكدًا أن الأزهر صوته مسموع في كل أركان العالم الإسلامي ويتمتَّع بمصداقية مشهودة.